«فرق طوارئ الكهرباء التابعة لقطاع شبكات التوزيع» جنود مجهولون يعملون وسط ظروف قاسية خلال الصيف، ففي حين لا يتحمل أحدنا انقطاع التيار الكهربائي عن منزله لوهلة، تخرج فرق طوارئ الكهرباء فور إخطارها من قبل مكتب الطوارئ بوجود عطل أو انقطاع في مكان ما إلى موقع الانقطاع للكشف عن أسبابه، ثم إصلاح الخلل، وإعادة التيار الكهربائي.

مجهود كبير، وتعب هائل، وسعي حثيث لمكافحة السرقات، وللمحافظة على خدمات الوزارة متوفرة لدى المستهلكين دون انقطاع، جميعها تقع على عاتق فرق طوارئ الكهرباء في المحافظات الست، التي تنتقل من موقع إلى آخر بحسب البلاغات التي تصل إليها.

Ad

«الجريدة» تناولت مع مدير مدير شبكات التوزيع في وزارة الكهرباء والماء المهندس ضحوي الهاملي الأسباب المؤدية إلى انقطاع التيار الكهربائي، وكيفية معالجة هذه المشكلات، وصولاً إلى إعادة التيار الكهربائي للمستهلكين في أقرب وقت ممكن.

بداية، أكد الهاملي أن الأجواء في هذا الصيف قاسية جداً، حيث درجات الحرارة تتخطى الـ50 درجة مئوية في معظم أيام الموسم، وعلى الرغم من ذلك فالانقطاعات، «التي نُبلغ بها يتراوح عددها بين 6 و10 انقطاعات يومياً، وهذا المعدل على مستوى الكويت «أمر لا يذكر».

وشدد الهاملي على أن أغلب هذه الانقطاعات، وفق المعدل الطبيعي المحدد للانقطاعات في البلاد، مضيفاً أن معدل الانقطاعات العام الماضي كان قرابة 30 انقطاعاً ضمن درجات حرارة أقل من حرارة الجو الآن، في حين نتحدث حالياً عن معدل أعطال لا يتعدى 6 أعطال يومياً في يوم كهذا (أمس الجمعة)، ضمن درجات حرارة تتخطى الـ50 درجة مئوية، حيث يتم التعامل معها على الفور، بتوجيه فرق الطوارئ التابعة للمحافظات إلى مواقع هذه البلاغات لإعادة التيار وحل المشكلة على الفور.

وقال إن 80 في المئة من انقطاعات التيار مردها إلى ضرب الكابلات أو المباني المخالفة، مشيراً إلى أن مخالفات البناء أحد الأسباب الرئيسية المتسببة في الأعطال، التي تتعرض لها شبكة الكهرباء في البلاد، فلو فرضنا حدوث 20 انقطاعاً يومياً، فهناك 15 عطلاً منها سببها مخالفات البناء.

سرقة الخطوط

وأوضح الهاملي أن وزارة الكهرباء والماء بدأت حالياً إعادة الخطوط، التي سرقت في منطقة الصليبية، مؤكداً أن هناك تعاوناً كبيراً بين وزارة الكهرباء والماء وبين وزارة الداخلية من أجل القضاء على ظاهرة سرقة الكابلات النحاسية من المواقع البعيدة الصحراوية.

وكشف عن بدء العمل في استبدال الأعمدة الخشبية في البلاد بأعمدة جديدة معدنية أكثر صلابة من الأعمدة الخشبية، التي يسهل كسرها، مبيناً أنه العقد الأول في البلاد.

وقال إنه سيتم تقييم هذا العقد بعد الانتهاء منه، فإن ثبت نجاحه فسيتم تعميمه على كل المواقع في البلاد واستبدال الأعمدة الخشبية بأخرى معدنية، لافتاً إلى أن العقد الجديد يشمل 120 كيلو متر من الخطوط، موضحاً أن باقي الخطوط الهوائية المقامة على أعمدة خشبية سيتم طرحها بجداول وفقاً للأعمال، التي سيتم الإنتهاء منها.

