تُعلق تونس آمالاً كبيرة على سباحها أسامة الملولي وعداءتها حبيبة الغريبي لتسجيل اسمها على جدول الميداليات في دورة الألعاب الأولمبية المقررة في ريو دي جانيرو من 5 إلى 21 أغسطس الحالي.

Ad

وتشارك تونس بـ 58 رياضياً ورياضية في 17 لعبة هي بالإضافة إلى ألعاب القوى والسباحة، الدراجات والمبارزة وكرة الطاولة وكرة المضرب وكرة اليد والملاكمة والرماية والتجذيف والجودو والكرة الطائرة الشاطئية والشراع ورفع الأثقال والكانوي كاياك والمصارعة والتايكواندو.

قرش قرطاج

يُعتبر «قرش قرطاج» الذي سيشارك في الأولمبياد للمرة الخامسة في مسيرته الرياضية، أكثر رياضي تونسي تتويجاً بميداليات في الألعاب الأولمبية، إذ حصل على ذهبية سباق 10 كلم حرة، وبرونزية سباق 1500م خلال أولمبياد لندن 2012، وذهبية 1500م حرة في أولمبياد بكين 2008 كما أنه أول سباح في تاريخ الأولمبياد يتوج بالذهب في مسابقتي 10 كلم و1500 متر، وأول سباح عربي يتوج بالمعدن النفيس في نسختين أولمبيتين.

ويملك الملولي خبرة كبيرة على الساحة الدولية من خلال مشاركاته في بطولات العالم والدورات المتوسطية والعربية والأولمبية وهو كان منح العرب أول ميدالية ذهبية أولمبية في السباحة عندما نال المركز الأول في سباق 1500م حرة في بكين 2008 عندما سجّل رقماً قياسياً أفريقياً (14.40.84 د) وحرم الأسترالي غرانت هاكيت بطل العالم 4 مرات من تحقيق انجاز لم يسبقه إليه أي سباح في تاريخ الألعاب الأولمبية وهو الظفر بذهبية سباق 1500م للمرة الثالثة على التوالي.

وسيدافع الملولي الذي سيحمل العلم التونسي في حفل الافتتاح، عن لقبه في سباق 10 كلم حرة، وهو تخصصه، كما لا يستبعد المشاركة في سباق 1500م.

وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس وسط العاصمة تونس منتصف الشهر الماضي، قال الملولي عشية سفره إلى كاليفوريا، حيث يتدرب منذ نحو 15 عاماً، «مسابقة 1500م ستُقام قبل 3 أيام من مسابقة 10 كلم، هذا قد يؤثر على جاهزيتي لكنه قد يكون أيضاً مؤشراً جيداً، سوف نرى مع مدربي».

واعترف ابن مدينة المرسى (شمال العاصمة تونس) بأن الرهان سيكون «صعباً جداً» في ريو، كما كان الأمر في البرتغال التي استضافت في يونيو الماضي التصفيات المؤهلية لسباق 10 كلم في المياه الحرة بالألعاب الأولمبية.

وفي هذه التصفيات حل الملولي في المركز الخامس.

وتابع «بشكل عام، 99 بالمئة من الرياضيين حالمون، نحن نشرع في ملاحقة الحلم فور ولادته في رؤوسنا، الأمور كانت كذلك بالنسبة إلي منذ سن 16 عاماً».

التأثر والفخر

وتعوّل تونس أيضاً على ألعاب القوى وتحديداً الغريبي التي ترغب في حصد الذهب الأولمبي في ريو لتأكيد أحقيتها به في الأولمبياد الأخير في لندن عندما حلت ثانية خلف الروسية يوليا زاريبوفا قبل تجريد الأخيرة من لقبيها في الأولمبياد وبطولة العالم في دايغو 2011.

ففي خضم استعداداتها للألعاب الأولمبية في مارس الماضي، تلقت الغريبي النبأ السار بعدما ثبتت محكمة التحكيم الرياضي (كاس) عقوبات بحق ست رياضيين روس بسبب اضطرابات في سجلاتهم البيولوجية ومن بين هؤلاء يوليا زاريبوفا التي جردت من لقبها العالمي عام 2011 في دايغو (كوريا الجنوبية) وذهبيتها الأولمبية في لندن 2012 في سباق 3 آلاف م موانع.

وكانت الغريبي حلت ثانية في هذين السباقين وقالت إثر تلقيها الخبر بأنها تشعر بـ «التأثر والفخر» في آنٍ معاً لاستعادة ميداليتيها.

وأوضحت الغريبي في حديث لوكالة فرانس برس أن «هاتين الميداليتين دخلتا تاريخ تونس وألعاب القوى»، مضيفة «لكن عندما تدرك بأن فرحة لحظة الانتصار قد سرقت منك، فإنك تشعر بالألم، كنت أود سماع النشيد الوطني التونسي في لندن ودايغو».

وتابعت «استمر الأمر سنوات طويلة وبصراحة لقد سألت نفسي لماذا كل هذا الوقت» وهي طالبت بأن يتم تكريمها على المنصة قبل انطلاق سباق 3 آلاف م موانع في ريو دي جانيرو.

وتابعت «في النهاية حصل هذا الأمر خلال العام الذي تُقام فيه الألعاب الأولمبية وهي مسؤولية إضافية على عاتقي، لدي رغبة كبيرة بإحراز هذا اللقب على المضمار، إنها اللحظة المناسبة بالنسبة إلي».

وحصدت تونس 10 ميداليات في تاريخ مشاركاتها في الألعاب الأولمبية حيث حصد العداء محمد القمودي فضية سباق 10 آلاف م في طوكيو 1964 وبرونزية السباق نفسه وذهبية سباق 5 آلاف م في مكسيكو سيتي 1968 وفضية 5 آلاف م في ميونيخ 1972، ونال الملاكمان حبيب قلحية برونزية في طوكيو وفتحي الميساوي برونزية في اتلانتا 1996، وظفر الملولي بذهبية سباق 1500 م حرة في بكين 2008 وبرونزية السباق ذاته وذهبية سباق 10 كلم حرة في لندن 2012، وكسبت الغريبي ذهبية سباق 3 م موانع في لندن أيضاً.