يوم «القفال»... دموع فرح «وهلاهيل»
الحمود: الرحلة جسَّدت حياة الآباء والأجداد في خدمة وطنهم
عادت سفن رحلة إحياء ذكرى الغوص الـ٢٨ في يوم «القفال» أمس، إلى ساحل النادي البحري، ونظمتها لجنة التراث البحري في النادي، برعاية أميرية سامية من ٢٦ يوليو الماضي، بمشاركة ١٩٣ غواصاً، إضافة إلى عدد من النواخذة و«المجدمية» على متن ١٣ سفينة، على الرغم من الأجواء الحارة والرطبة، والتي لم تمنع الأهالي من الحضور واستقبال أبنائهم على الطريقة الكويتية القديمة.وبهذه المناسبة، بارك وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود، لسمو أمير البلاد نجاح رحلة الغوص، «والتي جسدت حياة الآباء والأجداد في خدمة وطنهم في ذلك الوقت، على الرغم من الظروف الصعبة».وقال الشيخ سلمان الحمود، إن مشاركة الشباب الكويتي في رحلة إحياء ذكرى الغوص تعني تلمّسهم من خلالها حجم التضحيات والصعوبات التي واجهها الرعيل الأول، ليستمدوا منها الصبر في خدمة وطننا الغالي الكويت.
وأثنى على المستشارين المشاركين في الرحلة، لاسيما منهم النواخذه خليفة الراشد وعبدالرحمن المناعي، لافتاً إلى أن البحارة الذين شاركوا في هذه الرحلة المهمة استفادوا منها الكثير، معرباً عن الأمل في مواصلة هذه الرحلات، لتعزيز التراث البحري وخدمة الوطن تحت ظل القيادة الحكيمة، موجهاً الشكر لجميع المشاركين والمساهمين في دعم هذه الرحلة.من جانبه، أعلن رئيس لجنة التراث البحري في النادي البحري علي القبندي استخراج ٤٥٠ «قماشة» و»سحتيته»، مؤكداً أن الهدف من الرحلة الكيف وليس الكم، حيث تعليم الأجيال على الغوص على اللؤلؤ.وقال القبندي، إن استمرار الشباب في المشاركة يؤهلهم للحصول على ترقيات حتى الوصول إلى مسمى النوخذه .
عشق التراث... وبكاء الفرح
سألت «الجريدة» إحدى السيدات عما إذا كان لها أحد من أسرتها في الرحلة، فقالت»: ليس لدي أبناء، إنما أعشق هذا المشهد، ورؤية لأبناء الكويت، في موقف يرفع الرأس في هذا الموقف الكبير والأجواء الرائعة.وعلت الأهازيج عند وصول المشاركين، واتجه الأهالي جميعهم إلى الشاطئ وسط أجواء حماسية مفعمة بالعاطفة تجاه الوطن وأبنائه، وسط حكايات البحارة عن رحلتهم وما لاقوه خلالها، وعلى وقع «الهلاهيل» ودموع الفرح.لباس تقليدي... وانتظار
حضر أهالي المشاركين في رحلة إحياء ذكرى الغوص، في وقت مبكر قبل وصول السفن بساعات، واكتظت الصالة بالأهالي، رغم رطوبة الجو العالية، التي لم يؤثر فيها نظام التكييف. وبعض الأولاد والبنات ارتدوا اللباس التقليدي القديم للكويت، «الوزار والجريمبة» للأولاد و«البخنق» للبنات، في مشهد لافت، كما حضرت البالونات من قبل الأهالي لتحية أبنائهم المشاركين، والفرحة بعودتهم.معرض تراثي
وصل الشيخ سلمان الحمود الساعة الرابعة والنصف، وقام أولاً بجولة في المعرض التراثي المقام خلال يوم «القفال»، حيث شرح المشاركون في المعرض ما لديهم من مقتنيات ومواد معبرة عن التراث الكويتي القديم.وشهد الاستقبال وجود «اليزوات» لتحميل المحاصيل من المحار بصورة جميلة، وكان عددها ١٣ يزوة على عدد السفن وكل يزوة تحمل اسم «المحمل» مع وجود دلة قهوة قربها.التحلي بنهج التراث
قال عبدالعزيز باقر، وهو والد أحد المشاركين: «هذه أجمل صورة من أهل الكويت، وياليت الكبار والصغار يعرفون قيمة هذا التراث»، مشيراً إلى أنها «تذكرنا بالماضي مع آبائنا الذين كانوا يجلسون بجانبنا، ونسمع حكاياتهم، ودائماً ما أحث أبنائي على التحلي بنهج هذا التراث، وعدم التخلي عنه، لأنه المجد للوطن».الغوص بالأوكسجين أثر على المحار الكبير
قال النوخذة ثامر السيار: بدايتنا كانت مشاركة ٢٠ شاباً و٥ نواخذة و٥ مجدمية واليوم وصلنا إلى ١٩٣ بقيادة نواخذة مدربين أحسن تدريب وجميع المشاركين جسدوا ما كان عليه الغوص في الماضي، ويغوصون باستخدام الأدوات القديمة، مشيراً إلى أنه تم تحصيل كمية جيدة من اللؤلؤ والهزف وتعليم الشباب بالتراث البحري الكويتي.وأكد أن الغوص عن طريق الأوكسجين يؤثر في كمية المحار ويقلل من وجود المحار الكبيرة، وجميع ما تم الحصول عليه في الرحلة كان من النوع الصغير.ولفت السيار إلى أن المشاركين أخذوا دورة تدريب خلال شهر تعلموا أثناءها الغوص التقليدي، والتعرف على السفينة وأجزائها، وأيضاً التعرف على الفن البحري، وقد كان المشاركون على قدر الطموح.