حفل موسيقي «مضاد للاكتئاب» في افتتاح أولمبياد ريو دي جانيرو

على ملعبها الأسطوري، ماراكانا، قدمت ريو دي جانيرو حفلاً موسيقياً «مضاداً للاكتئاب» في افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الأولى في أميركا الجنوبية التي تمتد حتى 21 الجاري.

نشر في 07-08-2016 | 00:00
آخر تحديث 07-08-2016 | 00:00
قدمت ريو دي جانيرو أمس الأول، على ملعبها الأسطوري ماراكانا حفلا موسيقيا "مضادا للاكتئاب" في افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الأولى في أميركا الجنوبية، التي تمتد حتى 21 الجاري.

ورغم ميزانية الحفل المحدودة في بلاد تضربها أزمات متنوعة، بدت مظاهر الفرح على الجماهير والرياضيين في بلد يعيش أسوأ فترة اقتصادية في 80 عاما، ويشهد ارتفاعا في معدل الجريمة.

رقم قياسي من 11288 رياضيا (6182 لاعبا، و5106 لاعبات) يمثلون 207 دول وبعثة، سيتنافسون لأكثر من أسبوعين على 306 ميداليات ذهبية في 28 رياضة أولمبية.

بدأ الحفل بمعزوفات موسيقية، أولاها "اكويلي ابراسو" الشهيرة لجيلبرتو جيل، أيقونة الموسيقى البرازيلية، ترافقها تقنيات اضاءة وليزر ورقص، على أرض ملعب مهيب شهدت أبوابه إجراءات أمنية مشددة تحت آشراف 10 آلاف شرطي.

وأنشد المغني البرازيلي باولينيو دا فيولا النشيد الوطني البرازيلي من ارض الملعب، وهو يعزف على الغيتار، ترافقه فرقة موسيقية.

وعلى بُعد 1.5 كيلومتر من الملعب، طوقت الشرطة تظاهرة من 500 شخص نددت بـ"ألعاب الاقصاء" وبالرئيس المؤقت ميشال تامر، وحلقت فوقها مروحية، وفق مراسل "فرانس برس".

كما احتشد نحو 3 آلاف شخص قرب فندق "بالاس اوتيل" المترف على شاطئ كوباكابانا الشهير، حيث يقطن عدد من الرياضيين، ورفعوا لافتات كتب عليها "لا للأولمبياد"، محتجين على الوضع المعيشي، في ظل ارتفاع مستويات البطالة.

وحضر نحو 37 رئيس دولة، بينهم الفرنسي فرانسوا هولاند والأرجنتيني ماوريسيو ماكري ووزير الخارجية الأميركي جون كيري والأمين العام للامم المتحدة بان كي مون، حفل الافتتاح، مقابل 80 في ألعاب بكين 2008، و70 في لندن 2012.

إخراج سينمائي

"ليكن حفل الافتتاح بلسما لاكتئاب البرازيليين"، هذا هو هدف حفل الافتتاح بالنسبة لمخرجه البرازيلي فرناندو ميريليش.

أشرف على الحفل ميريليش مخرج افلام "مدينة الله" و"ذا كونستانت غاردنر" و"بلاندنيس"، بمساعدة سينمائية اخرى من مواطنيه اندروشا وادينغتون ودانيالا توماس ودي روزا ماغاليايس، والاخيرتان اختصاصيتان في تنظيم الكرنفالات التي تم الاستلهام منها كثيرا في هذا الحفل.

ولم يحظَ مخرجو حفل الافتتاح بالموازنتين الخياليتين لحفلي افتتاح أولمبيادي لندن 2012 (36 مليون يورو) وبكين 2008 (85 مليون يورو)، وقال ميريليش في هذا الصدد: "الزمن الحالي يتطلب خلاف ذلك، تكلفة حفل ريو ستكون اقل 12 مرة من موازنة لندن، و20 مرة من موازنة بكين".

