في خطوة نددت بها الحكومة اليمنية، واعتبرتها ضربة جديدة لمفاوضات السلام الشاقة الهادفة إلى إيجاد حل للنزاع، أعلن المتمردون الحوثيون وحليفهم الرئيس السابق علي صالح أسماء أعضاء المجلس السياسي الأعلى الذي شكلوه في 28 يوليو لإدارة شؤون البلاد.ونشرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، الخاضعة لسيطرة الحوثيين، أسماء أعضاء المجلس السياسي الأعلى، وهم: صادق أبوراس نائب رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام، وصالح الصماد رئيس المكتب السياسي لجماعة أنصار الله (الحوثية)، وخالد الديني قيادي في حزب المؤتمر، ويوسف الفيشي عضو المكتب السياسي للحوثيين،
هذا إلى جانب محمد صالح النعيمي رئيس الدائرة السياسية لحزب اتحاد القوى الشعبية وموالٍ للحوثيين، وسلطان السامعي، قيادي في الحزب الاشتراكي اليمني وعضو مجلس النواب عن الحزب وموالٍ للحوثيين، وقاسم لبوزة رئيس فرع حزب المؤتمر الشعبي العام في محافظة لحج الجنوبية. بالإضافة إلى شخصيات أخرى غير معروفة بشكل كبير، وهم: جابر عبدالله غالب وناصر النصيري ومبارك صالح المشن.
مشاورات الكويت
وبحضور وفدي المتمردين والحكومة، أعلن المبعوث الخاص للأمم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ أحمد، الذي اعتبر المجلس خطوة «لا تتماشى» مع الالتزامات التي قطعها الحوثيون بدعم عملية السلام، وتشكل «انتهاكا خطيرا» لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 حول السلام في اليمن، تعليق محادثات السلام التي بدأت بالكويت في 21 أبريل، ولم تحرز أي تقدم.ورغم ذلك، تأمل الأمم المتحدة استئناف هذه المفاوضات في وقت لاحق، وفق ما قال مبعوث الامم المتحدة الخميس في مقابلة مع التلفزيون الرسمي الكويتي.وفي 31 يوليو، أعلنت الحكومة اليمنية موافقتها على مشروع اتفاق سلام اقترحته الأمم المتحدة، لكن المتمردين رفضوه. وينص المشروع على انسحاب المتمردين من المناطق التي احتلوها، وتسليم الاسلحة الثقيلة التي استولوا عليها من الجيش، فضلا عن تبادل لأسرى الحرب قبل بدء مفاوضات سياسية.وقدمت الأمم المتحدة مشروع الاتفاق على انه الحل الأوحد لإيجاد حل للنزاع الذي أودى بحياة اكثر من 6400 شخص وتشريد 2.8 مليون آخرين منذ مارس 2015.موقف حكومي
وأعرب نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية عبدالملك المخلافي، عن أسفه لانتهاء مشاورات الكويت، متهماً في سلسلة تغريدات عبر «تويتر» وفد «أنصار الله» وحزب «المؤتمر الشعبي العام» بالعرقلة والإصرار على استمرار الحرب.وقال المخلافي إن وفد الحكومة قدَّم كل شيء في سبيل السلام، كما وافق على توقيع مشروع الاتفاق الذي قدمه مبعوث الامم المتحدة، الذي تعهد بدعم جهود الهادفة إلى التوصل لحل نهائي وشامل للنزاع.عملية صنعاء
وعلى الأرض، أعلنت قوات الجيش الوطني، مدعومة بالمقاومة الشعبية الموالية للشرعية، أمس، بدء عملية عسكرية ضد مسلحي الحوثيين والقوات الموالية لصالح في مديرية نهم، 40 كم شرق صنعاء. وقال الجيش في بيان، تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه، إنه بمساندة المقاومة الشعبية وقوات التحالف العربي يبدأ عملية عسكرية واسعة اطلق عليها اسم «التحرير موعدنا» في مديرية نهم، «رداً على خروقات الميليشيات الانقلابية». ودعا البيان «القاطنين في أمانة العاصمة صنعاء وضواحيها للابتعاد عن مقار ومواقع وتجمعات الحوثيين وقوات صالح، وأماكن تجمعاتهم، حفاظا على أرواحهم»تحذير للمدنيين
وحذر البيان «المواطنين من مغبة التهاون أو السماح للميليشيات الانقلابية باستخدام منازلهم مصادر للنيران أو أي أعمال عدائية ضد قوات الجيش»، مؤكداً أن «قوات الجيش والمقاومة ستتعامل بحزم وقوة مع كل عمل عدائي، أيا كان مصدره».وأفاد بيان الجيش بأن قوات الجيش، مدعومة بالمقاومة الشعبية وقوات التحالف العربي، حررت قرية الحول وتبة القناصين ومواقع أخرى بمديرية نهم، وسط «انهيارات متسارعة للميليشيات الانقلابية».وأضاف: «طهر رجال الجيش والمقاومة جبل المنارة المطل على منطقة المديد الواقعة في مركز مديرية نهم، وقرية ملح». وتخوض قوات الجيش والمقاومة في صنعاء، منذ أشهر، معارك عنيفة في مديرية «نهم»، ضد مسلحي الحوثي وصالح، خلفت أعدادا كبيرة من القتلى والجرحى.وفي محافظة الجوف، أفادت مصادر بأن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية استعادا السيطرة صباح أمس على مقر إدارة أمن مديرية الغيل، وتقدما باتجاه قرية العرضي أحد أهم معاقل ميليشيات الحوثي، حيث تدور معارك عنيفة بمختلف الأسلحة.وفي مديرية المتون، تقدم الحيش الوطني في منطقة حام، حيث تدور اشتباكات عند بوابة معسكر تابع للميليشيات في المنطقة.وأفادت مصادر ميدانية حدوث انهيار في صفوف الميليشيات، وشوهدت عشرات الأطقم المسلحة وهي تهرب من المعسكر باتجاه غرب الجوف. كما نفذت طائرات التحالف المزيد من الغارات الجوية في جبهة نهم ضد مواقع الميليشيات في عملية إسناد جوي لقوات الجيش الوطني والمقاومة، حيث قصفت مواقع في منطقتي حريم وبني بارق.غارة أميركية
وفي شبوة، قتلت الولايات المتحدة ثلاثة عناصر من تنظيم القاعدة في غارة جوية أوضحت القيادة المركزية أنها نفذت الخميس، مؤكدة أن «القاعدة في جزيرة العرب ما زالت تشكل خطرا كبيرا على المنطقة والولايات المتحدة وخارجها. ووجودها له تأثير سلبي على استقرار اليمن، حيث تستغل الاضطرابات لتوفير ملاذ يقوم من خلاله بالتخطيط لشن هجمات في المستقبل ضد حلفائنا، وكذلك الولايات المتحدة ومصالحها».