بعد 90 يوماً من المحادثات الشاقة، أطلق مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أمس، رصاصة الرحمة على مشاورات الكويت، الهادفة إلى إنهاء النزاع الدامي المستمر منذ 16 شهراً، معلناً 9 توصيات تؤسس لمرحلة جديدة لبلورة التفاصيل الدقيقة والتقنية للاتفاق الشامل.

وفي مؤتمر صحافي ختامي، قال ولد الشيخ: «سنغادر الكويت اليوم، لكن مشاورات السلام مستمرة، والهيكلية وآلية العمل ستتغيران خلال الأسابيع المقبلة، إذ سنترك المجال للأطراف لاستشارة قياداتهم، وسنعمل مع كل طرف على حدة لبلورة التفاصيل الدقيقة والتقنية»، مضيفاً: «أعيد وأكرر أن الحل المستدام هو الذي يعمل عليه بتروٍ ودراسة وبعد نظر، وكل حل متسرع يأتي مبتوراً وناقصاً».

Ad

وبينما أشار إلى صعوبة الوضع الحالي في البلاد، دق المبعوث الأممي ناقوس الخطر الاقتصادي بسبب الحرب، داعياً الأطراف إلى توحيد الجهود، لعدم تحميل الشعب اليمني المزيد من المعاناة.

وأشار إلى أن التوصيات التسع صدرت عن اجتماعات الأسابيع الماضية، منها «تجديد الالتزام بأحكام وشروط وقف الأعمال القتالية، وتفعيل آليات تنفيذها بشكل عاجل، وتفعيل لجنة التهدئة لتثبيت وقف الأعمال القتالية، وتيسير وصول المساعدات الإنسانية، والإفراج العاجل عن السجناء السياسيين».

وفي حين حذر ولد الشيخ من اتخاذ أي خطوة أحادية لا تخدم الشعب اليمني، سمى المتمردون الحوثيون وحليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح أسماء أعضاء المجلس السياسي الأعلى، الذي شكلوه في 28 يوليو لإدارة شؤون البلاد.

ونشرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، الخاضعة لسيطرة الحوثيين، أسماء أعضاء المجلس السياسي الأعلى، وهم: صادق أبوراس نائب رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام، وصالح الصماد رئيس المكتب السياسي لجماعة أنصار الله (الحوثية)، وخالد الديني قيادي في حزب المؤتمر، ويوسف الفيشي عضو المكتب السياسي للحوثيين، وغيرهم.

وعلى الأرض، بدأت قوات الجيش الوطني، مدعومة بالمقاومة الشعبية الموالية للشرعية، أمس، عملية عسكرية ضد مسلحي الحوثيين والقوات الموالية لصالح شرق صنعاء، تمكنت خلالها من السيطرة على عدد من المواقع الاستراتيجية بمديرية نهم، بينها قرى الحول وملح وبيت البوري، وجبل المنارة الاستراتيجي ومناطق بني حشيش وبني الحارث وجبال كوكبان والحبيل والقناصين والعياني والتباب الخضراء.