فصائل حلب تغنم «الكليات»... والأسد يرسل تعزيزات

• المرصد: معركة مصيرية
• «قسد» تسيطر على منبج بشكل كامل
• النظام ينهي عصيان السويداء بمجزرة

نشر في 07-08-2016
آخر تحديث 07-08-2016 | 00:04
مقاتلو «جبهة الفتح» يدخلون مدرسة التسليح جنوب حلب أمس (أ ف ب)
مقاتلو «جبهة الفتح» يدخلون مدرسة التسليح جنوب حلب أمس (أ ف ب)
بعد تحقيقها تقدماً استراتيجياً على المحور الجنوبي في معارك أسفرت عن مقتل 150 من القوات الحكومية والميليشيات الموالية لإيران، باتت فصائل المعارضة السورية المسلحة على وشك فك الحصار عن الأحياء الشرقية في مدينة حلب، التي أرسل النظام تعزيزات لها لوقف تهاوي منطقة الكليات العسكرية.
رغم إرسال نظام الرئيس السوري بشار الأسد تعزيزات عسكرية كبيرة لتثبيت الحصار على أحياء المدينة الشرقية، سيطرت فصائل المعارضة أمس، في معركتها المصيرية في حلب على مواقع استراتيجية جنوب المدينة، في تقدم من شأنه أن يساعدها على فتح طريق إمداد نحو معقلها الذي يقطنه أكثر من 300 ألف مدني.

واختصر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن التطورات الحلبية بالقول: "من يفوز بهذه المعركة سيفوز بحلب"، مضيفاً: "إنها معركة تحديد مصير".

وتدور معارك عنيفة جنوب غرب حلب، إذ كانت الفصائل أطلقت هجمات عدة ضد قوات النظام أولها يوم الأحد الماضي، لكن الهجومين الأكثر عنفاً شهدتهما منطقة الكليات العسكرية الجمعة والسبت، وفق عبدالرحمن، الذي أوضح أنهما شهدا سيطرة تحالف "جيش الفتح" بقيادة "جبهة فتح الشام" (النصرة سابقاً) وحركة "أحرار الشام" على كلية التسليح والجزء الأكبر من كلية المدفعية في جنوب غرب مدينة حلب"، مشيراً إلى أن المعارك مستمرة في الأجزاء القليلة المتبقية من الكلية المدفعية والكلية الفنية الجوية إلى الشمال منها.

ونبّه عبدالرحمن إلى أنه "في حال ثبتت الفصائل مواقعها فستتمكن من قطع آخر طرق الإمداد إلى أحياء حلب الغربية نارياً، بالتالي محاصرتها"، مبيناً أن "قوات النظام حالياً في موقع صعب جداً برغم الغارات الجوية الروسية التي تدعمها".

وبعد تثبيت مواقعها في الكليات العسكرية، من المفترض ان تواصل الفصائل تقدمها شرقاً باتجاه حي الراموسة المحاذي، الذي من شأن السيطرة عليه أن يمكنها من فتح طريق إمداد نحو الأحياء التي تسيطر عليها في شرق وجنوب شرق حلب من جهة، وقطع طريق الإمداد إلى الأحياء الغربية كاملاً.

وتشهد مدينة حلب، ثاني كبرى مدن سورية وعاصمتها الاقتصادية سابقاً منذ صيف عام 2012 معارك مستمرة وتبادلاً للقصف بين الفصائل المقاتلة في الأحياء الشرقية، حيث يعيش 250 ألف شخص وقوات النظام التي تسيطر على الأحياء الغربية، التي يسكنها حوالي مليون شخص. وباتت الأحياء الشرقية محاصرة بالكامل من قبل قوات النظام منذ 17 يوليو.

تعزيزات للكليات

ووسط هذه التطورات، أكد التلفزيون الرسمي السوري أن المعارك

لا تزال مستمرة، وقد أرسل الجيش تعزيزات الى محيط الكليات، في حين نقلت وكالة الأنباء (سانا) عن مصدر عسكري قوله، إن "المجموعات الإرهابية عاودت فجر اليوم الهجوم بأعداد كبيرة على محور الكليات العسكرية حيث تخوض الوحدات المدافعة معارك واشتباكات عنيفة مدعومة بإسناد من سلاحي الجو والمدفعية في الجيش العربي السوري".

أما "جبهة فتح الشام"، فأعلنت على حسابها على خدمة "تلغرام" سيطرة "المجاهدين" على كلية التسليح، وكلية المدفعية، وكتيبة التعيينات، مؤكدة في وقت لاحق "بدء اقتحام" الكلية الجوية الفنية.

وفي تسجيل صوتي، أمس الأول، اكد زعيم هذه الجبهة أبومحمد الجولاني، أن نتائج هذه المعركة "تتعدى.. فتح الطريق عن المحاصرين فحسب، بل إنها ستقلب موازين الصراع في الساحة الشامية وترسم ملامح مرحلة جديدة لسير المعركة".

