ملثمون يفشلون في اغتيال مفتي مصر السابق علي جمعة
• «الداخلية» تبحث عن الجناة ووزير الأوقاف يتهم «الإخوان»
• تصفية زعيم «بيت المقدس»
قبيل ساعات من احتفال مصر بمرور عام على افتتاح قناة السويس الثانية، نجا مفتي الديار المصرية السابق علي جمعة، من محاولة اغتيال، أثناء توجهه لأداء صلاة الجمعة في مدينة «6 أكتوبر» غربي القاهرة، بينما نجحت عملية نوعية للجيش في تصفية زعيم تنظيم «أنصار بيت المقدس» الإرهابي.
نجا مفتي الديار المصرية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف علي جمعة، من محاولة اغتيال غربي العاصمة المصرية أمس، بعد تعرضه لهجوم مسلح في طريقه لأداء صلاة الجمعة في أحد مساجد مدينة 6 أكتوبر، وأطلق ملثمون النار عليه، ما أسفر عن إصابة الحارس الشخصي للمفتي السابق، في حين لاذ المسلحون بالفرار.وتعد هذه ثالث محاولة لاغتيال شخصية مصرية بارزة، بعد محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم، التي نجا منها في سبتمبر 2013، بينما قتل النائب العام السابق هشام بركات في عملية استهدافه يونيو 2015.مسؤول مركز الإعلام في وزارة الداخلية، قال في بيان، إنه أثناء خروج د. علي جمعة من منزله بمنطقة 6 أكتوبر، مترجلاً للتوجه إلى "مسجد فاضل" القريب من محل إقامته لإلقاء خطبة صلاة الجمعة، قام مجهولون كانوا يختبئون بإحدى الحدائق في خط سيره بإطلاق النار تجاهه، لكن القوة المكلفة تأمينه بادلتهم إطلاق النيران مما دفعهم للفرار، ولم يصب إلا أحد أفراد القوة المكلفة التأمين، إصابة طفيفة بالقدم، وتكثف الأجهزة الأمنية جهودها لضبط مرتكبي الواقعة، في حين بدأت النيابة العامة في معاينة مكان إطلاق النار.
جمعة الذي ظهر في فيديو تداولته فضائيات مصرية أثناء توجهه من المسجد إلى منزله، بعدما ألقى خطبة الجمعة، بدا بشوشاً وهادئ الملامح، وروى تفاصيل الحادث قائلاً: "احتميت بسور المسجد حتى دخلت المسجد مع بدء إطلاق النار... ولم أر أين كانوا (المسلحون) يختبئون، واشترك كل من كان معه سلاح في رد هؤلاء حتى فروا منهزمين... ولكنني خطبت الجمعة حتى تكون رسالة لهؤلاء"، متهماً في تصريحات صحافية جماعة "الإخوان" والجماعات الإرهابية بالضلوع في الحادث، رداً على مواقفه لكشف فسادهم في الأرض.
أزهري وصوفي
ويعد جمعة من الشخصيات الدينية البارزة، لما له من ثقل أزهري وصوفي، ومعرفته المتبحرة بالحديث والفقه الإسلامي، وهو من مواليد مارس 1952 في محافظة بني سويف، وشغل منصب مفتي الديار بين عامي 2003 و2013، واختير عام 2009 من ضمن أكثر خمسين شخصية مسلمة تأثيراً في العالم، حسب تقييم المركز الملكي للبحوث والدراسات الإسلامية بعمّان في الأردن، وهو معروف بمعاداته لتيارات العنف، بما فيها جماعة "الإخوان" المصنفة إرهابية في مصر.إدانات
الأزهر الشريف استنكر بشدة محاولة الاغتيال، وأجرى الإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب، اتصالاً هاتفياً بجمعة للاطمئنان على سلامته، بينما دان مفتي الديار المصرية الحالي شوقي علام، العملية الإرهابية التي وصفها بـ"الخسيسة"، وقال في بيانه: "عصابة التطرف والإرهاب يريدون أن يخرسوا أصوات الحق، التي تصدع وتحارب منهجهم المتطرف بالحجة والبرهان، فهم لا يعرفون لغة إلا لغة الدماء والدمار".وفيما اتهم وزير الأوقاف مختار جمعة، جماعة "الإخوان" بتدبير الحادث، توالت الإدانات من القوى السياسية في مصر، إذ ندد النائب عن حزب "حماة وطن" ماجد طوبيا، بمحاولة الاغتيال الفاشلة، فيما أكد عضو البرلمان عن حزب "مستقبل وطن"، أشرف عثمان لـ"الجريدة"، أن محاولة الاغتيال الهدف منها إفساد فرحة المصريين بالذكرى الأولى لافتتاح قناة السويس، مطالباً الجهات الأمنية بسرعة ضبط الجناة وتقديمهم لمحاكمات عاجلة.زعيم الأنصار
