أحيت المختارة أمس، الذكرى الخامسة عشرة لمصالحة الجبل، حيث انطوَت صفحة كانت مليئة بالحروب، وفتح حينها كل من البطريرك مار نصرالله بطرس صفير ورئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط صفحة جديدة في كتاب التاريخ اللبناني عموماً، والماروني - الدرزي خصوصاً.

في أجواء هذا المشهد، حضر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أمس، إلى الجبل لإحياء الذكرى الـ15 للمصالحة وتدشين كنيسة السيدة في المختارة.

Ad

وشارك في اللقاء مع النائبين وليد جنبلاط وطلال ارسلان كل من: رئيسي الجمهورية السابقين أمين الجميل وميشال سليمان، والنائب ناجي غاريوس ممثلاً رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون، وزير الصحة وائل أبوفاعور ووزيرة المهجرين أليس شبطيني وقائد الجيش العماد جان قهوجي، إضافة إلى شخصيات وفاعليات سياسية ورسمية وعسكرية ودبلوماسية.

وتمنى النائب جنبلاط، أن "تدر الأيام المقبلة علينا بمزيد من الحكمة لانتخاب رئيس للجمهورية كي نحفظ لبنان من الرياح العاتية"، مؤكداً على "متانة مصالحة الجبل، "وأجدد أن حرب الستين ورواسبها انتهت وحرب الجبل لا رجعة لها".

وقال: "أثبتت كل التجارب السياسية والعسكرية أن أي أثمان تسدد في سبيل السلم أرخص بكثير من أثمان الحرب والقتل والدمار"، لافتاً إلى أن "لبنان يستطيع ان يقدم مثالاً فريداً في التعددية والتنوع"، مشدداً على "أننا متمسكون بالوحدة الوطنية والعيش المشترك والحوار".

وتوجه إلى البطريرك الراعي قائلاً: "زيارتكم تعكس حرصكم على التقارب بين اللبنانيين والعيش المشترك تحت سماء لبنان".

بدوره، قال الراعي: "نحن في هذه الذكرى نلتزم كل من موقعه من أجل استكمال هذه المصالحة والعمل لتوفير إطارها الروحي والاقتصادي والاجتماعي من أجل حماية الجبل، ولكي تعود الحياة إلى الجبل كسابق عهده"، مؤكداً أن "تحقيق المصالحة بين المسيحيين والدروز هي الخطوة الأولى في سبيل تعبيد الطريق نحو المصالحة الشاملة بين اللبنانيين".

وأضاف: "كلنا نتطلع إلى المصالحة السياسية بين فريقي 8 و14 آذار والوسطيين وإلى إحياء الدولة ومؤسساتها بدءاً بانتخاب رئيس للجمهورية"، سائلاً: "بأي حق يتم تعطيل انتخاب رئيس للجمهوية ويتعطل معه المجلس النيابي وتدُب الفوضى في المؤسسات العامة وتُستسهل عادة التمديد؟".

وشدد على أن "البرلمان هو المخول طبيعياً للتشاور والتداول والتصويت واتخاذ القرارات".

وكان البطريرك الراعي ترأس في مستهل الزيارة القداس الاحتفالي في كنيسة سيدة الدر العجائبية في المختارة بعد ترميمها، عاونه المطرانان بولس مطر وطانيوس الخوري ولفيف من الكهنة.

وأكّد رئيس الحكومة السابق سعد الحريري على حسابه الشخصي على "تويتر" أمس أنّ "مصالحة الجبل علامة مضيئة في تاريخ لبنان وضعت أساساً متيناً للحياة المشتركة بين اللبنانيين وطوت صفحة مؤلمة لن تتكرر"، موجهاً "تحية خاصة في ذكرى المصالحة للأخ وليد جنبلاط وللبطريرك صفير والمسيرة المستمرة بجهود البطريرك الراعي".

وأمل الرئيس الجميل أن "تكون هذه الخطوة فاتحة خير، ومن واجبنا انتخاب رئيس في أسرع وقت"، مؤكداً أن "لا فيتو رئاسياً على أحد والمهم تأمين النصاب لانتخاب رئيس".

أما الرئيس سليمان، فاعتبر أن "مصالحة الجبل لها معانٍ كثيرة على مستوى لبنان"، مضيفاً: "في الوقت الذي نشهد به تهديماً للكنائس في العالم نحن في لبنان نبنيها".