استعادت قوات النظام السوري بغطاء جوي روسي أربع مناطق جنوب غرب حلب كانت فصائل المعارضة قد سيطرت عليها مع عدد من القرى والتلال قبل أيام معدودة، في إطار معركة فك الحصار المفروض منذ أسابيع على الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرتها.

وأوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن أن قوات النظام شنت هجوماً مضاداً لامتصاص الهجمة العنيفة لفصائل «جيش الفتح» و»غرفة عمليات فتح حلب»، وفي مقدمتها «جبهة فتح الشام»، وسيطرت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية على «تلتين وقريتين عند الأطراف الجنوبية الغربية لمدينة حلب بغطاء جوي روسي كثيف».

Ad

وأفادت صحيفة «الوطن» المقربة من النظام أمس بـ»تقدم الجيش العربي السوري من جديد في المحورين الجنوبي والجنوبي الغربي لحلب، مسبباً انتكاسة كبيرة» للفصائل المقاتلة، التي حققت تقدماً لافتاً في خطتها لاستعادة حي الراموسة الأطراف الجنوبية الغربية لحلب، ما سيمكنها من فتح طريق إمداد شرقاً وقطع طريق إمداد رئيسي للنظام والكموالين غرباً.

فك الحصار

عنوان فرعي

وفي وقت سابق، أطلقت فصائل المعارضة المرحلة الثالثة من معركة فكّ الحصار عن الأحياء الشرقية المحاصرة بسيطرتها مساء أمس الأول على قرية الحويز في الريف الجنوبي كاملة، والتلة الملاصقة لها، ما جعلها على تخوم بلدة الوضيحي الاستراتيجية.

وفي ظل استمرار المعارك على جبهات فرع المرور وسوق الهال، والجامع الكبير (الأموي) في منطقة حلب القديمة، تمكنت الفصائل من السيطرة على عدة كتل سكنية داخل حي الراموسة وكلية المدفعية، وقلصت المسافة بين الأحياء المحاصرة والمناطق المحررة إلى أقل من كيلو متر فقط.

مراحل وقتلى

عنوان فرعي

وجاءت المرحلة الثالثة من معركة فك الحصار بعد تمكن الأولى من دخول قرية العامرية وتلال الجمعيات وأحد، والفردوس والمحبة ومؤتة، في حين سيطرت الثانية على مشروع الـ»1070 شقة» أول أحياء منطقة الحمدانية غربيَّ حلب، وقرية الشرفة المتاخمة للراموسة.

ووفق الشبكة السورية فإن المعارضة أسرت 23 عنصراً من ميليشيات «حزب الله» في حي الحمدانية ومجموعة أخرى من قوات النظام داخل الراموسة.

وأسفرت المعارك منذ بدء الهجوم الأحد عن مقتل خمسين من مقاتلي الفصائل والجهاديين المتحالفين معهم والعشرات من قوات النظام والمقاتلين الموالين لها، إضافة إلى 40 مدنياً بقذائف أطلقتها المعارضة آخرها أودى بعشرة بعد منتصف ليل الثلاثاء- الأربعاء.

موسكو وواشنطن

بدوره، اعتبر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف دعوة وزير الخارجية الأميركي جون كيري لموسكو والأسد إلى ضبط النفس في مناطق القتال في حلب «إنذارا وابتزازا بلهجة غير مقبولة».

وقال، في تصريح لوكالة «ريا نوفوستي»: «فور حصول تقدم فعلي في المعارك ضد الإرهابيين حققه الجيش السوري بدعم منا، بدأ الأميركيون اعتماد أساليب ملتوية وطالبونا بوقف القتال»، مضيفاً: «من غير المناسب على الاطلاق تأمين غطاء للفصائل المعارضة المسلحة وحلفائها المحاصرين».

تعاون صعب

وإذ رفض ريابكوف تشكيك الولايات المتحدة في فتح ممرات إنسانية بحلب، أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أنه لا يزال يسعى إلى التعاون مع الروس لإيجاد حلول دبلوماسية للنزاع في سورية.

وقال أوباما، خلال مؤتمر صحافي عقده في البيت الأبيض أمس الأول، إن «العلاقة القاسية والصعبة لن تمنعنا من السعي للوصول إلى انتقال سياسي في سورية يضع حداً للعذاب هناك».

جبهة منبج

وغير بعيد عن حلب المشتعلة، حققت قوات سورية الديمقراطية (قسد) أمس الأول تقدماً إضافياً داخل مدينة منبج على حساب «داعش»، بحسب المرصد، الذي أوضحا أنها سيطرت على أحياء سكنية عدة في القسم الشرقي والغربي مقابل انكفاء التنظيم إلى وسط المدينة وشمالها.

وأكد المرصد أن الطريق الذي ينطلق من مدينة منبج باتجاه الحسكة (شمال شرق) باتت سالكة بعد التقدم الأخير لـ»قسد» بفعل ضربات جوية للتحالف الدولي.

جثث الروس

إلى ذلك، كلفت الحكومة الروسية المستشار وعضو مجلس الشعب السوري السابق أنس الشامي بالتفاوض مع مسلحي المعارضة لاستعادة جثث الطيارين الروس الذين قتلوا في تحطم طائرتهم المروحية الاثنين قرب بلدة سراقب في ريف إدلب.

وقال الشامي، الذي يقيم في موسكو لوكالة الأنباء الألمانية، إنه تواصل مع «غرفة فتح حلب وحركة أحرار الشام وفتح الشام، وأن الأمور في بدايتها وننتظر ردود الفصائل، ومعرفة طلباتهم لأجل تسليم جثث الطيارين الروس».

قصف الكلور

وفي الرد الأميركي على تقارير تحدثت عن قصف بغاز الكلور، قرب موقع إسقاط المروحية الروسية، قال المتحدث باسم الخارجية جون كيربي، في مؤتمر صحافي: «إن صح هذا فسيكون شديد الخطورة»، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة لا يمكنها تأكيد صحة التقارير وتتحق مما قاله المسعفون السوريون، وفق وكالة «رويترز».