أميركا تزيح الصين عن الصدارة في لندن 2012

نشر في 04-08-2016
آخر تحديث 04-08-2016 | 00:00
بعد أن أزاحت الصين عن المركز الأول، نجحت الولايات المتحدة في استعادة ريادتها للألعاب الأولمبية إثر تربع المارد الآسيوي على العرش في النسخة الأخيرة التي استضافها.
نجحت الولايات المتحدة في استعادة ريادتها للألعاب الأولمبية بعد ان ازاحت الصين عن المركز الاول اثر تربع المارد الاسيوي على العرش في النسخة الاخيرة التي استضافها، في العاب لندن 2012 التي امتدت بين 27 يوليو و12 اغسطس.

وكانت الصين حسمت صدارة نسخة 2008 في مصلحتها برصيد 51 ذهبية مقابل 66 للولايات المتحدة، لكن في نسخة 2012، حل أبناء العم سام في المركز الاول برصيد 46 ذهبية و298 فضية و29 برونزية، مقابل 38 ذهبية للصين و29 فضية و221 برونزية، في حين سجلت بريطانيا الدولة المضيفة أفضل إنجاز لها في تاريخ الالعاب بحلولها ثالثة، جامعةً 29 ذهبية و17 فضية و19 برونزية.

نظمت لندن الألعاب الاولمبية للمرة الثالثة في تاريخها بعد عامي 1908 و1948، فأصبحت بالتالي أول مدينة تنال هذا الشرف، وقد انفقت الدولة المضيفة نحو 14 مليار جنيه لتحديث بنيتها التحتية وبناء المرافق الرياضية التي كان تحفتها الملعب الأولمبي.

وأقيمت المنافسات في 34 منشأة رياضية على امتداد بريطانيا، تسع منها في المجمع الأولمبي (شرق لندن) الذي استغرق بناء الملعب الذي يتوسطه ثلاث سنوات واستخدم في إنجازه عشرة آلاف طن من الفولاذ.

شارك في دورة لندن 10568 رياضيا بينهم 4776 رياضية من 204 بلدان، تنافسوا في 302 مسابقة ضمن 26 لعبة هي: الألعاب المائية والقوس والسهم وألعاب القوى والبادمنتون وكرة السلة والملاكمة والكانوي-كاياك والدراجات والفروسية والمبارزة وكرة القدم وكرة اليد والجودو والخماسي الحديث والتجذيف واليخوت والرماية وكرة الطاولة والتايكواندو وكرة المضرب والترياتلون والكرة الطائرة ورفع الاثقال والمصارعة والجمباز والهوكي.

ودونت سبع دول جديدة أسماءها في السجلات الاولمبية للمرة الاولى في تاريخ مشاركاتها وهي: البحرين، الغابون، بوتسوانا، غرينادا، قبرص، غواتيمالا ومونتينيغرو (كدولة مستقلة).

ذهبية 1500م لمخلوفي

عربيا، أحرز العداء الجزائري توفيق مخلوفي ذهبية سباق 1500م في ألعاب القوى، وتألق السباح التونسي اسامة الملولي بإحرازه ذهبية سباق 10 كلم في المياه الحرة.

وفي يونيو الماضي، تسلمت العداءة التونسية حبيبة الغريبي ذهبية سباق 3000م موانع بعد شطب نتيجة الروسية يوليا زاريبوفا بسبب قضايا منشطات.

وكرس السباح الأميركي مايكل فيلبس أسطورته الاولمبية برفع عدد ميدالياته في ثلاث نسخات من الألعاب الى 22 ميدالية (18 ذهبية وفضيتان وبرونزيتان)، فحطم وتخطى بالتالي الرقم القياسي في عدد الميداليات التي كان في حوزة لاعبة الجمباز السوفياتية لاريسا لاتينينا (بين 1956 و1964).

فيلبس يحرز6 ذهبيات

وكان فيلبس احرز ست ذهبيات وبرونزيتين في دورة اثينا 2004، و8 ذهبيات في بكين 2008، و4 ذهبيات وفضيتين في لندن.

وقال فيلبس "أروع ما في الأمر ان تثبت انه لا يوجد شيء اسمه مستحيل. الكثير من الاشخاص قالوا انه امر مستحيل. لقد تعلمت ان على المرء ان يتمتع بشيء من الخيال وهذا ما ساعدني. لا اعلم حقيقة ما يخالجني من مشاعر الآن. هناك الكثير من الاحاسيس التي تتدافع في ذهني، الكثير من الحماس. أعتقد أن ما اريده الآن هو ان ارى والدتي". وكانت أم الألعاب مسرحا لتألق العداء البريطاني محمد فرح الذي دخل بدوره الاسطورة الاولمبية بإحرازه سباقي 5 آلاف م و10 آلاف م في دورة واحدة أمام تشجيع حماسي منقطع النظير في المدرجات من قبل الجمهور المحلي. وبات فرح سادس عداء في تاريخ الالعاب يجمع بين ذهبيتي سباقي 5 آلاف و10 آلاف م، بعد التشيكوسلوفاكي الشهير اميل زاتوبيك في هلسنكي عام 1952 والسوفياتي فلاديمير كوتس في ملبورن عام 1956 والفنلندي لاس فيرين عامي 1972 و1976 في ميونيخ ومونتريال على التوالي ومواطنه ميروتس يفتر عام 1980 في موسكو والاثيوبي كينينيسا بيكيلي في بكين 2008.

