أكد رئيس قسم علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت، د. علي الزعبي، أن هناك عزوفا كبيرا من الطلبة المستجدين عن اختيار تخصص الخدمة الاجتماعية، وذلك وفقا لإحصاءات "الخدمة المدنية"، التي تنص على وجود قصور في مخرجات الخدمة الاجتماعية التي تصل إلى نسبة 60 في المئة،‏ وهذا الأمر يدل على أن هذا التخصص أصبح نادرا ومطلوبا في سوق العمل.

وأضاف الزعبي، في تصريح لـ "الجريدة"، أن القطاع الحكومي يحتاج إلى مثل تلك المخرجات، في ظل توجه كثير من الطلبة المستجدين إلى التخصصات العلمية الأخرى التي بها كوادر مالية كبيرة، ومن هنا تبدو المشكلة الأساسية في عدم توجه الطلبة لتخصص الخدمة الاجتماعية والعزوف عنه.

Ad

وقال إن المشكلة تكمن في إقرار كادر المعلمين فقط، دون كادر الاختصاصيين الاجتماعيين، وهو ما أدى الى تسرب الطلبة من تخصص الخدمة الاجتماعية الذي يعد مهما وفعالا.

وذكر الزعبي أن هذا يعد خطأ تشريعيا غير منطقي أثر بصورة أو بأخرى على تخصص الخدمة الاجتماعية، فليس من المعقول أن يتوجه الطالب لدراسة تخصص لا يوجد به كادر يعود بالنفع عليه، خاصة في الفائدة المادية، إضافة إلى أنه يجب على البرلمان أن يبحث مثل تلك التشريعات المهمة التي قد تكون مخاطرها أكثر من فوائدها، في ظل جهود كبيرة من أعضاء هيئة التدريس لإقناع الطلبة بالانتساب إلى ذلك التخصص، الذي يجعل الطالب أكثر قدرة على التفاهم مع مشكلات المجتمع، ومع ذلك تبقى هناك خيارات مفتوحة للطلبة.

وأشار إلى أن كثيرا من الطلبة يتوجهون الى التخصصات التي توجد لها كوادر، وهذا الأمر يخلق إشكالية كبيرة في الهيكل الوظيفي للقطاع الحكومي، حيث هناك فائض كبير في كثير من التخصصات التي تتمتع بالكوادر العليا مثل الهندسة والمحاماة والمحاسبة، بينما نجد بالوظائف المهمة الأخرى عزوفا، وبالتالي تتم تغذيتها عن طريق العمالة الوافدة، ومن هنا لا نستطيع أن نخلق نوعا من التركيبة الجيدة في الوظائف ولا بالمجتمع، ومثل هذا القرار أصبح محبطا ومغلقا أيضا للمستقبل الوظيفي.