جبهة منبج

وعلى جبهة لا تقل أهمية، نجحت قوات سورية الديمقراطية (قسد)، وفق المرصد، بالسيطرة على كامل مدينة منبج، التي تشكل إلى جانب مدينتي الباب وجرابلس، أبرز معاقل الجهاديين في محافظة حلب.

وقال عبدالرحمن: "لم يبق فيها سوى بعض فلول الجهاديين المتوارين بين السكان"، مشيراً إلى أن هذا التحالف من فصائل كردية وعربية يعمل على تمشيط وسط المدينة بحثاً عما تبقى من جهاديين.

إلا أن المتحدث باسم المجلس العسكري لمنبج شرفان درويش، أكد أن المعارك لا تزال مستمرة على بعد 200 متر فقط من وسط المدينة، مشدداً على أن "سورية الديمقراطية تسيطر حالياً على 90 في المئة منها".

وبدأت "قسد" في 31 مايو بغطاء جوي من التحالف الدولي هجوماً للسيطرة على مدينة منبج الاستراتيجية الواقعة على خط الإمداد الرئيسي للتنظيم الجهادي بين محافظة الرقة، أبرز معاقله في سورية، والحدود التركية.

وتمكنت هذه القوات، التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري، من دخول منبج بعد أسابيع، لكنها واجهت مقاومة عنيفة من الجهاديين، الذين لجأوا إلى التفجيرات الانتحارية والسيارات المفخخة والقناصة وزرع الألغام.

عصيان السويداء

وفي السويداء، استعادت قوات النظام، في وقت متأخر من مساء أمس الأول، السيطرة على السجن المركزي بعد مجزرة بحق نزلائه.

وأفادت مصادر المعارضة بمقتل ثمانية معتقلين على الأقل، وسقوط عشرات الجرحى خلال العملية، التي عمدت قوات الأسد فيها إلى قطع خدمات الإنترنت عن المدينة من أجل التغطية عليها.

ونفذ المعتقلون في السجن عصياناً قبل أيام، بعد اعتداء تعرضوا له من السجانين التابعين للنظام السوري. حينها، اقتحم الأسرى بعض الأجنحة، وسادت مخاوف من اقتحام السجن.

ووجه السجناء نداء استغاثة إلى أهالي السويداء والفصائل الثورية، إلى جانب المنظمات والمؤسسات الحقوقية التي تعنى بحقوق المعتقلين، بهدف منع قوات الأسد من ارتكاب مجزرة جديدة في السجن.

درعا والقنيطرة

في الجنوب، خرج أهالي عدد من مدن وبلدات درعا والقنيطرة، أمس الأول، في تظاهرات نصرة لمدينتي داريا وحلب، وتنديداً بصمت قادة تشكيلات الجيش الحر عما يجري في باقي المحافظات.

وهتف المتظاهرون بنفس العبارات، التي رددوها بداية الثورة على النظام في مارس 2011، عندما خرج الناس إلى الشوارع يهتفون "الموت ولا المذلة".

النظام يعوّض خسائره البشرية بالمعتقلين

بعد المرتزقة وأعضاء الميليشيات الطائفية من لبنان والعراق وإيران وأفغانستان، لجأ النظام السوري في كبواته العسكرية إلى تجنيد نزلاء السجون المحكومين لديه، حيث يخير المساجين بين استمرار اعتقالهم في ظل ظروف إنسانية صعبة، وبين المخاطرة بحياتهم، مقابل نيل الحرية في حال النجاة من المعارك.

وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن نزلاء سجون النظام يعانون العديد من الانتهاكات الفظيعة بحقهم من اعتداءات جسدية وحرمان من الحقوق الأساسية وانخفاض مستوى ونوعية وجباتهم اليومية، لاسيما مع تعاظم حجم الأزمة الاقتصادية التي يعانيها.

كذلك يضطر النظام إلى حشد قواته في بعض المناسبات لاحتواء حالات العصيان التي ينفذها السجناء احتجاجاً على الحرمان وسوء المعاملة، كما يحدث حالياً في سجن السويداء المركزي وحصل منذ فترة في سجن حماة المركزي.

ويعاني نظام الأسد أخيراً خسائر بشرية كبيرة قدرت بالعشرات خلال اليوم الواحد، خصوصاً في معارك حلب، التي تحشد فيها المعارضة عدداً كبيراً من مقاتليها لكسر الحصار المفروض على المدينة، والذي كلف بدرره النظام فاتورة بشرية باهظة أيضاً.

هذا إلى جانب اضطرار النظام إلى توزيع عديد قواته على جبهات مختلفة وفقدانه معظم قوات الاحتياط، التي هربت من التجنيد الإجباري بعد تدهور الوضع الأمني في سورية، علاوة على الأعداد الكبيرة التي آثرت الانشقاق والانضمام إلى إخوانهم في صفوف الجيش السوري الحر. ولاقى مسعى الأسد لتجنيد نزلاء السجون تجاوباً من قبل 200 سجين حتى الآن من سجن عدرا المركزي، بحسب "وول ستريت جورنال"، التي التقت قانونيين لدى النظام عملوا على ترتيب هذه الصفقة.

تظاهرات بدرعا والقنيطرة تندد بتخاذل قادة الكتائب
back to top