نجا مفتي الديار المصرية السابق، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف علي جمعة من محاولة اغتيال وهو في طريقه لأداء صلاة الجمعة بأحد مساجد مدينة 6 أكتوبر غرب القاهرة.

وكان ملثمون أطلقوا النار على جمعة المعروف بتصوفه وعدائه الشديد لجماعة «الإخوان المسلمين»، مما أسفر عن إصابة حارسه الشخصي، في حين لاذ المهاجمون بالفرار.

Ad

وتبنت حركة «سواعد مصر- حسم»، التي يعتقد أن لها علاقة بجماعة «الإخوان» المصنفة إرهابية في مصر، عملية استهداف جمعة، عبر صفحتها على «فيسبوك».

وتعد هذه هي ثالث محاولة لاغتيال شخصية مصرية بارزة في أعقاب ثورة «30 يونيو» التي أنهت حكم «الإخوان»، بعد محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم، التي نجا منها في سبتمبر 2013، في حين قتل النائب العام السابق هشام بركات بعملية استهدفته في يونيو 2015.

وبينما قال مسؤول مركز الإعلام بوزارة الداخلية، في بيان، إن القوة المكلفة تأمين جمعة بادلت المهاجمين النيران، ظهر المفتي السابق في فيديو تداولته فضائيات مصرية أثناء توجهه من المسجد إلى منزله، بعدما ألقى خطبة الجمعة، وبدا بشوشاً وهادئ الملامح.

وروى جمعة، في الفيديو، تفاصيل الحادث، حيث قال: «احتميت بسور المسجد حتى دخلته مع بدء إطلاق النار.. ولم أر أين كان المسلحون يختبئون، واشترك كل من كان معه سلاح في رد هؤلاء حتى فروا منهزمين، ولكنني خطبت الجمعة حتى تكون رسالة لهؤلاء».

وأضاف أن محاولة اغتياله تتم قبل يوم واحد من الاحتفال بمرور عام على افتتاح قناة السويس الثانية، موضحاً أن الجماعات الإرهابية «لا يريدون أن يفرح الشعب المصري، فالكآبة تعششت في قلوبهم، وهذه رسالة تخويف، وعلي جمعة لا يخاف».

وفي رده على سؤال عن تزامن محاولة اغتياله مع إعلان الجيش مقتل زعيم تنظيم «أنصار بيت المقدس» (داعش مصر) في سيناء صبري خليل عبد الغني النخلاوي، الملقب بـ«أبو دعاء الأنصاري»، قال: «أنا كنيتي أبودعاء، وبنتي الكبرى اسمها دعاء، عاوزين ياخدوا أبودعاء بأبودعاء، افرح يا شعب مصر لن نحزن أبداً».

ويعد جمعة من الشخصيات الدينية البارزة في مصر لما له من ثقل أزهري وصوفي، ومعرفته المتبحرة بالحديث والفقه الإسلامي، وهو من مواليد مارس 1952 في محافظة بني سويف، وشغل منصب مفتي الديار المصرية بين عامي 2003 و2013، واختير عام 2009 من ضمن أكثر خمسين شخصية مسلمة تأثيراً في العالم حسب تقييم المركز الملكي للبحوث والدراسات الإسلامية بعمّان في الأردن، ومعروف عنه معاداته لتيارات العنف بما فيها جماعة «الإخوان المسلمين».