أكد معهد الكويت للأبحاث العلمية حرصه على تطوير مشروعه الدولي المعني بتطوير تكنولوجيا المسح الجوي، من أجل دراسة المياه الجوفية في الأراضي الصحراوية، والقائم حالياً بالتعاون مع جامعة سوثرن كاليفورنيا الأميركية.

وقالت المديرة العامة للمعهد د. سميرة عمر في اتصال هاتفي مع «كونا» من الولايات المتحدة، إن المباحثات جارية أيضاً من أجل مشاركة مركز الدفع النفاث بولاية كاليفورنيا، وهو أحد المراكز البحثية التابعة لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، فضلاً عن مناقشة انضمام جهات بحثية أخرى، بغية تطوير المشروع، وذلك بدعم من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي.

Ad

وأضافت عمر، التي تقوم بزيارة أميركا لتفعيل المشروع والاطلاع على التقنيات الحديثة التي سوف تستخدم في دراسة وتقييم نوعية وأعماق المياه بالمناطق الصحراوية، إن وفد معهد الأبحاث زار جامعة سوثرن كاليفورنيا ومركز الدفع النفاث بمدينة لوس أنجلس، إيذاناً ببدء مشروع التعاون آنف الذكر.

وأضافت أن هناك العديد من المناطق لا تتوافر فيها المعلومات اللازمة في الكويت لإدارة المياه الجوفية، لافتة إلى أن مشروع تطوير مجس راداري عالي الدقة من شأنه خدمة المعهد في رصد المياه بتلك المناطق.

وأوضحت أن الوفد الكويتي ناقش مع المسؤولين في جامعة جنوب كاليفورنيا مشاركة باحثي المعهد في برامج تدريب والاستفادة من كل المعلومات لتطوير الرادار والأجهزة الملحقة به، وصولاً إلى الهدف المنشود.

وذكرت أنه كانت هناك زيارة مختبرات والتعرف على أبحاث علمية وبرامج دراسة المياه والمناخ من خلال الأقمار الصناعية والتقنيات المستخدمة في مراقبتها للعناصر الحيوية بكوكب الأرض.

وأشارت إلى اتفاق المعهد وجامعة سوثرن كاليفورنيا على توسيع نطاق التعاون، ليشمل أنشطة أخرى يقوم بها المعهد، وتهدف إلى تحقيق مصلحة الكويت وباقي دول المنطقة.

وقالت عمر إن من أهم أسس هذا التعاون تشابه البيئة الصحراوية في الكويت والمناطق بجنوب ولاية كاليفورنيا، التي يقطنها نحو 20 مليون نسمة، مبينة أن الدروس المستفادة من الأبحاث المشتركة المطورة في الكويت تشمل المساعدة في دراسة مشاكل المياه في المناطق الصحراوية الشاسعة بالولايات المتحدة.

من جانبه، قال المدير التنفيذي لمركز أبحاث المياه في المعهد د. محمد الراشد لـ«كونا»، إن مشروع الرادار الذي يتعاون به الطرفان يتميز بتكنولوجيا مشابهة لتلك المستخدمة في برنامج اكتشاف «المريخ»، وتأتي خطوة تطويره للكشف بشكل أكبر عن المياه وبمزيد من التفاصيل.

وأوضح أن الكويت تعد أرضاً مثالية لاختبار مثل هذه التكنولوجيا، لأنها من الأراضي القاحلة، وتمتلك مكامن مياه جوفية ذات توصيف جيد وأرضاً مستوية وتحدد موارد المياه الجوفية في أماكن أخرى بالمنطقة، ما يخدم عمل وبحوث الوكالة.

وبيَّن أن تطوير الرادار من شأنه أيضاً إيصال فهم أفضل لخصائص مكامن المياه الجوفية في الكويت، وسيمكن من تعزيز الشحن الطبيعي واستخدام تلك المكامن للتخزين، وبالتالي زيادة احتياطيات المياه بالدولة، والتوصل لاستراتيجية أكثر توازناً لإدارتها.