المواقع الزراعية

وأشار الهاملي إلى بدء الوزارة وضع «تقويات» في المواقع الزراعية المختلفة بالأحمدي والوفرة، حرصاً منها على إيصال الكهرباء إلى تلك المواقع دون انقطاع، مشيراً إلى أن هناك عدة اجتماعات بين وزارة الكهرباء والهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية من أجل وضع تلك المقويات في المواقع الزراعية المختلفة.

وأكد أن الصيف القادم سيكون الأقل انقطاعاً للكهرباء، من خلال جهود العاملين في الوزارة، وخصوصاً فرق الصيانة المختلفة ، حيث تستعد تلك الفرق كل عام، عقب انتهاء الصيف، للقيام بأعمال الصيانة المتعددة، بداية من شهر سبتمبر حتى نهاية أبريل سنوياً، مبيناً أن أعمال الصيانة المتواصلة السبب الرئيسي لانخفاض معدل الانقطاعات في البلاد ووصله وفق المعدل، كما أكدنا على ذلك.

وبين أن هناك مراجعات دورية لتاريخ الأعطال، يتم التركيز عليها ووضعها يعين الاعتبار أثناء القيام بالصيانة للمواقع المختلفة، مشدداً على أن الصيانة الأساسية تتم في فصل الشتاء، لكن أعمال الصيانة طوال العام لا تتوقف، وهناك متابعة حثيثة لكل المواقع والأعمال.

وأضاف أن من مسببات الأعطال في الشبكة الرطوبة التي يكون لها تأثير على عمل معداتنا المختلفة، لكن أخذ الاحتياطات اللازمة يجنبنا وقوع هذه الأعطال، على الشبكة الكهربائية في الكويت، والتي تضم أكثر من 20 ألف محطة، و50 ألف كم من الخطوط الهوائية والكابلات الممتدة تحت الأرض.

وبين الهاملي أن وزارة الكهرباء والماء لديها نحو 170 مولداً متحركاً جاهزاً للاستعمال وقت الطوارىء، يتم اللجوء إليها في حدود ضيقة، لاسيما صيفاً، ووفق اشتراطات معينة لإعادة التيار حال حدوث انقطاعات.

مجهولون يقطعون 151 عمود إنارة ويسرقون الخطوط النحاسية

سجلت وزارة الكهرباء والماء بداية العام الماضي 2015 إحدى أكبر عمليات السرقة للخطوط الهوائية، حيث قامت إحدى العصابات بكسر 21 عمود خطوط هوائية وسرقة 2160 مترا نحاسيا موصلا على طريق الدائري السابع، وقامت الوزارة باتخاذ جميع الإجراءات القانونية المتبعة في هذا الصدد، باعتبار أن هذه المرافق مالا عاما تم الاعتداء عليه.

وبينت مصادر في الوزارة أن مثل هذه السرقات لا يمكن لفرد أو اثنين القيام بها، مرجحة أن يكون وراءها عصابة بها أفراد مدربون على هذا الأعمال، حيث يقومون بكسر الأعمدة الخشبية وطرحها أرضا ليتسنى لهم سرقة النحاس الموجود بها، الأمر الذي اثر على إنارة الشوارع بالمناطق المجاورة.

ولفتت المصادر إلى أن القيام بهذه السرقات يعرض من يقوم بها للخطر، لأن الكهرباء الموجودة بهذه الخطوط قادرة على إحراق سيارة حال لمسها لهذه الخطوط.

وفي نوفمبر 2014 تقدم الممثل القانوني لوزارة الكهرباء والماء ببلاغ الى النيابة العامة يفيد بقيام شخص مجهول بتكسير وقطع نحو 130 عمود انارة وهي ممتدة من بنزين المطلاع وحتى الجسر الثاني على طريق الصبية وسرقة اسلاك كهربائية نحاسية تقدر قيمتها بـ117 ألف دينار.