وتحول ملعب ماراكانا الأسطوري، الذي غص بأكثر من 60 الف متفرج (تمت تغطية المنعطف الشمالي منه لضرورات العرض)، حيث استعرض مئات الممثلين نحو 12 مدرسة لرقص السامبا، في ظل انشراح جماهير وتشجيع كثيف على أنغام الموسيقى المحلية، ومشاهد تضمن احدها دخول عارضة الازياء السابقة، الفاتنة جيزيل بوندشن قطعت خلالها الملعب بأكمله على انغام اغنية "فتاة من ايبانيما" لتوم جوبيم.

وتميز الحفل بلوحات فنية رائعة، وبرحلة عبر أبرز المراحل المميزة في تاريخ البلاد: الاستعمار البرتغالي، والعبودية، وتحليق رائد الطيران ألبرتو سانتوس دومون على متن طائرته 14 مكرر في أوائل القرن العشرين.

وركز الحفل أيضا على مستقبل الكرة الأرضية، مع لوحة حول ظاهرة الاحتباس الحراري تؤكد الدور الحاسم للبرازيل التي تضم الجزء الاكبر من غابة الأمازون.

طابور الوفود

وبعد انتهاء العرض الفني بدأ طابور الوفود الـ207 المشاركة بالدخول، بدءا من الوفد اليوناني مضيف الألعاب الحديثة الأولى عام 1896.

ومن بين الوفود بعثة لفريق اللاجئين التي تضم سباحين سوريين، وبعثة للكويت دخلت تحت العلم الأولمبي، في ظل ايقافها دوليا تحت حجة تعارض قوانينها مع الميثاق الأولمبي.

وحيَّت الجماهير البرازيلية الوفود المشاركة، خصوصا البرتغالية، فيما دخلت الأرجنتين والأوروغواي على وقع صافرات الاستهجان. ولاقت الوفود الأخرى اهتمامات متفاوتة، وبرز حامل علم تونغا الذي دخل عاريا في جسمه العلوي ومرتديا تنورة. كما دخلت بعثة روسيا، التي تأكد الجمعة مشاركة 276 من رياضييها، بعد مد وجزر، إثر فضيحة تنشط منظم.

وبعد كلمة لرئيس اللجنة المنظمة كارلوس نوزمان، رحب فيها بزائري المدينة، نالت صافرات الاستهجان لدى ذكر الحكومة، قال الالماني توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية: "هذه لحظة المدينة الرائعة. لقد حققتم في 7 سنوات فقط ما كان تحلم به اجيال سابقة قبلكم. لقد حوَّلتم ريو الجميلة إلى مدينة حديثة، وأصبحت اجمل بفضلكم. إعجابنا اكبر، لأنكم تمكنتم من ذلك في وقت صعب في تاريخ البرازيل. لقد آمنا بكم دوما. شغفكم بالرياضة، وحبكم للحياة مصدر الهام لنا. فلنحتفل معا بالألعاب الأولمبية في هذا البلد الكبير، البرازيل".

ورحب باخ بفريق اللاجئين: "نعيش في عالم تسيطر عليه الأنانية، ويدعي البعض التفوق على الآخرين. هذه اجابتنا الأولمبية: في روح التضامن الأولمبي ومع فائق الاحترام، نرحب بفريق اللاجئين الأولمبي. اعزائي رياضيي فريق اللاجئين: أنتم تبعثون برسالة أمل لملايين اللاجئين حول العالم. اضطررتم للسفر من بلادكم، بسبب العنف، الجوع، او لانكم فقط مختلفون. الآن ومع موهبتكم الرائعة وروحكم الانسانية تساهمون بشكل كبير في المجتمع".

تكريم بعض الشخصيات

وأعلن باخ عن جائزة لتكريم شخصيات بارزة تضع الرياضة في خدمة الانسانية، منحها لرئيس اللجنة الأولمبية كيبتشوغ كينو "تكريما لإنجازته البارزة في مجال التعليم، الثقافة، التنمية والسلام عبر الرياضة، من خلال الروح الأولمبية الحقيقية".

