مقتل 70 باكستانياً في أسوأ تفجير انتحاري و«داعش» و«طالبان» يتنازعان المسؤولية
«خلية خراسان» تستهدف احتجاجاً للمحامين... و«الأحرار» تعد بالمزيد
غداة استيلاء فرعه في أفغانستان على أسلحة ومعدات أميركية، باغت تنظيم داعش الجارة باكستان بهجوم هو الأكثر دموية، أقدم خلاله أحد عناصره على تفجير نفسه وسط حشد داخل مستشفى «كويتا» جنوب غرب البلاد، مما أسفر عن مقتل 70 شخصاً على الأقل، وإصابة المئات بجروح.وحصل الانفجار في أثناء تجمع المئات أمام قسم الطوارئ بمستشفى كويتا المدني، احتجاجاً على اغتيال رئيس نقابة المحامين في بلوشستان بلال قاسي بالرصاص أمس بعد قليل من مغادرته منزله متوجهاً إلى عمله.وفي بيان أصدره مكتبه، دان رئيس الوزراء نواز شريف الهجوم، وأمر باتخاذ إجراءات أمنية جديدة، مضيفاً: «لن نسمح لأحد بتعكير صفو السلام الذي عاد مجدداً إلى الإقليم بعد تضحيات قوات الأمن والشرطة والشعب».
وأوضح مصدر مقرب من تنظيم داعش، الذي أعلن مسؤوليته عن الحادث، أن خلية في منطقة خراسان، الواقعة بين باكستان وأفغانستان، تقف وراء الهجوم القاتل. ولاحقاً، أعلن فصيل «جماعة الأحرار»، التابع لحركة «طالبان» الباكستانية، مسؤوليته عن الهجوم. وأرسلت الجماعة بريداً إلكترونياً إلى وسائل الإعلام يحذر من شن المزيد من الهجمات.وبهذه الحصيلة، يكون هذا الاعتداء الثاني الأكثر دموية في باكستان هذه السنة، بعد مقتل 75 شخصاً في تفجير انتحاري نفذته حركة «طالبان» خلال عطلة نهاية أسبوع الفصح في لاهور مارس الماضي، وأسفر عن مقتل 75 معظمهم مسيحيون.وبشكل عام، تراجع العنف إلى حد كبير منذ طرد الجيش «المسلحين الإسلاميين» من المناطق القبلية في باكستان خلال عمليات عسكرية منتصف عام 2014.ويشهد إقليم بلوشستان الغني بالمعادن، وهو أكبر أقاليم باكستان، أعمال عنف في عدة جبهات منذ عقود من الزمن يرتكبها متشددون إسلاميون وجماعات عرقية وتنظيمات أخرى.وتحاذي بلوشستان إيران وأفغانستان، وهي غنية بالنفط والغاز، لكنها تعاني هجمات متشددين إسلاميين وأعمال العنف الطائفي بين السنة والشيعة، فضلاً عن تمرد انفصالي.