ووجه الجيش ضربة قاصمة لتنظيم "أنصار بيت المقدس" الإرهابي، والناشط في سيناء، مع إعلان نجاح القوات المسلحة في قتل قائد التنظيم المدعو "أبو دعاء الأنصاري"، بجانب 45 من أهم مساعديه وعناصر التنظيم، وتعد هذه العملية إحدى أكبر عمليات الجيش المصري ضد التنظيم، الذي نشط في سيناء بشكل أساسي عقب ثورة "30 يونيو 2013"، ووجه عمليات ضد عناصر الجيش والشرطة ما أسفر عن سقوط العشرات منهم.وقال المتحدث العسكري باسم الجيش المصري، العميد محمد سمير، مساء الأول، إن قوات الجيش نجحت في توجيه ضربة استباقية ناجحة، من خلال القضاء على زعيم تنظيم أنصار بيت المقدس في سيناء، مشيراً إلى أنه بناءً على معلومات استخبارية دقيقة، قامت قوات مقاومة الإرهاب بالتعاون مع القوات الجوية بتنفيذ عملية نوعية لتوجيه ضربة ضد معاقل التنظيم الإرهابي، بمناطق جنوب مدينة العريش، ما أسفر عن مقتل قائد التنظيم وعدد من مساعديه.بؤر الإرهاب
وعلمت "الجريدة"، أن تعليمات صدرت لقوات الجيشين الثاني والثالث، بالتنسيق مع القوات الجوية وعناصر من الشرطة، لتكثيف عمليات تعقب فلول عناصر التنظيم شمالي ووسط سيناء، لاسيما مع القضاء على قادة التنظيم، واستغلال الحالة التي عليها التنظيم حالياً، وصولاً إلى القضاء نهائياً على بقايا البؤر الإرهابية.ووصف الخبير الأمني العقيد خالد عكاشة، العملية بالضربة الأمنية الناجحة، وتابع: "العملية جاءت نتيجة العمل المشترك البارع الذي نفذ بين الاستخبارات والقوات الجوية وقوة مكافحة الإرهاب"، لافتاً إلى أن الأجهزة الأمنية استطاعت اختراق التنظيم، ما مكنها من الحصول على معلومات بخطط ومسار تحرك زعيم التنظيم قبل استهدافه بدقة.شخصية مجهولة
بدوره، قال الخبير في الجماعات الإسلامية ومؤسس تنظيم الجهاد، نبيل نعيم، لـ"الجريدة"، إن شخصية "أبو دعاء الأنصاري" غامضة في أوساط الجهاديين، ولا تعرف عنه أي معلومات، فيما قال مصدر مطلع إن "أبو دعاء" هو المسؤول عن التخطيط للهجمات ضد قوات الجيش والشرطة، وكذلك محاولة استهداف القوات التابعة للأمم المتحدة في سيناء، فضلاً عن أنه مهندس إتمام البيعة لزعيم تنظيم "داعش"، أبوبكر البغدادي، كما شارك في التخطيط لهجوم كرم القواديس الذي أدى إلى مقتل 31 مجنداً عام 2014.السيسي يحتفل
في الأثناء، يشهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، صباح اليوم، الاحتفال بمرور عام على افتتاح قناة السويس الجديدة للملاحة العالمية في 6 أغسطس 2015، ومن المقرر أن يبدأ الاحتفال من منطقة العمل بمشروع شق الأنفاق شرق القناة في الإسماعيلية، يعقبه إقامة عرض بحري كبير تشارك فيه مجموعة من السفن العابرة للقناة، كما يتفقد السيسي عدداً من المشروعات التي تقام في منطقة القناة حالياً.
السيسي يحتفل بافتتاح قناة السويس الجديدة