اتفقت أطراف النزاع السوري على اعتبار المعارك الدائرة في حلب محورية لتحديد المنتصر في الحرب الدائرة منذ أكثر من 5 سنوات، ولا تزال المدينة منذ عام 2012 مقسّمة بين أحياء شرقية وغربية تتقاتل قوات النظام والفصائل المعارضة فيها بشراسة.

وتعد حلب واحدة من أقدم مدن العالم، وتعود إلى أربعة آلاف عام قبل الميلاد، وقد توالت الحضارات على هذه المدينة المعروفة بصناعة وتجارة النسيج.

Ad

وبين عامي 1979 و1982، شهدت فصولاً من قمع النظام لجماعة الإخوان المسلمين، وعادت في التسعينيات لتزدهر نتيجة حراك تجاري ترافق مع سياسة انفتاح اقتصادي.

ولحقت حلب بركب «الربيع العربي» في أبريل ومايو من عام 2011، لكنها تعرضت لقمع الأجهزة الأمنية، ومع تحول الحراك إلى نزاع مسلح، شنّت الفصائل المعارضة في يوليو 2012 هجوماً كبيراً على المدينة، تمكنت خلاله من فرض سيطرتها على الأحياء الشرقية منها. ومنذ ذلك الحين، تشهد حلب معارك شبه يومية دمرت المدينة القديمة وأسواقها المدرجة على لائحة «يونيسكو» للتراث العالمي، ومواقع تعود إلى سبعة آلاف عام.

ولحقت بسوق المدينة التاريخي أضرار فادحة نتيجة المواجهات والحرائق، في حين تحولت مئذنة الجامع الأموي العائدة الى القرن الحادي عشر إلى كومة من الركام، كذلك لحقت أضرار كبيرة بقلعة حلب الصليبية. وانهار اتفاق لوقف الأعمال العدائية فرضته واشنطن وموسكو نهاية فبراير 2016 بعد شهرين فقط على دخوله حيز التنفيذ. ودفع سكان حلب ثمناً باهظاً وباتوا مقسمين نحو 300 ألف في الأحياء الشرقية ومليون و200 ألف في الغربية.

وحين حاصرت قوات النظام السوري الأحياء الشرقية في 17 يوليو بعد محاولات عدة باءت بالفشل سابقاً، كان السكان أول المتضررين، فارتفعت أسعار المواد الغذائية قبل أن تبدأ بالاختفاء من الأسواق.