علق أحمد السقا على ما تعرض له الفيلم مكتفياً بنشر رابط لأحد المواقع الإلكترونية الذي رصد الواقعة في دور عرض عدة، فأجرى المنتج أحمد السبكي اتصالاً بالسقا شرح له فكرة تفضيل بعض الصالات لأفلام على حساب أفلام أخرى وتغيير قاعات العرض في أوقات الذروة، حيث تكون الصالات الكبيرة من نصيب الأفلام التي تنتجها الشركة المسؤولة عن دار العرض، وهو ما حدث لصالح فيلمي «جحيم في الهند» و{بارتي في حارتي» بطولة محمد لطفي والمطربة الشعبية أمينة.شهد موسم عيد الفطر رفع فيلم «من 30 سنة» من صالات عدة لمصلحة فيلم «جحيم في الهند» بطولة محمد عادل إمام، إذ عرض بشكل مكثف في الصالات التي تديرها «شركة نيوسينشري» المنتجة له، ما دفع منتج «من 30 سنة» وليد منصور إلى القيام بجولات على الصالات خصوصاً بمنطقة وسط البلد التي كان يفترض أن تعرض الفيلم.
لا يختلف الوضع كثيراً بالنسبة إلى «عسل أبيض» بطولة سامح حسين ومريهان حسين، إذ أكد منتجه أحمد عبد الباسط أنه تعرض لظلم في التوزيع، فبخلاف طرحه بعدد أقل من المتوقع في الصالات، لم يعرض في الصالات التي حصلت على نسخ منه، مشيراً إلى أن لا قاعدة معينة للتوزيع في مصر، بالإضافة إلى غياب دور الدولة في تحقيق العدل بين المنتجين الذين يطرحون أفلامهم بتوقيتات متزامنة.
رهان على الجمهور
يوضح المخرج محمد دياب أن التوزيع السينمائي يؤدي دوراً في إيرادات الأفلام، فيمكن أن يجعلها ترتفع ويمكن أن يؤدي إلى رفع الفيلم من الصالات بعد أيام قليلة من طرحه، مشيراً إلى أن الرهان الحقيقي يكون على الجمهور الذي يبحث عن الأعمال ويتمسك بدخول الفيلم الذي يرغب في مشاهدته.يضيف أن التوزيع عادة ما يكون مهمة صعبة خاصة في المواسم التي تحتوي أكثر من عمل جديد، لافتا إلى أن فيلمه «اشتباك» تعرض لمشكلة كادت تطيح به من الصالات عند طرحه، مرتبطة بانسحاب الشركة الموزعة قبل موعد طرح الفيلم رسمياً بيومين، ما أربك الجميع في وقت طرحت الدعاية في الصالات ولم يعد ممكناً الإعلان عن تأجيل العرض.بدوره يعتبر الناقد محمود قاسم أن ظاهرة التأثير على الأفلام عن طريق التوزيع ليست جديدة ، مشيراً إلى أن التأثير الأكبر لها يكون في بداية المواسم، مثل أيام العيد وأيام أعياد الربيع التي يكون الجمهور متحمساً فيها لمشاهدة الأعمال السينمائية، بغض النظر عن عدم الاستقرار على الفيلم الذي سيشاهده، فهو يذهب إلى السينما لكي يشاهد عملا وليس مشاهدة فيلم محدد، إذا لم يجده سيتراجع عن دخول القاعة، لافتا إلى أن ذلك يؤثر بشكل سلبي على بعض الأفلام ويحرمها من تحقيق إيرادات جيدة، مع الاعتماد على الترويج بأن الفيلم لن يعمل لعدم وجود إقبال عليه ما يعطي صورة ذهنية سيئة عنه، وقد يؤثر ضعف الإقبال في قناعات آخرين يعتزمون مشاهدته. يضيف أن الأزمة الحقيقية في عدم وجود تشريعات رادعة لصالات العرض التي لا تلتزم بعرض الأفلام الموجودة فيها، لافتا إلى أن كل منتج يسعى إلى أن يكون فيلمه الأعلى في الإيرادات والأكثر حضوراً بالصالات في ظل طباعة عدد نسخ أكبر من الطاقة الاستيعابية لدور العرض، وهو ما يتطلب رقابة حاسمة من غرفة صناعة السينما وتغليظاً للعقوبات.يلفت قاسم إلى أن سوق التوزيع يعتمد على نظرية البقاء للأقوى، فمن يستطيع فرض أفلامه في توقيتات محددة يكون المستفيد الأول من الإيرادات على العكس من أعمال جيدة قد تتعرض للظلم لعدم مساندتها توزيعياً، موضحاً أن هذا الأمر يتطلب سرعة تدخل من القيمين على صناعة السينما لأن آثاره السلبية ستكون كثيرة في الفترة المقبلة وستجعل الإنتاج يقتصر على المنتجين الذين يستطيعون فرض أفلامهم في صالات العرض.السبكي في مأزق
للمرة الأولى منذ سنوات يجد المنتج أحمد السبكي نفسه في مأزق مرتبط بالتوزيع، فرغم اعتياده تحقيق أعلى الإيرادات في المواسم المختلفة، إلا أن أعماله شهدت تراجعاً واضحاً مع انحسار توزيعها لصالح أعمال «شركة نيوسينشري»، بعد الحرب الكلامية التي نشبت بين الشركتين في موسم الربيع واتهم خلالها السبكي «نيوسينشري» بتسريب فيلمه «حسن وبقلظ».لم يتصدر السبكي، كما اعتاد، إيرادات موسم عيد الفطر، بل حل في المركز الثالث بفيلمه «أبو شنب» لياسمين عبد العزيز، علماً بأن محاولات للصلح بينه وبين القيمين على «شركة نيوسينشري» مستمرة ، كذلك لم يحقق فيلمه «30 يوم في العز» الإيرادات المتوقعة منه رغم اعتماده على توليفة شعبية اعتاد السبكي تحقيق نجاح فيها.