المخرج محمــد دياب: توم هانكس أشاد بـ«اشتباك» وفي مصر حاربوه

نشر في 08-08-2016
آخر تحديث 08-08-2016 | 00:04
يعيش المخرج الشاب محمد دياب حالة من الترقب والقلق، بعد طرح أحدث أفلامه السينمائية «اشتباك» الذي أثار عاصفة من الجدل، وتعرض لهجوم من بعض الإعلاميين الذين اتهموه بأنه يُسيء إلى سمعة مصر ويدعو إلى التصالح مع جماعة «الإخوان المسلمين»، وهو ما نفاه دياب، خصوصاً أن هذا الهجوم سبق عرض الفيلم، في المقابل نال «اشتباك» إشادات عالمية في مهرجان «كان».
عن كواليس الفيلم والهجوم الذي تعرض له والمعوقات التي واجهته كان الحوار التالي مع دياب.
كيف جاءت فكرة الفيلم؟

الفكرة كتبها خالد دياب، نظراً إلى حالة الاستقطاب بين المواطنين التي زادت بعد 30/6 بسبب الاختلافات السياسية، وهو ما ليس في مصلحة الوطن الذي نعيش فيه. تسوق الأقدار بعض النماذج إلى داخل سيارة ترحيلات فتحدث اختلافات وصراعات تؤدي بها في النهاية إلى الهاوية، وهو الخطر الذي ينتظرنا إذا لم ننتبه إلى ما وصلنا له ونتعايش معه من دون صراعات.

اتهم الفيلم بأنه ضد الدولة ويدعو للمصالحة مع «الإخوان المسلمين» فما ردك؟

غير حقيقي، الفيلم ليس سياسياً بالمعنى المعروف، بل إنساني، يتحدث عن رفض الآخر أو قبوله بسبب موقفه السياسي، من خلال نماذج مختلفة في المجتمع، ولا علاقة للفيلم بالإخوان من قريب أو من بعيد، ولا يدعو للمصالحة أو لقتلهم، بل هو حالة إنسانية على المشاهد أن يتقبلها من دون أي تصنيف سياسي.

كيف تقبلت الهجوم على الفيلم قبل عرضه؟

الهجوم في حد ذاته أمر طبيعي، وقد يحدث مع أي عمل فني، لكن الغريب وما أدهشني أنه جاء قبل مشاهدة الفيلم من الأساس، إذ هاجمني بعض الإعلاميين في مصر أثناء مشاركة الفيلم في مهرجان «كان» وهو أمر غير طبيعي، أيضا اتهام الفيلم أنه يروج أو يدعو للمصالحة مع الإخوان واتهامي وتصنيفي سياسياً غاية في الخطورة. نحن أمام عمل فني يجب تقييمه فنياً وليس سياسيا.

ماذا عن الإشادات التي نالها الفيلم؟

تم الاحتفاء به في مهرجان «كان»، ووصل إلى التصفيات النهائية، وهو أمر جيد أن يصل فيلم مصري إلى هذه المرحلة المهمة، من أهم الإشادات التي تلقيتها كانت من النجم العالمي توم هانكس، عبر رسالة خطية تحدث فيها أنه يعرف مصر من خلال الأهرامات وأنها دولة فيها صراعات وإرهاب، ولكن بعد مشاهدته للفيلم تغيرت نظرته عن مصر وعن الفن المصري.

خيارات صائبة

اختيارك لأبطال الفيلم بعيدا عن نجوم الصف الأول أو الثاني هل لأسباب إنتاجية أم ماذا؟

كان أهم شرط عندي، لدى اختياري لأبطال الفيلم، التفرغ التام للعمل خلال فترة التصوير التي اقتربت من العام، إذ تم بناء مجسم لعربة الترحيلات في الأستديو، وأجرينا بروفات لمدة 6 أشهر قبل بدء التصوير، وعرضت الفيلم على نجوم معروفين لكنهم اعتذروا لعدم القدرة على التفرغ، كذلك ركزت على ملاءمة الفنان للشخصية التي يُجسدها، وبالفعل تم اختيار الأبطال الأنسب للشخصيات وقد أجادوا كما لو كانوا نجوماً وهذا يكفي.

ما موقف الرقابة من الفيلم؟

لا بد هنا من الإشادة بدور الرقابة وكل العاملين فيها، لم يتعرض الفيلم لأي مضايقات أو حذف كلمة واحدة قبل السفر إلى مهرجان «كان»، ولكن بعد العودة وتحت الضغط الإعلامي الرهيب تبدل الموقف إلى حد ما، من خلال إجباري على وضع جملة في بداية العمل لا مبرر لها وإلا يمنع الفيلم من العرض.

معنى ذلك أنك كنت رافضا لهذه العبارة.

بالطبع لأن ما حدث لا علاقة له بالفن والسينما، أن يتم إجباري على وضع كلمة في بداية الفيلم أشيد فيها بثورة 30/6 ، رغم أنني أوضحت أن العمل ليس سياساً ولا علاقة له بالثورة ولا بالإخوان ولا يعبر عن موقفي السياسي بأي شكل، ولكن حرصي على طرحه في موعده من دون حذف كلمة واحدة دفعني للموافقة على وضع هذه الجملة.

ما ردك على أن العمل مشابه لقضية عربة الترحيلات وأن الشخصيات حقيقية؟

غير صحيح، اختيار سيارة الترحيلات لأنها مكان تجتمع فيه شخصيات الفيلم بين دخول وخروج مع سيرها في وسط الشارع والأحداث التي كانت مؤثرة في العمل وفي شخصياته، أما عن اقتباس بعض الشخصيات الحقيقية فهو أمر صحيح، كان ثمة تماس أو تشابه ولكن ليس حرفيا.

كيف تقيّم استقبال الجمهور للفيلم؟

الإشادة التي تلقيتها من الجمهور في العرض الخاص أسعدتني، لأن الأمر الآن بين يد الجمهور والكلمة له، إما أن يقف مع الفن الجيد ويدعمه أو يتركه فريسة للمؤامرات والمنع ويبقى الفن السيئ، على الجمهور أن يساند الفن الذي يحترمه ويحترم عقله.

صعوبات وتساؤلات

حول الصعوبات التي واجهته أثناء تصوير الفيلم يقول محمد دياب: «جرأة الفكرة وكيفية تنفيذها بشكل جيد كانا أمرا غاية في الصعوبة، لذا صممنا مجسماً للسيارة في الأستديو لعمل البروفات عليها، وأيضاً استخدام كاميرات صغيرة للمرة الأولى في مصر، لكن هذه الصعوبات يمكن التغلب عليها لأنها معروفة ومتوقعة، إنما غير المتوقع هو الهجوم على الفيلم قبل عرضه والاتهامات والتصنيفات السياسية».

حول نهاية الفيلم وتشكيلها صدمة للجمهور يوضح: «نهاية الفيلم متسقة مع المضمون وهي ليست مفتوحة كما ظن البعض، بل عبارة عن سؤال، بعد قتل بعض الشخصيات هل ننتبه لما يدور حولنا أم نستمر في ما نحن فيه حتى نسقط جميعا؟ إما أن نعيش معاً في سلام أو نسقط جميعاً في الهاوية.

الفيلم ليس سياسياً ولكنه إنساني ويدعو إلى التعايش
back to top