إيران: جنود أعدموا ٢١ كردياً انتقاماً لـ «كمين خان طومان» في حلب
دون سابق إنذار، فوجئ الجميع في إيران بخبر إعدام 21 سنياً من الأكراد الإيرانيين في سجن سنندج بكردستان إيران، دون إعلام أهاليهم، كما هو متبع في عمليات الإعدام بطهران، إذ جرت العادة أن تخبر السلطات ذوي المحكومين بموعد الإعدام، وترتب لقاء أخيراً بينهم.وحسب الأنباء التي وردت من أهالي الأشخاص المعدمين، فإن سلطات السجن اتصلت بهم وأخبرتهم بأن ذويهم أعدموا فجراً، وعليهم مراجعة السجن لتسلم جثثهم. وبحسب معلومات، حصلت عليها «الجريدة»، أخبر أحد السجناء ذويه بأن ملثمين يرتدون زي الوحدات الخاصة دخلوا السجن مساء الثلاثاء الماضي، وأخذوا معهم عشرين سجيناً كردياً من المحكومين بالإعدام بشكل انتقائي مستخدمين العنف.
وفوجئ السجناء بالحادث، حيث جرت العادة أن يقوم حراس السجن بمرافقة المحكومين بالإعدام إلى غرفة قبل الإعدام وإخبارهم أنه تقرر إعدامهم دون أي رد فعل عصبي أو عنيف تجاههم.وكان معظم هؤلاء اعتقلوا بين عامي 2010 و2011، بتهمة أنهم شكلوا خلية جهادية في إيران لـ«محاربة الشيعة»، ونفذ بعضهم عمليات اغتيال داخل البلاد. وقال أحد ذوي السجناء، لـ«الجريدة»، إن هؤلاء كانوا ضمن مجموعة أكراد سنة يتعاونون مع «القاعدة» و«طالبان» في أفغانستان، وينتقلون إلى العراق عبر الأراضي الإيرانية لمحاربة الأميركيين، وكانت السلطات الإيرانية على علم وإشراف تام على عملهم وارتباطاتهم ولا تتعاطى معهم. وبدأت المشكلة عندما قرر بعضهم تشكيل خلية داخل المناطق السنية في إيران على الرغم من مخالفة تنظيم «القاعدة الأم» لتشكيل هذه الخلايا، إذ إنهم اعتبروا أن التنظيم الأم يتماشى مع الإيرانيين والشيعة. ويبدو أن التنظيم الأم أخبر السلطات الأمنية الإيرانية بهذا الموضوع، فقامت باعتقال أو اغتيال جميع المنتمين إلى هذه المجموعة حتى الذين لم يكونوا ضمن الخلية الإيرانية وحكم على جميع الذين اعتقلوا في البداية بالإعدام، ولكن بعضهم استطاع إثبات براءته من الانتماء للخلية الإيرانية (التي سميت بخلية التوحيد والجهاد)، وكسب العفو وجرى تبديل حكم إعدامه بالسجن طويل الأمد.وأفاد محامي أحد المعدمين، لـ«الجريدة»، بأن موكله كان أتم جميع مراحل المحاكمة وكل المحاكم الابتدائية والاستئناف والمحكمة العليا، وحكم عليه بالإعدام بتهمة الإرهاب والمحاربة على الأرض، ولكنه أعلن توبته وطلب العفو كغيره من المحكومين بالإعدام، موضحاً أن السلطات القضائية كانت أجلت إعدامهم حتى يتم البت بتوبتهم وإمكانية العفو عنهم وتخفيف عقوبتهم من قبل المرشد الأعلى علي خامنئي بمناسبة أحد الأعياد الإسلامية. وحتى ان عدداً من هؤلاء خرجوا من السجن بكفالة أو بإجازات قصيرة، ولكن عدداً منهم هرب والتحق بـ«جبهة النصرة» و«داعش» في سورية والعراق، وألقي القبض على بعضهم أخيراً في عمليات شرق حلب، حيث اعترفوا بأنهم كانوا من مخططي ومنفذي كمين خان طومان وعملية اغتيال اللواء همداني (أحد أكبر قادة الحرس الثوري في سورية).وبحسب معلومات «الجريدة»، فقد اقتحم الجنود، بعدما أبلغوا بالمعلومات الآتية من سورية، السجن ونفذوا عملية الإعدام ميدانياً، وفوجئت السلطات الأمنية والقضائية بهذا الموضوع، وحاولت لملمته عبر إصدار بيانات لتوجيه هذا الإعدام الجماعي.