كشف المدير العام لمعهد دسمان لأبحاث وعلاج السكري د. قيس الدويري أن المعهد يعمل الآن على إنجاز 75 بحثا علميا تصب جميعها في خدمة مرضى السكري في البلاد، سواء من النوع الأول الذي يصيب الأطفال، أو الثاني الذي يصيب الكبار. وقال الدويري في تصريح لـ"الجريدة"، إن "هذه الأبحاث القائمة، التي ستنشر خلال الفترة المقبلة، تتعرض لمعرفة أسباب الانتشار الوبائي لمرض السكري في الكويت، إضافة إلى أبحاث تناقش الأسباب الجينية والوراثية المرتبطة بالإصابة بالنوع الأول منه، إلى جانب أبحاث لها علاقة بمضاعفات المرض على أجزاء وأعضاء الجسم المختلفة، ومن بينها أبحاث القدم السكرية، وانتشار السمنة وعلاقتها بالإصابة بالمرض، والأمراض الوراثية وعلاقتها به".
وأكد أن المعهد نشر خلال الفترة الماضية 105 أبحاث علمية مرتبطة بالمرض، قائلا إن "استراتيجيته الجديدة تعتمد بشكل رئيسي على الاهتمام بالأبحاث العلمية والتوعية والغذاء السليم، والاهتمام بالنشاط البدني في مكافحة المرض".وجدد الدويري تحذيره من زيادة معدلات الإصابة بالنوع الأول من مرض السكري بين الأطفال دون فئة 15 عاما، لافتا إلى تسجيل نسبة مرتفعة بلغت إصابة 37 حالة من بين كل 100 ألف نسمة، لتحتل الكويت بذلك المركز الثالث عالمياً، مؤكداً أن معدل انتشار المرض من النوع الثاني في الكويت بين الفئة العمرية من 20 إلى 79 عاما بلغ 20 في المئة.
معايير الجودة
وشدد على أن معهد دسمان ملتزم دوماً بتوفير أعلى معايير الرعاية والجودةً، لافتا إلى حصوله على اعتماد واعتراف المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة في دول مجلس التعاون، بوصفه مركزاً مرجعياً لمرض السكري، قبل نحو سنتين، وفي مطلع العام الحالي، حصل على تصنيف عالمي جديد، حيث نال للمرة الثانية شهادة الاعتماد الدولي الكندي "البلاتيني"، وذلك عن الفترة من نوفمبر 2015 حتى 2018، إضافة إلى حصوله الشهر قبل الماضي على جائرة قمة الجودة الدولية لسنة 2016، وتم تكريمه في مدينة نيويورك، وتسلم جائزة الفئة البلاتينية، تقديراً لالتزامه بالجودة والقيادة والتكنولوجيا والابتكار، سعياً للحفاظ على تميّزه. وقال د. قيس الدويري، إن "دسمان" احتفل مؤخراً بمرور 10 سنوات على تأسيسه، وكشف عن تنظيم حملات توعية مكثفة في جميع مناطق الكويت للتوعية بأمراض السكري، مشدداً على أهمية التركيز على الجوانب التوعوية بدلا من الجوانب العلاجية، بهدف نشر الثقافة الصحية بين جميع شرائح المجتمع وفئاته.مبادرات
وذكر أن المبادرات التي سيطلقها المعهد ستكون بالتعاون مع العديد من الجهات التي ستبنى على أسس علمية، من بينها الدفع نحو تخفيض نسب السكر والدهون في الأغذية. وأوضح أن استراتيجية المعهد الجديدة تعتمد بشكل رئيسي على الاهتمام بالتوعية والغذاء السليم والاهتمام بالنشاط البدني، والتفاعل والتنسيق التام مع مختلف وزارات الدولة، من بينها وزارتا الصحة والتربية، والهيئة العامة للشباب والرياضة.وأكد أن ضمن المبادرات التي تهدف إلى السيطرة والحد من انتشار مرض السكري في البلاد، توقيع المعهد قبل أيام مع محافظة الأحمدي اتفاقية تعاون تهدف إلى الارتقاء بالخدمات الصحية المقدمة، وتوعية أهالي المحافظة من الأمراض المزمنة غير المعدية، لاسيما السكري. وأشار إلى اختيار "الأحمدي" أول محافظة للتعاون مع المعهد، نظرا لأنها تشمل أكبر تمثيل سكاني في الكويت. وشدد على أن هذه الاتفاقية، التي تعد الأولى من نوعها على مستوى جميع محافظات الكويت، تؤكد حرص المعهد على تنفيذ المبادرات المجتمعية الهادفة إلى التكاتف والتوعية للوقاية من السكري.