مرحلة رابعة لفك «حصار حلب» والجولاني يعد بقلب الموازين
• أوباما: بوتين إما لا يريد التعاون أو لا يملك نفوذاً على الأسد
• 3 شروط لتسليم موسكو جثث جنودها
وسط دعوات تركية لإطلاق جولة جديدة من محادثات جنيف، دخلت معركة كسر الحصار عن مدينة حلب مرحلتها الرابعة، في وقت تعهد زعيم «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً) «بتغيير موازين الصراع، وقلب الطاولة على المتآمرين».
مع تصويب الإدارة الأميركية سهام انتقادها على الروس، مشككة برغبتهم في التعاون لوضع حل للنزاع الدامي الدائر في سورية منذ أكثر من 5 سنوات، أعلنت الفصائل المقاتلة في حلب أمس، عن دخول معركة كسر حصار المفروض من قبل قوات الرئيس بشار الأسد على الأحياء الشرقية لحلب مرحلتها الرابعة، موضحة أنها تهدف إلى السيطرة على تلتي المحروقات والجمعيات، بعد انتزاعها منطقة الجمعيات الواقعة في أطراف المدينة الجنوبية، وكسر خطوط الدفاع الأولى عن قرية العامرية.وفي رسالة صوتية جديدة نشرتها مؤسسة «البنيان» أمس، هنّأ زعيم جبهة «فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً) أبومحمد الجولاني بما أسماها «انتصارات الأيام الماضية، التي أتت بعد مرحلة من الضيق والشدّة»، معتبراً أنّ «النصر في معركة كسر الحصار على حلب سيقلب موازين الصراع في الساحة الشامية، ويقلب طاولة المؤامرات الدولية على أهل الشام، ويرسم ملامح مرحلة جديد لسير المعركة في الشام».
لحمة الفصائل
وأثنى الجولاني على «لحمة الفصائل واجتماعها على عدوها»، قائلاً: «أبناء حلب الصمود تقبل الله منكم صبركم وثباتكم، فلا يجاري فعلكم أي وصف يا من آثرتم حياة العز تحت مطارق الصواريخ والقصف».وختم الجولاني قائلاً: «إن المجاهدين لن يخذلونكم بإذن الله، فقد تعاهدوا على نصرتكم والدفاع عنكم، وسيتحطم الجبروت الروسي والحقد الرافضي تحت أقدامهم بعون الله»، على حدّ تعبيره.إلى ذلك، قتل عشرة مدنيين على الأقل بينهم سبعة أطفال أمس، في غارات نفذتها طائرات حربية لم تعرف إن كانت سورية أم روسية على حي المرجة المعارض بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي نبه إلى ارتفاع عدد القتلى المدنيين خلال الأيام الخمسة الماضية إلى 112 بينهم 33 طفلاً.معركة منبج
وفي ريف حلب الشمالي الشرقي، أشار المرصد إلى تحقيق «قوات سورية الديمقراطية» (قسد) أمس تقدماً إضافياً في مدينة منبج بدعم من التحالف الدولي بقيادة أميركية، مؤكداً أن «تنظيم داعش دخل مرحلة النهاية لكن ذلك لا يعني أن المعركة ستنتهي خلال أيام بسبب وجود كثافة سكان في مناطق سيطرته، ويتخذ المدنيين دروعاً بشرية».وبين المرصد أن «ما حققته سورية الديمقراطية خلال أسبوع عجزت عن تحقيقه منذ بدء هجومها» في 31 مايو بغطاء جوي من التحالف الدولي على المدينة الواقعة على خط إمداد رئيسي للتنظيم بين محافظة الرقة أبرز معاقله والحدود التركية.أوباما وبوتين
وفي واشنطن، تعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس الأول، بتدمير «داعش» في سورية والعراق ومحاربته «بقوة وعلى كل الجبهات»، منتقداً من جهة ثانية نظيره الروسي فلاديمير بوتين بسبب الدعم العسكري لحليفه الأسد وعدم رغبته في التعاون لحل النزاع.وقال « لست متأكداً من أن بإمكاننا الوثوق بالروس وبفلاديمير بوتين، ولهذا السبب علينا أن نجري تقييماً بشأن ما إذا كنا سنتمكن من الوصول إلى وقف فعلي للأعمال العدائية أم لا».