أوروبا تعلن التأهب في مواجهة الإرهاب والإشاعات

معظم الحوادث ارتكبها مختلون... و«الإعلام» يساهم في نشر مشاعر الخوف

نشر في 07-08-2016
آخر تحديث 07-08-2016 | 00:04
قوات إيطالية في دورية أمنية بروما أمس الأول 	(إي بي إيه)
قوات إيطالية في دورية أمنية بروما أمس الأول (إي بي إيه)
تعيش القارة الأوروبية أجواء مشحونة في مواجهة التهديد الإرهابي، ففي إسبانيا شعر مصطافون بالذعر جراء مزحة ظنوا أنها اعتداء، وفي أماكن أخرى من أوروبا، ينتشر الخوف من احتمال حدوث اعتداء إرهابي بمجرد حصول حادث بسيط كان يعتبر في السابق خبراً عادياً.

وبعد تسارع وتيرة الاعتداءات الإرهابية في الأشهر الأخيرة، أثار الهجوم بسكين، الذي نفذه نرويجي من أصل صومالي في لندن الأربعاء الماضي الخوف، بعد أن أدى إلى سقوط قتيل وخمسة جرحى.

وبعد ساعات من عدم اليقين، استبعدت الشرطة فرضية العمل الإرهابي مؤكدة أن منفذ الجريمة غير متزن عقلياً.

والمخاوف من حصول اعتداءات إرهابية في أوروبا تغذيها تحذيرات تطلقها السلطات لمواطنيها، منذ أعلن تنظيم «داعش» في العراق وسورية في يونيو 2014.

ويشارك عدد كبير من البلدان الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، في تحالف عسكري دولي ضد التنظيم.

وحذرت لندن في الآونة الأخيرة من احتمال حصول اعتداء في المملكة المتحدة، في حين أعلنت النمسا الخميس الماضي أنها تلقت عن طريق البريد الإلكتروني تهديدات إرهابية ضد الشرطة.

وفي فرنسا، توقع رئيس الوزراء مانويل فالس اعتداءات جديدة ومقتل مزيد من الأبرياء بعد سلسلة هجمات دامية منذ أكثر من عام ونصف العام.

وفي آواخر يوليو، اتهمت بلجيكا رجلاً بمحاولة ارتكاب جريمة ذات طابع إرهابي. وأبقى هذا البلد، الذي شهد في 22 مارس اعتداءين إرهابيين استهدفا المطار والمترو وأوقعا 32 قتيلاً، على مستوى تأهب من الدرجة الثالثة (تهديد ممكن ومحتمل) على مقياس من أربع درجات.

أما في فرنسا، حيث دخلت حال الطوارئ حيز التنفيذ منذ اعتداءات 13 نوفمبر، التي أوقعت 130 قتيلاً، فتعلن السلطات بانتظام عن عمليات دهم واعتقال في إطار قضايا تتعلق بمكافحة الإرهاب.

وبعد ثمانية أيام من هجوم بالشاحنة على كورنيش لا برومناد ديزانغلي في نيس جنوب شرق فرنسا أوقع 85 قتيلاً في 14 يوليو، أدى إطلاق النار في مركز للتسوق في ميونيخ الألمانية في 22 يوليو، أوقع تسعة قتلى إلى إعطاء مثال صارخ على الأجواء المحمومة.

ومن دون انتظار معرفة طبيعة هذه العملية، نسبت إلى تنظيم داعش، خصوصاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما دفع الشرطة الألمانية إلى طلب عدم نشر الشائعات.

وأظهر التحقيق أن مطلق النار، وهو ألماني من أصل إيراني يبلغ من العمر 18 عاماً، كان مدفوعاً بأفكار عنصرية يمينية متطرفة، ومهووساً بألعاب الفيديو العنيفة وعمليات القتل الجماعي، خصوصاً عملية القتل التي ارتكبها قبل خمس سنوات النروجي آندرس بيرينغ بريفيك.

ولدى حصول أقل حادث بسلاح أبيض، تقطع قنوات الأخبار المتواصلة برامجها، لمتابعة تدخل الشرطة وفرق الإنقاذ مباشرة، كما لو كان الأمر يتعلق باعتداء جديد.

ففي فرنسا، تعامل عدد من وسائل الإعلام مع إقدام رجل مغربي على طعن وجرح امرأة وبناتها الثلاث في منتجع في جبال الألب في 19 يوليو، على أنه اعتداء إرهابي محتمل. واتهم المعتدي الذي قال، إنه يعاني اضطرابات نفسية، زوج ووالد الضحايا بأنه حك ما بين ساقيه أمام زوجته.

وقال كريستيان ديلبورت المتخصص الفرنسي في تاريخ وسائل الإعلام «ليست وسائل الإعلام هي التي تغذي الهوس، بل على العكس فإن هذا الهوس هو الذي يغذي وسائل الإعلام. لدى القادة السياسيين مسؤولية أكبر من وسائل الإعلام لأن عليهم أن يحضوا على الهدوء».

وأوضح أن وسائل الإعلام تؤدي دور نقل مشاعر الخوف، مضيفاً «يجلس كل منا أمام التلفزيون، وعندما يتحدث الناس بشكل جماعي عبر وسائل الإعلام يساهم ذلك في التهدئة».

back to top