لا صديق دائم ولا عدو دائم في اللعبة السياسية، هكذا عرفناها رغم عدم قناعتنا بها، خصوصاً حين تطبق في الشأن الداخلي، حيث يفترض ألا عدو في الداخل بل اختلافات سياسية وإصلاحية لا تتجاوز مرحلة البناء والتنمية والإصلاح، ولا يمكن لها بحال من الأحوال أن تصبح خصومة وعداء بين أبناء الوطن الواحد، ولكن الواقع هنا مختلف خصوصا خلال الحقبة السياسية الأخيرة، حيث شهدت تطبيق هذا الشعار داخلياً وأصبح السياسي الجديد في الكويت يكره خصومه لدرجة الفجور، والعمل لإضراره والنيل منه، ولنا في قانون العزل السياسي الأخير خير مثل.ومعظم ساستنا الجدد مراهقون سياسياً، فلا خبرة لديهم ولا حنكة، ولا يعملون وفق الأطر السياسية وقواعدها فيما يخص مصلحة الوطن العليا، بل جلهم يكرّس جهده وطاقته ليلحق الضرر بمن يختلف معه أو ينتقده أو حتى ينافسه، حتى أصبحت سياستنا الداخلية إما معي أو ضدي، وأصبح الفجور بالخصومة سيد المواقف السياسية، وطغى على العمل التشريعي والرقابي، بل حتى التنمية والازدهار، وخلف ذلك ثقافة نادرة الوجود في الدول الديمقراطية التي تعمل بسياسة لا صديق دائم ولا عدو دائم؛ لتصبح سياستنا الداخلية لا صديق دائم بل عدو دائم.
الكارثة أن معظم من يطبق سياسة العدو الدائم على أبناء وطنه لا يفقه في السياسة ولا يقرأ التاريخ السياسي الكويتي الذي دأب على التغيير وفقاً للظروف المحلية والأقليمية، وكلنا نتذكر تحالفات السلطة المتغيرة، فاليوم معك وغداً ضدك ومع خصمك، وهكذا متى ما أصبحت الظروف تستوجب التغيير.
يعني بالعربي المشرمح:
أعداء السلطة بالأمس سيصبحون أصدقاءها اليوم، وأصدقاؤها سيصبحون أعداء لها ولحلفائها، منتظرين التغيرات التي لا يعرفون متى ستأتي، وهكذا السياسة يوم لك ويوم عليك، فلا تفرط بخصومتك أيها السياسي خصوصا إن دارت الدوائر عليك فسيفرط خصمك بخصومته معك، ويستخدم الأسلحة ذاتها التي استخدمتها ضده، بل قد تكون أعنف وأقوى لينتقم.شرمحة حكومية:
في الذكرى السادسة والعشرين للغزو العراقي الغاشم تزف حكومتنا الرشيدة لمواطنيها بشرى رفع أسعار البنزين، وطبعاً في ظل وجود مجلس مسالم ومداهن، وحكومة لا تكترث لغضب الشارع، سيستغل التجار هذا الارتفاع ليرفعوا أسعار بضائعهم والخاسر الوحيد هو المواطن.