وأضاف «ربما تكون روسيا غير قادرة على الوصول إلى ذلك، إما لأنها لا تريد ذلك، وإما لأنها لا تمتلك نفوذاً كافياً على الأسد. وهذا ما سنقوم بتقييمه». وأكد الرئيس الأميركي أنه مدرك للوضع، و»اننا نمضي في هذا الاتجاه من دون أي غشاوة على أعيننا»، مضيفاً «سنختبر ونرى ما إذا كنا نستطيع الحصول على شيء متين. إذا لم نحصل على ذلك، تكون عندها روسيا قد أظهرت بكل وضوح أنها طرف غير مسؤول على الساحة الدولية يدعم نظاماً مجرماً».وعقب لقائه في مقر وزارة الدفاع مع كبار القادة العسكريين، شدد أوباما على أن «قياديي التنظيم سيواصلون تكبد الخسائر ويخسرون الموصل والرقة، وسوف نستمر في ضربهم ودفعهم للتراجع والاندحار»، مقراً بأن الضغوط المتزايدة دفعت التنظيم الجهادي إلى زيادة هجماته خارج سورية والعراق.تدخل دنماركي
وبعد أن وسعت الدنمارك معركتها ضد "داعش" لتضم سورية إلى جانب العراق، شنّت أربع طائرات من طراز "إف-16" سلسلة غارات على مدينة الرقة معقل التنظيم، مستهدفة منشآت للقيادة والتحكم ومخازن للأسلحة ومقاتلين، بحسب ما أعلنت قيادة الدفاع الدنمركية، العضو في التحالف الدولي.وقال قائد المهمات الدولية للقوات الجوية يان دام، لوسائل إعلام دنماركية، إن الضربات الجوية "مساهمة مهمة" لعمل التحالف، مشيراً إلى تنفيذ 67 مهمة وأسقط 93 قنبلة في سورية والعراق منذ أن بدأ عملياته هناك في منتصف يونيو.جثث الروس
في غضون ذلك، حددت ما يعرف باسم «المؤسسة العامة لشؤون الأسرى»، في بيان، ثلاثة شروط مقابل تسليم موسكو جثث طاقم الطائرة الروسية، التي سقطت يوم الاثنين الماضي في ريف إدلب، موضحة أنها تشمل «إطلاق سراح المعتقلين في سجون ومعتقلات نظام الأسد وسجون حزب الله، إلى جانب فك الحصار عن المدن والمناطق المحاصرة، بالإضافة إلى إيصال المساعدات الإنسانية الحقيقية وليست الصورية».(دمشق، واشنطن، أنقرة-حلم أكراد سورية يصطدم بالضائقة الاقتصادية
حلم الأكراد بوفرة اقتصادية بعد إعلانهم الحكم الذاتي في مناطق سيطرتهم في شمال سورية الغنية بالنفط وبالحقول الزراعية، لكنهم وجدوا أنفسهم يعيشون في جزيرة معزولة جراء تقلص الموارد.وفيما لا تقتصر الأزمة على القطاع الصحي، بل تشمل قطاعات عديدة أخرى، يقول الباحث الفرنسي فابريس بالانش إن «الوضع الاقتصادي سيئ، لأن المناطق الكردية محاصرة، فمن الجنوب هناك تنظيم الدولة الإسلامية ومن الشمال تركيا»، ومن الجهة الشرقية حيث معبر سيمالكا الحدودي مع إقليم كردستان العراق، فإن السلطات «تغلق الحدود بحسب مزاجها»، على حد قوله.ويتشارك الاكراد من جهتي الحدود في العراق وسورية قضية واحدة، لكن توترا يشوب العلاقات بين الحزب الذي يتزعمه مسعود بارزاني، رئيس اقليم كردستان العراق (الحزب الديمقراطي الكردستاني)، وحزب الاتحاد الديمقراطي، الحزب الكردي الابرز في سورية وذراعه العسكرية المتمثلة بوحدات حماية الشعب الكردية.وتحافظ سلطات كردستان العراق على علاقة جيدة مع تركيا، التي تصنف وحدات حماية الشعب بـ»الارهابية»، إذ تعتبرها جزءا من حزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردا ضد أنقرة. ونتيجة ذلك، فإن معبر سيمالكا، طريق التجارة الوحيد بين مناطق سيطرة الاكراد والخارج، يبقى مغلقا في معظم الاحيان ومن دون سابق انذار، الأمر الذي ينعكس سلبا على السكان الذي يعانون من نقص في السلع وازمة اقتصادية قاسية.ويقف المسؤول الكردي في معبر سيمالكا سيامند أوصمان تحت أشعة الشمس الحارقة قرب المعبر المغلق، ويقول: «تفاجأنا بإغلاق معبر سيمالكا تزامنا مع إعلان الفدرالية»، مشيرا الى ان نسبة المواد التي كانت تمر عبره تقلصت بنسبة 90 في المئة منذ مارس.ويضيف «أما المواد القليلة التي تدخل، فتبقى أياما عدة محملة في السيارات تحت أشعة الشمس، ويستوجب دفع مبالغ كبيرة لإدخالها».