سعى المرشح الجمهوري إلى البيت الأبيض دونالد ترامب الجمعة بقوة إلى وضع حد للخلافات بينه وكبار مسؤولي الحزب في وقت تجتاز فيه حملته الانتخابية مرحلة صعبة.
وأعلن ترامب في نهاية المطاف تأييده لإعادة انتخاب بول راين رئيساً لمجلس النواب، بعد أن أثار توترات شديدة بإعلانه قبل أيام أنه لم يتخذ بعد قراراً بشأن تأييده.وقال ترامب أثناء تجمع انتخابي في غرين باي بولاية ويسكونسن التي يتحدر منها راين «نحن بحاجة إلى الوحدة، علينا أن نفوز بهذه الانتخابات»، مؤكداً على أن وحدة صف الجمهوريين هي الطريق الوحيدة للفوز على منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية المرتقبة في الثامن من نوفمبر.
جدالات متتالية
وقد اتسمت حملة ترامب في الآونة الأخيرة بجدالات متتالية وتراجع اسهمه في استطلاعات الرأي.وقال دونالد ترامب على وقع تصفيق أنصاره «في إطار مهمتنا المشتركة لاستعادة عظمة أميركا، أدعم وأؤيد رئيس مجلس نوابنا بول راين».وتابع وقد رفع ابهامه إلى الأعلى في إشارة إلى موافقته على ترشح المسؤول الجمهوري «إنه إنسان جيد ورجل جيد، قد نختلف حول بعض المواضيع ولكننا متفقون على الأمور الأساسية».وفي الأيام الأخيرة، أثار ترامب زوبعة لدى الجمهوريين بتصريحه لصحيفة واشنطن بوست أنه غير مستعد بعد لدعم راين، وسيترشح الأخير للحفاظ على منصبه في التاسع من أغسطس في الانتخابات التمهيدية في ويسكونسن حيث سيواجه محافظاً معارضاً.ويبدو أن تردد ترامب في البداية أتى صد لموقف راين الذي أعلن مطلع مايو أنه غير مستعد لدعم دونالد ترامب في سباقه إلى البيت الأبيض قبل أن يعود عن هذا الموقف ليؤيد الملياردير.كذلك أعلن ترامب الجمعة تأييده لسناتور اريزونا جون ماكين وسناتورة نيوهامشر كيلي ايوت، وكلاهما مرشحان لإعادة انتخابهما في ظروف صعبة.والجمعة قال المرشح المليادير الذي رفض سابقاً تأييد ماكين، «أكن تقديراً كبيراً له».وكان راين وماكين وايوت عبروا عن رفضهم لتصريحات المرشح إلى البيت حول أهل جندي مسلم أميركي قُتِلَ في ساحة المعركة في العراق في العام 2004.وكان والد هذا الجندي، خضر خان، هاجم بحدة ترامب من على منصة مؤتمر الحزب الديمقراطي في فيلادلفيا الذي عين رسمياً هيلاري كلينتون مرشحته إلى البيت الأبيض، ورد المرشح الجمهوري أثار خضة كبيرة.هجوم جديد
وتعرض ترامب لهجوم جديد الجمعة، فمايكل موريل المدير السابق بالوكالة ومساعد مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه بين 2010 و2013، وقع مقالة لإذاعة في صحيفة نيويورك تايمز أعلن فيها أنه سيصوت لهيلاري كلينتون في نوفمبر.وكتب موريل «السيدة كلينتون مؤهلة تماماً لتصبح القائدة العامة» في حين اعتبر أن ترامب «هو ليس غير مؤهل فحسب لهذا منصب، بل أنه يمكن أن يشكل خطراً على أمننا القومي».وذكر رجل الاستخبارات الأميركي السابق أن ترامب سبق أن أبدى اعجابه بصفات «الزعامة» لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.وأضاف موريل الذي عمل 33 سنة في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، وكان مساعد مديرها قبل أن يصبح مديرها بالوكالة «في عالم الاستخبارات نستطيع أن نقول أن فلاديمير بوتين الرئيس الروسي قد جنّد ترامب كعميل لروسيا الاتحادية من دون أن يدري الأخير».وينضم موريل بذلك إلى قائمة طويلة من المسؤولين السابقين في مجال الأمن القومي وبينهم جمهوريون نددوا بمواقف ترامب، وذهب بعضهم إلى حد الدعوة إلى انتخاب كلينتون وبينهم من عمل سابقاً في إدارتي جورج دبليو بوش ورونالد ريغان.ومع أن تأثير مواقف هؤلاء المسؤولين السابقين على الناخبين يبقى غير مؤكد وخصوصاً أن القسم الأكبر منهم غير معروف لدى الجمهور العريض، فإن هذا الأمر يبرز تنامي قلق قسم من الطبقة الحاكمة ازاء شخصية ترامب ومواقفه بالنسبة للسياسة الخارجية.ورد المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس مايك بنس بسخرية على المسؤول السابق لسي آي ايه، فقال «أعتقد أنها نفس السي آي ايه التي قالت للرئيس أن تنظيم داعش هو مجموعة من الهواة».