وقال العداء السابق كينو (76 عاما)، حامل ذهبيتي 1500 م في ألعاب مكسيكو 1968 و3 آلاف م موانع في ميونيخ 1972، كلمة تأثر في نهايتها.

وفي ظل غياب ديلما روسيف، التي أقصيت عن الرئاسة في البرازيل، لاتهامها بالتلاعب بالمال العام، وسلفها ايناسيو لولا دا سيلفا، مقاطعين الحفل، افتتح الدورة الـ31 من الألعاب الرئيس بالوكالة ميشال تامر، والنائب السابق لروسيف، التي تتهمه بالتخطيط لانقلاب برلماني، وسط صافرات استهجان الجماهير.

وكانت روسيف التي أقصيت عن السلطة مؤقتا في 12 مايو بقرار من مجلس الشيوخ، بانتظار حكم نهائي بشأن اجراءات اقالتها بتهمة التلاعب بحسابات عامة في نهاية أغسطس، صرحت في مقابلة اذاعية الاثنين، بأنها ترفض ان تكون "في الصف الثاني" في حفل افتتاح الأولمبياد.

وبعد قسم اللاعبين الذي تلاه البحار اوسكار شيدت ثم قسم الحكام لمارتينيو نوبري وقسم المدربين لادريانا سانتوس، أوقد بعد فاصل غنائي حماسي العداء السابق فاندرلي كورديرو دا ليما شعلة الألعاب التي ستستمر مضاءة حتى 21 الجاري قبل تسليمها إلى طوكيو التي تستضيف نسخة 2020.

وسلم بطل كرة المضرب السابق غوستافو كويرتن عبر بطلة العالم السابقة في كرة المضرب اورتنسيا ماركاري الشعلة إلى فاندرلي كورديرو دا ليما، حامل برونزية الماراثون في ألعاب اثينا 2004.

وكان متوقعا ان يوقد الشعلة اسطورة كرة القدم بيليه، لكنه اعتذر، بسبب حالته الصحية المتردية، على الرغم من الدعوة التي وجهت له في هذا الصدد.

وقال بيليه (75 عاما) في بيان نشرته وسائل الاعلام قبل ساعات قليلة من انطلاق الحفل: "في الوقت الحالي، لا أتمتع بالظروف الصحية للمشاركة في حفل افتتاح الأولمبياد".

وضع سياسي غير مستقر

افتتح الرئيس البرازيلي بالوكالة ميشال تامر، أمس الأول، دورة الألعاب الأولمبية الصيفية التي تستضيفها ريو دي جانيرو حتى 21 الجاري، وسط صافرات استهجان، احتجاجا على الوضع السياسي والاقتصادي في البلاد.

وقال تامر (75 عاما) في كلمة تقليدية مقتضبة: «أعلن افتتاح الألعاب الأولمبية»، بحضور 45 رئيس دولة وحكومة، ونحو 60 الف متفرج ملأوا 3 جهات من مدرجات ملعب ماراكانا الاسطوري، فيما خصصت الرابعة لفقرات العرض الفني في الاحتفال.

وتقدم الضيوف الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، ورئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينتسي، والرئيس المجري يوناش آدر، ورئيس وزرائه فيكتور أوربان، اضافة إلى وزير الخارجية الاميركي جون كيري، والامين العام للامم المتحدة الكوري الجنوبي بان كي مون.

والهدف الرئيس من زيارة هؤلاء الضيوف، الترويج لباريس وروما وبودابست ولوس انجلس على التوالي، المدن الأربع المرشحة لاستضافة أولمبياد 2024 قبل عام من اختيار المدينة المضيفة في سبتمبر 2017 خلال اجتماع للجنة الأولمبية الدولية في ليما عاصمة بيرو.

