بعد يومين من إحياء الذكرى الـ15 لمصالحة الجبل التاريخية، تذكر اللبنانيون أمس فصلا من فصول العنف، في حادثة اعتبرها كثيرون واحدة من الحوادث التي كشفت وجه النظام الأمني اللبناني - السوري آنذاك.

مرت أمس ذكرى 7 أغسطس، يوم انقض رجال النظام الأمني على مئات الناشطين والشباب من التيارات والقوى السيادية، لاسيما "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" وحزب "الوطنيين الأحرار" وغيرهم من الناشطين أمام المجلس العدلي، وامعنوا في حملة ضرب واعتقالات اتسمت بالشراسة الشديدة، ثم اتبع الهجوم لاحقا بحملة اعتقالات واسعة طالت مراكز التيارات المذكورة، حيث ارتفع عدد المعتقلين تعسفا الى المئات.

Ad

وكانت محطة 7 أغسطس 2001 تأسيسية في مسار القوى الاستقلالية اللبنانية التي مهدت لانتفاضة "14 آذار" 2005 غداة اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري الذي أدى إلى جلاء الجيش السوري عن لبنان.

وجرى كل ذلك على خلفية الزيارة التاريخية التي قام بها البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، "مفجر" شعلة الانتفاضة على الوجود السوري في لبنان، من خلال النداء الأول السيادي للمطارنة الموارنة الشهير عام 2000، وهي الجولة التي أطلقت تظاهرات جارفة في الجبل تأييدا للبطريرك ورفضا للوصاية والنظام الامني المشترك، والتي قام على أثرها هذا النظام بالحملة القمعية في 7 اغسطس.

وتأتي الذكرى هذا العام ثقيلة على "التيار الوطني الحر" الذي يعاني انشقاقات داخلية بعد إجراءاته العقابية التعسفية بحق ثلاثة من رموزه كانوا من صناع تلك المحطة المفصلية، وهم نعيم عون وانطوان نصرالله وزياد عبس.

ورأى وزير العدل المستقيل اشرف ريفي، في تغريدة عبر حسابه على "تويتر" أمس، ان "احداث 7 آب تذكرنا بصمود اللبنانيين في وجه النظام الأمني السوري، حيث واجه الشباب اللبناني القمع بشجاعة، فحمى المصالحة التي أنتجت ثورة الأرز".

وقال ريفي: "في ذكرى 7 آب ندعو الى التمسك بالعيش المشترك والدستور والوحدة الوطنية التي وحدها تحمي لبنان".

في سياق منفصل، ذكر المكتب الإعلامي للنائب نقولا فتوش، في بيان امس، أنه في "تاريخ 6/8/2016 جرت غزوة مسلحة مبرمجة وعن سابق تصور وتصميم وعمد، فأقدمت عصابة مسلحة ومن الخارجين على القانون يقودها ضابط متقاعد، شاءت صدف الزمن الرديء أن يكون رئيسا للبلدية، بهجوم وحشي على الشاحنات والآليات التي تعمل لدى بيار فتوش، وأقدمت على تكسيرها وعلى ضرب السائقين بآلات حادة وفراعات، وعلى إطلاق الرصاص على إحدى السيارات لقتل من فيها، وكان نتيجة الحادث خمسة جرحى، اثنان منهم بحالة حرجة في غرف العناية الفائقة وثلاثة أشخاص في المستشفيات".

وتابع: "وكان سبق هذه الغزوة دعوات وتحريض عبر وسائل التواصل الاجتماعي للجمع والاعتداء. واتصل شقيقي بيار فتوش بالمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص طالبا الحماية، فأفاده بأن لديه أوامر من القيادة العليا بعدم التدخل في الموضوع، مما يثبت التصميم الجرمي. فالدستور والقانون وحماية أصحاب الحقوق يخضع لها هو، اللواء بصبوص، ومن سماهم مراجع عليا. كما نسجل غياب وتغاضي قائد الجيش الذي يركز جهوده لتمديد بقائه بشكل غير قانوني، وسيكون لنا موقف من التمديد المخالف للقانون".

وختم: "شقيقي مالك للعقارات، والملكية محمية بالدستور والقانون، ولديه تراخيص قانونية أصبحت محصنة من كل طعن، ونافذة، وصادرة عن الوزارات المعنية، وهي مسندة ومثبتة بأحكام قضائية نهائية ومبرمة. إنه يعمل تحت سقف القانون وعلى الجميع حمايته".