بحث الرئيس السوري بشار الأسد، خلال استقباله في دمشق أمس رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي والوفد المرافق له، آخر التطورات الميدانية ووجهات النظر حول الأوضاع الإقليمية والدولية وانعكاساتها على الوضع في سورية، مؤكداً أن "ظاهرة الإرهاب ستتفشى في المزيد من الدول بسبب إصرار بعضها على مواصلة سياساتها غير العقلانية ودعمها للتنظيمات الإرهابية لتحقيق غايات لا تخدم مصالح شعوبها". وبحسب وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، فإن الأسد أشار إلى أن "مستقبل المنطقة سترسمه الشعوب التي وقفت في وجه سياسات الدول الداعمة للإرهاب وقدمت التضحيات لكي تحافظ على بلدانها وعلى استقلالية قرارها".
في المقابل، اعتبر بروجردي أن "نجاحات القوات النظامية جاءت لتكلل صمود الشعب ومقاومته وإصراره على الدفاع عن بلده في وجه كل ما تعرض له على يد الإرهاب وداعميه"، معتبراً أن "انتصار سورية من شأنه أن يعيد رسم خريطة المنطقة برمتها".
حامي سورية
وبعد لقائه رئيسة مجلس الشعب هدية عباس، أمس الأول، أطلق بروجردي جملة مواقف بينها أن العلاقات بين إيران وسورية "غير قابلة للانفكاك" ومعارك حلب "تبشر بالنصر الكبير والنهائي". ووصف بروجوردي الأسد بأنه "كان وما زال حامي سورية"، معبراً عن "فخره بصموده خلال سنوات الحرب على محور المقاومة".مفاوضات وهدنة
إلى ذلك، أعرب نائب مبعوث الأمم المتحدة رمزي عزالدين رمزي عن ثقته في استئناف مفاوضات "جنيف3" بنهاية أغسطس، مؤكداًَ وجودجهود دبلوماسية تشمل الروس والأميركيين لبحث مصير سورية والتوصل إلى اتفاق بشأن هدنة إنسانية في مدينة حلب وخطة إنسانية شاملة خلال الأيام القليلة المقبلة.وتوقعت المعارضة السياسية أن "ترسم نتائج معركة حلب مسار الحل السياسي خصوصاً، إذا احتفظت الفصائل بمعاقلها ونجحت في فك الحصار"، موضحة أن "الدول الكبرى تراقب عن كثب مجريات الأمور في حلب".في السياق، ذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية أن "المعارضة أصبحت بحاجة إلى التقدم نحو ميل إضافي لكسر الحصار المفروض على حلب"، لافتة إلى أن "الفصائل حشدت أكثر من 10 آلاف مقاتل في الهجوم الضخم المستمر غربي المدنية منذ خمسة أيام ويتم على جبهة يصل عرضها إلى 10 كيلومترات".هجمات المعارضة
وفي موسكو، دعت الناطقة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا، وسائل الإعلام الغربية للتحلي بالشجاعة، وكسر الصمت حول جرائم "المعارضة المعتدلة" والخسائر البشرية جراء ضربات التحالف الدولي بقيادة واشنطن.وفي تعليق على هجوم كيماوي أكد النظام أن مصدره حي السكري الخاضع لسيطرة حركة "نور الدين زنكي" وأسفر عن مقتل 7 وإصابة 20 في حي صلاح الدين شرق حلب، كتبت زاخاروفا على حسابها في موقع "فيسبوك": "إن هذه الحركة المدعومة من قبل واشنطن، واجهت اتهامات كثيرة بارتكاب مذابح بحق مدنيين بينهم نساء وأطفال في أحياء خارجة عن سيطرة المعارضة".ضربات أميركية
وذكرت زاخاروفا أن تحالف" قوات سورية الديمقراطية" (قسد) يحاصر مدينة منبج بالكامل، ويهاجم بدعم أميركي عناصر "داعش" داخل أحياء سكنية، ما يؤدي إلى سقوط خسائر كبيرة في صفوف المدنيين، مشيرة إلى أن طيران التحالف الدولي بقيادة واشنطن وجه أكثر من 90 ضربة جوية منذ 19 يوليو ليست إلى مواقع للتنظيم بل إلى مناطق مأهولة تم التأكد من إحداثياتها، ما أدى إلى مقتل المئات وإصابة آلاف المدنيين.«الجيش الجديد»
وفي تطور لافت، أعلنت جبهة "الأصالة والتنمية" المقربة من جماعة "الاخوان"، أمس الأول، فصل "جيش سورية الجديد" عن صفوفها لمخالفة قادته لتوجهاتها، مؤكدة استمرارها في العمل على محاربة تنظيم "داعش" في المنطقة الشرقية، والتعاون مع الدول الجادة في دعمها وفق الثوابت الشرعية والوطنية.وأشار الأمين العام للجبهة خالد الحماد، على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي، إلى فيديو بثته وكالة "أعماق" التابعة لتنظيم "داعش" يظهر فيه عناصر من "الجيش الجديد" يتدربون على يد القوات الأميركية ويرفعون العلم الأميركي.وتضمن التسجيل ملفات مستخرجة من هواتف محمولة كانت بحوزة بعض عناصر "الجيش"، إضافة إلى مشاهد لطرق تدريبه وتصريحات لعدد من كوادره أبرزهم قائده خزعل السرحان.جثث الروس
في غضون ذلك، كشف الناطق باسم حركة "أحرار الشام" أبو يوسف المهاجر، أمس الأول، عن مطالبة روسيا بجثث طاقم الطائرة "مي-8" التي سقطت الاثنين في سراقب بريف إدلب الشرقي، بلا مقابل، مؤكداً أن "الجثث موجودة لدى فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً) وعليهم التفاوض بشكل مباشر، إن كانوا جادين، فنحن في جيش الفتح لنا من المعتقلين والمعتقلات الكثير"، في إشارة منه إلى إمكانية إجراء عملية تبادل مع نظام الأسد بهذا الخصوص.عصيان السويداء
وفي السويداء، دخل معتقلو السجن المركزي ليل الأربعاء-الخميس في حالة عصيان احتجاجاً على محاولة قوات النظام نقل ثلاثة منهم إلى دمشق لتنفيذ أحكام الإعدام بحقهم.وسيطر المعتقلون على أجزاء من السجن، الذي يضم نحو 1100 شخص بينهم 750 متهماً بالإرهاب وخالفة ساسة النظام، بحسب لجان التنسيق المحلية، التي أشارت إلى أن النظام حشد المئات من عناصر الأمن السياسي والجنائي، و"الشبيحة" قبل أن يطلب رئيسه العميد حسن خلف التفاوض، مشترطاً التهدئة للاستجابة لمطالبهم.