وتظاهر آلاف الاشخاص خارج اسوار الملعب منذ ساعات الصباح، وعبَّر قسم منهم عن دعمهم للرئيسة المجمدة مهاهما ديلما روسيف، وطالب القسم الآخر بإقالتها، وتنصيب نائبها الرئيس بالوكالة تامر.

وتجمع نحو 3 آلاف شخص بالقرب من فندق بالاس اوتيل الفاخر على شاطئ كوباكابانا الساحر، وأحد افضل المواقع البحرية في العالم، حيث يقيم اعضاء اللجنة الأولمبية الدولية، وضيوفهم وحملوا يافطات تعبر عن معارضتهم لتنظيم العرس الأولمبي في البرازيل، واحدة منها كتب عليها «لا للألعاب الأولمبية» تحت نظر نزلاء الفندق الذين راقبوا المحتجين من الفناء العلوي.

ويشارك في الدورة 11288 رياضيا (6182 رجلا، و5106 سيدات) سيتنافسون على 306 ميداليات، ويمثلون 207 دول، أوفدت ما مجموعه 14802 شخص بين رياضي ومدرب ورسمي، فضلا عن وفد من اللاجئين برعاية اللجنة الأولمبية الدولية.

ويقوم بتغطية المنافسات نحو 5800 صحافي من مختلف وسائل الاعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة ووسائل التواصل الاجتماعي في العالم، وتتوقع البرازيل وصول نحو 500 الف زائر خلال الألعاب، فخصصت لحمايتها 47 الف شرطي و38 الف عسكري، فضلا عن مساندة رمزية خارجية من الدول المشاركة والانتربول.

إقالة روسيف

وتستضيف ريو دي جانيرو (اكثر من 6 ملايين نسمة)، وأهم ثاني مدينة بعد ساو باولو (اكثر من 12 مليونا) التي تشتهر بأحياء الصفيح الفقيرة، الألعاب في أجواء ملبَّدة جدا، ووضع سياسي غير مستقر، حيث ستكون الايام الاخيرة من الشهر الجاري حاسمة بالنسبة لإقالة الرئيسة روسيف.

وقررت ديلما روسيف وسلفها ايناسيو لولا دا سيلفا الذي كان له الباع الطويل في حصول ريو دي جانيرو على شرف الاستضافة، مقاطعة حفل الافتتاح.

وصوَّتت الخميس عشية افتتاح الألعاب لجنة خاصة في مجلس الشيوخ البرازيلي على اقالة الرئيسة اليسارية، ويمهد هذا التصويت لقرار نهائي بشأن روسيف ينبغي ان يتخذه مجلس الشيوخ برمته في نهاية اغسطس، بعد بضعة ايام من انتهاء الألعاب الأولمبية.

وعلَّق مجلس الشيوخ في 12 مايو مهمات الرئيسة اليسارية وعهد إلى نائبها السابق ميشال تامر رئاسة البرازيل بالوكالة.

وتتهم روسيف، التي أعيد انتخابها لولاية ثانية من 4 سنوات نهاية 2014، بالتلاعب في المال العام، وبتوقيع مراسيم انفاق خارج اطار الموازنة من دون موافقة البرلمان المسبقة.

وتظاهر الأحد، قبل 5 أيام من افتتاح الألعاب، آلاف الأشخاص في مدن برازيلية عدة، للمطالبة بالرحيل النهائي للرئيسة ديلما روسيف عن السلطة، فيما تظاهر آخرون تأييدا لها، في حين نظمت مسيرات أقل حجما ضد خصمها تامر بدعوة من منظمة تدعى «جبهة الشعب غير الخائف».

وتعتبر روسيف انها ضحية «انقلاب برلماني» يقف خلفه تامر.

فيروس زيكا

وكان الخوف من فيروس زيكا المتنشر في أرجاء البرازيل عاملا رئيسا واضافيا في عدم الاستقرار ادى إلى هروب بعض النجوم، خصوصا في رياضة الاغنياء «الغولف»، وبعض نجوم كرة المضرب ايضا.

back to top