قمة تركية - روسية تطلق مرحلة جديدة... وتحذير شديد لواشنطن

• بوتين يؤكد رفضه محاولة الانقلاب ويطالب بفرض النظام... وإردوغان يعتبر اتصاله حدثاً مهماً
• برلين تثق بانتماء الأتراك إلى «الأطلسي»... وتتفهم الإجراءات ضد الانقلابيين

نشر في 10-08-2016
آخر تحديث 10-08-2016 | 00:05
بوتين مستقبلاً إردوغان لدى وصوله إلى القصر الرئاسي في سان بطرسبورغ شمال غرب روسيا أمس (رويترز)
بوتين مستقبلاً إردوغان لدى وصوله إلى القصر الرئاسي في سان بطرسبورغ شمال غرب روسيا أمس (رويترز)
وضع لقاء قمة عقد أمس في مدينة سان بطرسبورغ الروسية بين الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين نهاية لتدهور العلاقات بين البلدين، ومهد لتأسيس مرحلة جديدة تركز على محاور التجارة والاقتصاد، في حين حذرت أنقرة واشنطن من أنها تخاطر بفقدان تحالفها معها إذا أصرت على عدم تسليم الداعية التركي فتح الله غولن.
بشر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال لقاء قمة روسية - تركية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتن عقد في مدينة سان بطرسبورغ الروسية أمس بعودة سريعة للعلاقات بين البلدين، بعد قطيعة دامت 9 أشهر، وبفترة مختلفة جداً من العلاقات.

وقال إردوغان خلال لقائه بوتين، إن زيارته لروسيا تفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين، وعبر عن ثقته بعودة العلاقات الروسية التركية "بسرعة"، بعد تدهورها جراء الأزمة بين البلدين بعد إسقاط تركيا لمقاتلة روسية في نوفمبر الماضي على الحدود السورية التركية.

وشكر الرئيس التركي نظيره الروسي على موقفه من المحاولة الانقلابية التي وقعت في أنقرة منتصف يوليو الماضي، وقال إن "اتصال الرئيس بوتين بي وقت المحاولة الانقلابية الفاشلة حدث مهم للشعب التركي".

وأضاف إردوغان أن روسيا من أهم اللاعبين في الأزمة السورية، مشيراً إلى أنه سيتشاور مع بوتن في مسعى لإيجاد حل لتلك الأزمة.

وشدد على أن التعاون مع موسكو سيساهم في حل مشكلات المنطقة، لافتا إلى أنه يجري اتخاذ خطوات مع روسيا ستقود إلى فترة مختلفة جداً من العلاقات.

من جهته، قال بوتين بعد مصافحة إردوغان، إن الزيارة تؤكد "أننا جميعا نريد اعادة الحوار والعلاقات الروسية- التركية" التي تدهورت بعدما أسقط الطيران التركي مقاتلة روسية.

وأضاف أن روسيا ستقوم بتجديد العلاقات التجارية والاقتصادية مع تركيا.

وأكد بوتين موقف بلاده الرافض للمحاولة الانقلابية، وأعرب عن أمله أن "تتغلب تركيا على هذه المشكلة، وأن تعيد فرض النظام والقانون الدستوري".

تعاون سريع

وكمؤشر على إمكانية تحسن العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين سريعاً، أعلن صندوق الاستثمار المباشر الروسي أمس أنه اتفق مع شركة رينيسانس هولدنج التركية المتخصصة في الإنشاء والاستثمار على تعزيز التعاون واستثمار ما يصل إلى 400 مليون دولار في مشروعات مشتركة في مجالات الرعاية الصحية والإنشاء والبنية التحتية.

ترحيب ومعارضة

في هذه الأثناء، رحبت وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين باللقاء بين إردوغان ونظيره الروسي. وفي إشارة إلى عضوية تركيا في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، قالت الوزيرة: "ليس لدي شك في أن تركيا تعلم تماما إلى أي جانب تنتمي".

من جهة أخرى، ذكر وزير الخارجية الألماني فرانك- فالتر شتاينماير، أن إلغاء إلزام الحصول على تأشيرات لدخول الاتحاد الأوروبي للأتراك أمر غير مطروح للنقاش حالياً.

وفي الوقت نفسه، عارض شتاينماير الانتقادات المبالغ فيها للتطورات السياسية في تركيا، وقال: "أوضحنا منذ البداية موقفنا فيما يتعلق باعتقالات المدرسين والقضاة والصحافيين، وسنستمر في فعل ذلك. لكن مع كل النقد المبرر للإجراءات في تركيا: يتعين علينا أن نعلم، وهذا أمر غائب في الجدل الألماني حول هذا الأمر، أن الذين قاموا بالانقلاب تصدوا للمدنيين والبرلمان بوحشية كبيرة".

في السياق، طالب نائب رئيس البرلمان الأوروبي ألكسندر جراف لامبسدورف بوقف مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي.

تحذير تركي

في غضون ذلك، حذرت تركيا أمس الولايات المتحدة من التضحية بالعلاقات الثنائية من أجل الداعية التركي فتح الله غولن الذي تتهمه انقرة بالوقوف خلف محاولة الانقلاب في 15 يوليو.

وقال وزير العدل بكير بوزداك بوزداك، لوكالة "الأناضول": "إذا لم تسلم الولايات المتحدة غولن فإنها ستضحي بعلاقاتها مع تركيا من أجل إرهابي"، مشيراً إلى أن "المشاعر المعادية لواشنطن بين الشعب التركي بلغت ذروتها بسبب الخلاف بين الدولتين حول تسليم خصم الرئيس إردوغان".

ولفت إلى أن "السلطات الاميركية تدرس طلب التسليم بجدية"، معتبرا أن "غولن فقد صفته كدمية، ولم يعد بوسع الولايات المتحدة ولا أي بلد آخر استخدامه".

اعتقالات

إلى ذلك، أوضح وزير العدل التركي أن السلطات اعتقلت أكثر من 26 ألف شخص إجمالا فيما يتصل بمحاولة الانقلاب، مضيفاً أن هناك 7668 آخرين رهن التحقيق، لكنهم غير محتجزين حاليا.

ومنذ محاولة الانقلاب التي قام بها فصيل في الجيش اعتقلت الحكومة أو عزلت أو أوقفت عن العمل عشرات الآلاف في القضاء والجيش والشرطة وغير ذلك من مجالات العمل بزعم وجود صلات لهم بالمحاولة التي استهدفت الإطاحة بإردوغان والحكومة.

وقتل أكثر من 240 شخصا وأصيب نحو 2200 آخرين عندما قاد الانقلابيون مقاتلات وطائرات هليكوبتر عسكرية ودبابات وفتحوا النار على المدنيين في إطار محاولة إسقاط الحكومة.

back to top