خارج السرب: ثور البنزين الأحمر وتجار المخدات
![فالح بن حجري](https://www.aljarida.com/uploads/authors/613_1685039147.jpg)
وجبهة الواقع التي أقصدها هي مجلس الأمة، والمطب هو تخليكم عنه، والتخلي هنا كان عبر طريقين اختلف مسارهما، ولكن تقاطعا في نقطة واحدة تسمى "السلبية"، نصفكم شارك جهلاً ليفرغ المجلس من قوته، فاختار مجلساً ضعيفاً هزيلاً عندما لا يكون منشغلاً بمشاريع "شاي الضحى" يحاول القيام بدور الزوج المخدوع الذي هو آخر من يعلم، ونصفكم قاطع عناداً ليحرم مجلساً قويا من تعديل موازين القوى بين الجناحين التنفيذي والتشريعي، ودعكم من كلام الليل الذي يروجه بينكم ذوو الفانتازيا السياسية وذوو فاشونستا قهوة الصباح من مثقفي الغفلة وتجار جملة ومفرق مشاعر الدغدغة الشعبية، فكلام ليل تنظيرهم سيمحوه نهار التجارب السابقة خلال أربع سنوات أكدت حقيقة أنه بدون وجود مجلس أمة قوي لا وجود لتأثير شعبي آخر يستطيع ضبط الجنون الذي تمارسه الحكومة حاليا، هذا الجنون الذي جعل المواطن البسيط هدفا أوحداً وانتقائياً لسهام الإصلاح الاقتصادي رغم "أعذار ملّوح" التي تتحفنا بها يوميا بيانات الوزراء وتصريحات النواب، كل تاريخنا منذ المجلس التأسيسي إلى اليوم أثبتت أن قبة عبدالله السالم هي أقوى قلعة للشعب، وهي قوس قزح الذي نفرح لرويئته لأنه عهد أمان ديمقراطي يحمينا من كل سيل قرارات فردية تحاول الوصول إلى سدود دستورنا لتغرق حقول قمح معيشتنا، كل تاريخنا يشهد أن الحكومة لن تتجرأ على إصدار قرارات فردية انتقائية تضر المواطن البسيط، وهي تعرف أن هناك مجلس أمة قوياً ينتظرها عند "رأس العاير" الدستوري، هذا واقع إن شئتم عضوا عليه بأضراسكم أو عضوا ألسنتكم حسرة وتحلطماً كما تشاؤون في مواقع التواصل والديوانيات والقهاوي، فما تحلطمكم إلا زوبعة في فنجال لا تغني ولا تسمن من جوع، زوبعة فنجال تحلطم لن تصمد للحظة واحدة أمام أعاصير "دلال القرارات" القادمة التي تفوح بالقهوة السادة المسفوحة بعزاء الإصلاح الاقتصادي الحقيقي، والمبهرة بمسمار العجز المالي الذي دق وسط جدران "شهادة رواتبنا". بالأخير "خذوها مني كاش" وباختصار، مليون هاشتاق ومليار رتويت وترليون تغريدة تزجون بها على جبهات العبث التحلطمي لا تساوي إصبعا واحداً لنائب قوي أمين يمثل الأمة يشير نحو المنصة قائلاً للحكومة... الوعد هناك.