تشكيك في أسباب تبرع البهرة لـ «تحيا مصر»
دعموا الصندوق بـ 20 مليون جنيه... والأزهر يُحذر من اختراقهم القاهرة الفاطمية
حذر مراقبون من دعم مالي قدمته طائفة البهرة لصندوق "تحيا مصر"، الذي أسسه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لدعم المشروعات في البلاد، ووصل إجمالي التبرعات إلى 20 مليون جنيه على مدار عامين.وشكك المراقبون في أسباب هذا التبرع، معبرين عن مخاوفهم من أن يكون سببه سعي الطائفة، التي تصفها دار الإفتاء بأنها "خارجة عن الإسلام"، للسيطرة على منطقة القاهرة الفاطمية، التي تعد بالنسبة للبهرة مدينة مقدسة.كان سلطان طائفة "البهرة" في الهند، مُفضل سيف الدين، قد تبرع لصندوق "تحيا مصر" الشهر الماضي، بـ10 ملايين جنيه "نحو مليون دولار"، في حين تبرعت الطائفة لمصر في 2014 بنحو 10 ملايين جنيه أخرى، ما يعزز فرضية أن تكون هذه التبرعات بابا خلفيا للطائفة الدينية يسمح لها بممارسة شعائرها في مصر علنا، خاصة أن نشاطها الروحي تزايد خلال الفترة الأخيرة، حيث تعد مصر مركزا روحيا لها، ويعد مسجد الحاكم بأمرالله، في منطقة وسط القاهرة، قبلتها الدينية.
وارتبط البهرة بعلاقات طيبة مع الأنظمة المصرية المختلفة، ففي مارس 1966 وجه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بمنح سلطانهم وقتذاك محمد برهان الدين درجة العالمية الفخرية في العلوم الإسلامية تقديراً لجهوده، كما قام الرئيس الراحل محمد أنور السادات بمنح برهان "وشاح النيل" عام 1971، كما التقى برهان الرئيس الأسبق حسني مبارك مرتين عامي 2005 و2007 في منتجع شرم الشيخ السياحي، وتم تكريمه بوشاح النيل للمرة الثانية.ورغم العلاقات الطيبة بين البهرة والحكومات المصرية، فإن دار الإفتاء المصرية أصدرت فتوى مطلع أكتوبر 2013 عن هذه الطائفة قالت فيها إن "طائفة البهرة تتبع الفرقة الإسماعيلية الشيعية التي تعتقد بأمور تخرجها عن ملة الإسلام والتي من أهمها الاعتقاد بأن النبي انقطع عنه الوحي وانتقلت الرسالة إلى الإمام علي"، كما أصدرت الدار فتوى أيضاً في فبراير 2014 قالت فيها: "البهرة فرقة خارجة عن الإسلام".أستاذ الشريعة في جامعة الأزهر، أحمد كريمة، قال إن "البهرة إحدى فرق الشيعة، ومصر مركزهم الروحي، ويتخذون من مسجد الحاكم بأمرالله قبلتهم"، مؤكداً لـ"الجريدة" أن الطائفة تسعى لشراء حي الغورية كله، ويتسترون بالأعمال الخيرية، لتمرير معتقداتهم.وقال وكيل الجامع الأزهر عباس شومان إن البهرة طائفة خارجة عن الإسلام ولا يجوز ممارسة طقوسهم على الملأ، ولا الزواج منهم، محذراً من خطورة شرائهم المنطقة المحيطة بمسجد الحاكم بأمرالله، في حين قال النائب البرلماني عن حزب "النور" السلفي أحمد عبدالحميد إنهم "يمثلون مصدر قلق في مصر"، متسائلا: "لماذا يسعون إلى شراء العديد من منازل القاهرة الفاطمية؟".