بعد ساعات من إعلان النظام المصري التصالح مع الصديق المُقرب للرئيس الأسبق حسني مبارك، رجل الأعمال حسين سالم، بدا الاتجاه العام وكأنه يسير صوب عودة رموز السلطة خلال عهد مبارك إلى المشهد مُجدداً، وأبرزهم ذراع نجل الرئيس الأسبق جمال مبارك، ورجل الأعمال أمين تنظيم الحزب الوطني «المنحل» أحمد عز، الذي تواترت أنباء عن سعيه إلى لم شمل أعضاء الحزب المنحل في إطار حزب جديد باسم «مستقبل مصر».وغاب عز عن المشهد السياسي والحياة العامة أكثر من خمس سنوات، في أعقاب ثورة يناير 2011 التي أطاحت بنظام مبارك، وزجت بالرجل المعروف بـ«امبراطور الحديد» خلف أسوار السجن، قبل أن يداعبه حلم العودة إلى السياسة بعد خروجه من السجن في أغسطس 2014، وفشله في تحقيق ذلك، حين استُبعد من خوض الانتخابات البرلمانية قبل 8 أشهر.
العودة هذه المرة كانت من وراء ستار، من خلال بيان لحزب مجهول يحمل اسم «مستقبل مصر»، يعلن فيه اختيار عز رئيساً شرفياً له، حيث أكد وكيل مؤسسيه، عمرو عمارة، أن هناك قيادات في أحزاب «الحرية» و«المؤتمر» و«مستقبل وطن»، أعلنوا نيتهم الانضمام للحزب، مضيفاً لـ«الجريدة» أن «الحزب يضم رجال الأعمال أبرزهم عز».وأكد أن الفترة الماضية شهدت اجتماعات مع قيادات في الحزب الوطني للاتفاق على كيفية تمويل الحزب الجديد، حيث تم رصد ميزانية مبدئية قدرها 50 مليون جنيه، وسيتم عقد اجتماع خلال الأسبوع المقبل مع عز للاتفاق على آليات العمل الجديدة.ورجح مراقبون أن يكون الهدف الرئيس من تأسيس الحزب الجديد، التحضير لخوض انتخابات المحليات، المقرر إجراؤها خلال العام الحالي، والسيطرة على المحليات في جميع المحافظات.على الصعيد السياسي، تضاربت الآراء حول عودة عز للمشهد في إطلالة جديدة وسط زُمرة من رجال «المنحل»، حيث لم يمانع هذا الاتجاه النائب البرلماني محمد أبوحامد «طالما لم يصدر ضد عز حكم قضائي يمنعه من ممارسة الحياة السياسية»، في حين قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة حلوان جهاد عودة، لـ«الجريدة»، إن ما تردد في هذا السياق لم يتأكد بعد، لكنه في الوقت ذاته لا يجد مانعاً من عودة عز الذي يتمتع بـ»ثقل سياسي».على النقيض، انتقد رئيس الهيئة البرلمانية لحزب «حماة الوطن» أسامة أبوالمجد، عودة عز، قائلا في تصريحات لـ«الجريدة»: لن يكون له دور سياسي مؤثر، وبالمثل أكد رئيس حزب «المؤتمر» عمر صميدة، ضرورة إبعاد عز عن المشهد، مبرراً ذلك بأن «الوضع السياسي الراهن لا يحتمل عودة رموز الحزب الوطني والشعب لن يتقبل ذلك».
دوليات
هل يعود «ذراع» مبارك الابن إلى المشهد السياسي؟
05-08-2016