رفض عدد من خبراء الصحة ورجال الدين وبعض الحقوقيين المصريين تصريحات أدلى بها وزير الصحة والسكان المصري أحمد راضي مؤخرا، بشأن خطة الحكومة لخفض معدل "الخصوبة" عند المصريين، لتقليل عدد السكان في مصر، الذي تجاوز 90 مليون نسمة، عبر خفض معدلات المواليد.

وقال وزير الصحة إن السياسة السكانية للوزارة تهدف إلى تحسين الخصائص الديموغرافية للمواطنين، وخفض معدل المواليد السنوي البالغ حاليا 2.9 مليون طفل، بحسب مسح جغرافي أجري في 2014، لافتا إلى أنه سيتم التركيز على محور خفض معدل الخصوبة، للوصول إلى 110 ملايين نسمة عام 2030.

Ad

من جهته، اعتبر أمين عام نقابة الأطباء إيهاب طاهر أمس حديث الوزير "كلاما خطيرا"، لا يصح أن يصدر عن وزير، مؤكدا في تصريحاته لـ"الجريدة": "بدلا من أن يقوم بخطة لتقليل معدل الخصوبة عليه أن يفكر في أساليب التوعية لدى الأسرة بوسائل التنظيم والقيام بحملات استرشادية".

كما انتقد عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان جورج إسحاق تصريحات وزير الصحة قائلا: "هذا كلام غير معقول، طيب يقولنا إزاي هيعمل كده".

كما شنت صفحات عدة، على مواقع التواصل الاجتماعي، سيلا من السخرية، من تصريحات راضي، وقال أحد الشباب: "إيه حوار تخفيض الخصوبة ده اللي وزير الصحة قال عليه، هيدلقوا زيت كافور في النيل ولا هيهببوا إيه؟"، وقال آخر: "وكده أقدر أقول إن معدليش عيش في البلد دي".

في السياق، اعتبر عضو لجنة الموارد البشرية في محافظة دمياط أحمد كرم، تصريح وزير الصحة، دليلا على عجز الدولة عن تقديم الحلول، وكيفية الاستفادة من القوة البشرية الهائلة التي تمتلكها.

وأضاف كرم: "أكبر دليل على ذلك يوجد في دولتي الصين والنرويج، حيث الكثافة السكانية الأعلى في العالم، ومع ذلك تعتبر من أقوى الدول اقتصاديا في العالم، لأنها توظف طاقاتها البشرية توظيفا جيدا، وهناك دور للدولة في تدريب الشباب".

دينيا، اعتبر رئيس لجنة الفتوى الأسبق الشيخ عبدالحميد الأطرش أن الدين يحرم ما جاء في حديث الوزير تماما، حيث قال الله تعالى في آياته: "وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها"، مضيفا: "يريد أن يقلل معدل الخصوبة خوفاً من الرزق، ونسي أن الرازق هو الله، وذلك يعد قتلا والقتل حرام شرعا".