بعد 15 عاماً على مصالحة الجبل بين المسيحيين والدروز، تعود هذه المسألة إلى الواجهة، لاسيما بعد الزيارة المرتقبة للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إلى الجبل اليوم للاحتفال بهذه الذكرى، وتثبيت المصالحة، التي تصادف مع ترميم كنيسة السيدة في المختارة. هذا الحدث، الذي سيجمع شخصيات سياسية بارزة من الجبل ومن مناطق أخرى، جاء ليؤكد أهمية المصالحة والدور المهم الذي لعبته في إنهاء الوصاية السورية.

وأفاد موقع «الأنباء» (التابع للحزب التقدمي الاشتراكي) الإلكتروني أمس، بأن زعيم الحزب، رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط أجرى اتصالاً بالبطريرك (السابق، الكاردينال) مار نصرالله بطرس صفير، وقال له: «بكرا نهارك. أنت فتحت الطريق سنة 2001 للمصالحة في الجبل ولبنان، وكان الجبل ولبنان بحمايتك، وبكرا رح يكون الجبل ولبنان بحمايتك، ورح تكون حاضر بيننا مثلما كنت حاضر معنا من أول الطريق».

Ad

«الحزب القومي»

في موازاة ذلك، كما كان متوقعاً انتخب الوزير السابق علي قانصوه رئيساً للحزب السوري القومي الاجتماعي للمرة الرابعة، بعد إبطال رئاسة النائب أسعد حردان الثالثة من قبل المحكمة الحزبية، التي اعتبرت تعديل الدستور في المجلس الأعلى لمصلحة حردان ليس قانونياً وشرعياً ودستورياً.

وانتخاب قانصوه، هو استمرار لوجود حردان على رأس السلطة في الحزب، الذي يمسك بقراره منذ نحو ثلاثة عقود، وهو تمكن من أن يبعد كل معارضيه من مؤسسات الحزب.

وانتخب قانصوه بـ 14 صوتاً، وصوّت له إضافة إلى 12 عضواً مضمونين من حردان، كل من رئيس المجلس الأعلى محمود عبدالخالق، وعضو المجلس الأعلى النائب السابق غسان الأشقر، ووضع وفيق مهنا ورقة بيضاء بعد سحب ترشيحه، فيما غاب عن الجلسة كل من النائب السابق أنطون خليل، والرئيس الأسبق للحزب جبران عريجي اعتراضاً على انتخاب قانصوه.

وأعلن حردان، خلال مؤتمر صحافي أمس، أن «قانصوه حريص على صيانة الحزب والدفع به إلى الأمام»، لافتاً إلى أن «المؤسسات، هي التي تساهم في تقوية الحزب، لأنها تعبير عن الالتزام».

ورأى قانصوه، أن «من حسن المصادفات أن أتسلم قيادة الحزب والجيش السوري وحلفاؤه يحققون انتصارات في سورية»، مضيفاً أنه «سيقود الحزب بثبات من أجل دور أقوى وخاصة في مواجهة أعداء الأمة وفي طليعتهم العدوّ الصهيوني والعصابات الإرهابية».

وأعلن أننا «سنستمر في النضال من أجل تطوير نظام لبنان اللاطائفي، وقيام الدولة المدنية، ومن أجل ترسيخ أمن واستقرار لبنان وتقوية مقاومته وتعزيز جيشه».

في سياق منفصل، عادت بلدة لاسا في جرود جبيل، التي شهدت خلافاً بين الشيعة والمسيحيين على الأرض إلى الواجهة، بعد ما اعترض الشيخ محمد العيتاوي وعدد من أبناء البلدة مجدداً أمس، المساح فادي عقيقي بينما كان يقوم بوضع «شقلات» على العقار المتنازع عليه في البلدة الذي تعود ملكيته الى أبرشية جونية المارونية.

وبعد توتر دام دقائق عقد اجتماع في البلدة ضم القيم الأبرشي على وقف أملاك لاسا في الأبرشية الأب شمعون عون، والشيخ العيتاوي والمساح عقيقي. وتم الاتفاق على عدم القيام بأعمال على العقار المذكور إلا بعد مراجعة المرجعيات المعنية، علماً أن العقار قد تم مسحه منذ مدة، والمساح كان يقوم فقط بوضع «شقلات» للعقار، وهي المرة الثانية في هذا الأسبوع يمنع فيها من وضعها.