«فرط الرمان»... حكايات مريرة بنكهة الفاكهة

نشر في 05-08-2016
آخر تحديث 05-08-2016 | 00:03
العنف ضد المرأة أحد المحاور الأساسية التي تناولتها الروايات الأدبية، سواء على المستوى المحلي أو العالمي، ولايزال العنف موضوعا للعديد منها، ترصد كل رواية جانباً أو زاوية ما، غير أن رواية «فرط الرمان» للأديبة الشابة مروة جمال تناقش مأساة المرأة في المجتمع.
تعكس الرواية شخصيات نسائية يواجهن تجارب قاسية مع أزواجهن وأحبائهن من خلال تقنية تعدد الأصوات، وبرؤية شمولية تعددت فيها الأنثى وتوحد فيها الرجل، وتناقش الرواية أبعاد العلاقات النسائية بمختلف أيديولوجياتها، وتركز على المفاهيم الموروثه للرجل تجاه الأنثى مصاغة في قوالب عدة.

تدور الرواية حول مواجهة النساء للرجال في مجتمع ذكوري يكرس للرجل ويمنح الحقوق للأنثى عبر العادات والتقاليد والموروث المتأصل في النفوس والقادم عبر الأجداد، كاشفة أنها حالة عمومية موجودة في كل بيت، حين تصبح المعاناة قدراً على الأنثى، محاولةً إقناع العالم بأن الأنثى مخلوق لم يخلق للتناسل وضمان امتداد العالم فحسب، وإنما هي مخلوق قادر على التفكير وصنع المعجزات.

وتتواكب الرواية، التي تعد من أول إصدارات دار «ضي» للنشر، مع تعالي الأصوات المنددة بالعنف ضد المرأة، إذ انتشرت بوسترات في شوارع القاهرة تحمل صورا وإعلانات على الطريق لسيدات وفتيات تعرضن للضرب، مع عبارات داعية للكف عن هذا الفعل والإفصاح عنه في حالة حدوثه، محاولات بعضها رسمي، والبعض الآخر فردي، لكن يبقى حال «العنف» على ما هو عليه، وتبقى الحملات الداعية إلى منعه عند حدود فضح الظاهرة من دون تقديم حل جذري لها، ويدعم ذلك تقارير منظمة الصحة العالمية التي تؤكد أن ظاهرة العنف ضد المرأة موجودة في دول العالم خاصة في الدول العربية، وقد تضاعفت هذه الظاهرة، بعد ما يسمى بـ «الربيع العربي».

انحياز إلى المرأة

وتنحاز جمال أكثر للمرأة في جل أعمالها مع تقديم النصح لها، إذ تؤكد أن «في جميع قصص الحب يخبرونك أن الزواج هو النهاية السعيدة، وهناك فقط من يكتفي بكلمة النهاية.. المساء، الزفاف.. والقبلة! ولكن لا توجد بأي عالم نهاية مغلقة حتى وإن كان افتراضيا, فالنهاية هي بداية أخرى نحو شيء أكبر وربما أكثر جدلاً.. وقالوا إن الزواج هو نهاية الرجل وبداية المرأة، فهو يودع مغامراته ونزواته ويغامر بحريته من أجل اشتياق نحو امرأة واحدة.. والمرأة تختبر تفاصيل غريبة عليها مع رجل غريب, فعليها أن تعتاد لمسته.. نبرة صوته.. وأن تودع خجلها أمامه فهو بشكل ما أصبح كل شيء ويريد كل شيء».

يذكر أن مروة جمال، روائية مصرية تخرجت في جامعة طنطا كلية الهندسة قسم هندسة الاتصالات، لها مؤلفات عدة، صدر لها: «متأخر للغاية» و{ألم الاشتياق» عن دار «الحلم»، ونشرت إلكترونيا روايات «الثأر»، «همس الجياد»، «خبايا الظلال»، «السر»، و{من أوراق لعب مبعثر}. وكتبت على غلاف روايتها «فرط الرمان»: في قوانين الأنثى لا ثوابت.. لا قوانين سرمدية.. ولا سرد نظريات، هي قاعدة الفاكهة.. هي الفوضى.. هي النكهة اللاذعة والحلوة والقاسية والمرة هي «فرط الرمان».

back to top