أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس الأول أن المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب سيتلقى تقارير سرية عن الأمن القومي، كما يقتضي القانون قبل الانتخابات، لكنه حذر ترامب، الذي وصفه بأنه "غير مؤهل" لمنصب رئيس الولايات المتحدة، من أن المعلومات التي يطلع عليها في تلك التقارير يجب أن تبقى سرية.

وقال أوباما: "سنلتزم بالقانون، إذا كان أحدهم مرشحا مثل المرشح الجمهوري للانتخابات فيحتاج لأن تصل إليه التقارير الأمنية، ليتسنى له إذا ما فاز أن يكون مستعدا لمهام منصبه فلا يبدأ من الصفر". وأضاف: "إذا أراد أحدهم أن يصبح رئيسا فيجب أن يبدأ في التصرف كرئيس، وهذا يعني أن يكون قادرا على تلقي تلك التقارير وعدم نشرها". وسخر الرئيس الأميركي من إشارات صادرة عن ترامب بأن الانتخابات قد تزور. وقال في غضب: "قطعاً لن تزور الانتخابات. لا تدير الحكومة الاتحادية الانتخابات. الولايات والمدن والمناطق هي التي تضع الأنظمة الانتخابية وغرف التصويت".

Ad

وأضاف: "إذا كان ترامب متقدما عشر أو 15 نقطة في يوم الانتخابات وانتهى به الحال إلى خسارتها، فعندئذ ربما يمكنه أن يثير بعض التساؤلات. لا يبدو ان ذلك هو الحال الآن". ومنذ أيام تتفوق المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون على ترامب في استطلاعات الرأي.

في المقابل، قال بعض الجمهوريين إنه يجب ألا تحصل كلينتون على هذه التقارير بسبب تعاملها مع معلومات سرية عبر نظام غير رسمي للبريد الإلكتروني عندما كانت وزيرة للخارجية.

وانهمك المرشح الجمهوري في الأيام الفائتة في التعامل مع تبعات عدد من هفواته الأخيرة، خصوصا نزاعه مع عائلة جندي مسلم قتل في العراق، ورفضه دعم رئيس مجلس النواب الجمهوري بول راين، والسناتور جون ماكين مرشح الحزب لعام 2008 في حملة اعادة انتخابهما الى الكونغرس، ما ادى الى تراجعه بشكل ملحوظ في استطلاعات الرأي، في حين تلتزم المرشحة الديمقراطية الصمت.

وحث أنصار ترامب مرشحهم على العودة إلى الخط الرسمي للحزب. وقال رئيس مجلس النواب بول ريان، إن ترامب "يسير في مسار غريب تماما منذ المؤتمر". وأضاف "لعلكم تعتقدون أنه كان علينا التركيز على هيلاري كلينتون على كل أوجه القصور لديها. إن هيلاري كلينتون مرشحة ضعيفة بدرجة تجعل المرء يعتقد أننا كنا سنهاجمها، ومن المحزن أن هذا ما لا نتحدث عنه هذه الأيام".

وفيما اكد راين مواصلة دعم ترامب رغم الجدل مع ذوي الجندي همايون خان، شدد في حديث مع إذاعة في ويسكونسن على ان "هذا ليس بأي شكل شيكاً على بياض".

وقال مايكل كابوتو، وهو مستشار سابق لترامب ولايزال يدعمه، إن المرشح الجمهوري لايزال أمامه الوقت لتصحيح مسار السفينة.

وأضاف: "البقاء على الخط الرسمي للحزب عامل أساسي تماما. فبعد 30 عاما من تعبيره بصراحة عما يعتقد... على ترامب أن يدرك أن انتخاب رئيس الولايات المتحدة لايزال متعلقا بالبقاء على الخط الرسمي للحزب".

وقال بن كارسون، وهو مؤيد لترامب وجراح أعصاب متقاعد فشل في مسعاه للفوز بترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة، إن على ترامب أن يدرك الحاجة للتركيز على كلينتون.

إلا أن ترامب عاد مساء أمس الأول ليثير الجدل عندما جاء على ذكر عدد من المهاجرين، ومعظمهم من دول ذات اغلبيات مسلمة كأفغانستان والعراق، والمغرب، وباكستان، والصومال، وسورية، وأوزبكستان، واليمن، كانوا اعتقلوا لتنفيذ هجمات أو التخطيط لها، أو تدريب المجندين على اعداد المتفجرات، أو مساندة جماعات ارهابية، قائلا بغضب "نحن نتعامل مع حيوانات".

إلى ذلك، ردت ميلانيا ترامب زوجة المرشح الجمهوري أمس الأول على اتهامات اوردتها عدة وسائل اعلام اميركية، ملمحة الى انها عملت بصورة غير شرعية في الولايات المتحدة في الماضي، مؤكدة انها لطالما التزمت بقوانين الهجرة الأميركية. وكان موقع "بوليتيكو" نقل عن شريكة سابقة لها في السكن قولها، إن ميلانيا عارضة الأزياء السلوفينية، استأجرت معها شقة في نيويورك عام 1995، وعملت في الولايات المتحدة بدون امتلاك تأشيرة الدخول المناسبة لذلك. وحصلت ميلانيا على الجنسية عام 2006.

كلينت إيستوود يدافع عن ترامب
قال الممثل والمخرج الأميركي الفائق الشهرة كلينت ايستوود الحائز عدة جوائز أوسكار، وهو من الجمهوريين القلائل في أوساط هوليوود، إنه بين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب «لا يسعني إلا أن أختار ترامب»، مدافعا عن تصريحات الاخير المثيرة للجدل.

وأقر ايستوود ( 86 عاما)، في مقابلة مع مجلة «اسكواير»، بأن تصريحات المليادير الاميركي المستفزة «بلهاء احيانا»، الا ان الناس «يبالغون احيانا»، معتبرا ان «الناس سئموا من المجاملة. نحن امام جيل من المتزلفين». وأضاف «الجميع يجامل، وثمة اشخاص يتهمون اخرين بالعنصرية وبأشياء كثيرة. عندما كنت طفلا لم يكن ذلك يسمى عنصرية».