كما حقق العداء الكيني ديفيد روديشا رقما مذهلا في سباق 800 م في طريقه لإحراز الذهبية مسجلا 1.40.91 دقيقة.

وكان الرقم القياسي السابق باسم روديشا نفسه ومقداره 1.41.01 دقيقة سجله في لقاء رييتي الإيطالي في 29 أغسطس 2010.

وللمفارقة، ونظراً للسرعة التي تميز بها السباق، فان العدائين الثمانية الذي شاركوا في هذا السباق حققوا أرقاما شخصية او افضل رقم لهم في ذلك الموسم.

ونجح روديشا صيف العام 2010 في تحقيق مبتغاه بتحطيمه الرقم القياسي السابق للسباق والذي صمد لفترة 13 عاما باسم مواطنه الاصلي ويلسون كيبكيتير الدنماركي الجنسية، على حلبة الملعب الاولمبي في العاصمة الالمانية برلين وهو الملعب ذاته الذي فشل فيه قبل عام في بطولة العالم بتسجيله 1.41.09 دقيقة قبل ان يحطمه مجددا بعد ثلاثة ايام في لقاء رييتي الايطالي في 29 وينزل به الى 1.41.01 دقيقة. واختير روديشا في تلك السنة أفضل رياضي في العالم من قبل الاتحاد الدولي لالعاب القوى ليصبح أول وأصغر عداء كيني ينال الجائزة المرموقة.

عودة منتخب الأحلام

وتربع منتخب الاحلام الاميركي مجددا على العرش الاولمبي وأحرز ذهبيته الرابعة عشرة في مشاركته السادسة عشرة بفوزه على نظيره الاسباني بطل اوروبا 107-100.

وكان المنتخبان التقيا في النهائي قبل اربع سنوات وفازت الولايات المتحدة ايضا 118-107.

وباستثناء ليتوانيا التي تغلب عليها 99-94 في الدور الاول، دمر المنتخب الاميركي، الباحث عن لقبه الاولمبي الرابع عشر في 17 مشاركة، جميع خصومه ففاز على فرنسا 98-71 وتونس 110-63 ونيجيريا 156-73 والارجنتين 126-97، قبل ان يجتاز استراليا في ربع النهائي 119-86 والارجنتين مجددا في نصف النهائي 109-83.

أسطورة الجامايكي بولت تتعاظم
تعاظمت أسطورة العداء الجامايكي أوسين بولت في ألعاب لندن 2012 بعد نجاحه في الاحتفاظ بالسباقات الأولمبية الثلاثة التي كان قد توج بها في بكين 2008 في 100م و200م والتتابع أربع مرات 100م، فبات أول عداء يحقق هذا الإنجاز، كما رفع رصيده من المعدن الاصفر الى 6 ذهبيات.

ثلاثة عدائين يملكون وحدهم سجلا افضل من بولت في ام الالعاب، هم الفنلندي بافو نورمي (9 ذهبيات بين 1920-1928) والاميركيان كارل لويس (9 بين 1984 و1996) وراي ايفري (8 بين 1900 و1908).

دخل بولت تاريخ الالعاب الاولمبية من بابه العريض بعدما اصبح اول عداء في التاريخ ينجح في الدفاع عن لقبيه في سباقي 100م و200م بعدما توج بذهبية السباق الاخير مسجلا 19.32 ثانية.

وأثبت انه اسرع عداء في العالم في السنوات الاخيرة، فمنذ اولمبياد بكين 2008 كان بولت رجل المناسبات الكبيرة، ووحده الانطلاق الخاطئ في بطولة العالم في دايغو عام 2011 كلفه ذهبية سباق 100م، قبل ان ينتزع ذهبيتي 200م والتتابع 4 مرات 100م.

ضرب الاعصار بولت مرة جديدة عندما احتفظ بذهبية سباق 100م، مسجلا 9.63 ثوان (رقم اولمبي جديد)، ليثبت مجددا أنه اسرع عداء في العال، والرقم الذي سجله هو الثاني الأفضل في كل الازمنة، علما انه يحمل الرقم القياسي ومقداره 9.58 ثوان سجله في بطولة العالم ببرلين عام 2009.

وأحرز الفضية مواطنه يوهان بلايك (9.75 ث) معادلا رقمه الشخصي، والبرونزية الاميركي جاستين غاتلين (9.79 ث) في سباق اطلق عليه لقب سباق العصر، إذ اشار المنظمون الى تلقيهم مليوني طلب لحضور السباق، وقد جاء على قدر التطلعات حيث نزل العداؤون الثمانية تحت حاجز التسع ثوان، باستثناء الجامايكي اسافا باول الذي اصيب في الامتار الاخيرة.

وبات بولت ثاني عداء في التاريخ يحتفظ بلقبه في السباق السريع بعد الاسطورة الاميركي كارل لويس عامي 1984 و1988.

وقال بولت: "لقد انجزت المهمة وهذا هو الاهم. عندما يتعلق الامر بالبطولات الكبرى يجب ان تكون على الموعد وهذا ما قمت به".

back to top