جيسي عبدو: منى واصف أيقونة درامية

نشر في 10-08-2016
آخر تحديث 10-08-2016 | 00:05
بعدما انطبعت صورتها كممثلة مونولوج وكوميدية في برنامج «بس مات وطن»، استطاعت الممثلة جيسي عبدو، بفضل الأدوار الدرامية التي قدمّتها من بينها «دوائر حب» و«بنت الشهبندر» وأخيراً «جريمة شغف»، كسر القالب الذي وضعت فيه وإثبات موقعها كممثلة درامية.
حول مسيرتها الدرامية ودورها في «جريمة شغف» تحدثت إلى «الجريدة».
ما سبب الانتقال من الكوميديا الساخرة إلى الدراما؟

لا أعتبر أنني انتقلت إلى عالم آخر إذ لا أزال في برنامج «بس مات وطن»، الذي قدّمت تزامناً معه مجموعة من المسلسلات الدرامية. برأيي مثلما يقدّم الممثل أدواراً كوميدية يمكنه تقديم أدوار درامية أيضاً، التي تبقى أسهل من عملية إضحاك الناس واكتساب محبتهم. إذ يسهل اللعب على عاطفة الجمهور الذي يتأثر بشخصيات تشبهه في الواقع وبأحداث مشابهة لما خبره في حياته، فيما يختلف محتوى العمل الكوميدي، لهذا السبب يبقى هذا الأخير أصعب بكثير.

ما الذي يستهويك في الدراما طالما تكثر فيها المنافسة، فيما عدد الممثلين الكوميديين محدود؟

أولا لا علاقة للعدد والمنافسة في هذا الإطار، ثانياً، الكوميديا هي عملي الأساس، لكنني لا أحب الصبغة التي تُعطى للممثلين وتصنيفهم بين ممثل درامي وممثل كوميدي، فالممثل هو ممثل بغض النظر عن نوعيّة الدور.

ما الذي تغيّر في مسيرتك منذ انطلاقتك حتى الآن؟

نضجت مهنياً أكثر إذ إكتسبت خبرة وتعلّمت أموراً جديدة.

هل أصبحت في مرحلة تمثيلية متقدّمة؟

من الطبيعي أنني في هذه المرحلة مختلفة جداً عن فترة انطلاقتي، إنما لا يزال الكثير في إنتظاري خصوصاً أنني طموحة جداً ولا أكتفي بما أحققه.

ما الذي يقدّمه لك برنامج «بس مات وطن» (كتابة وإخراج شربل خليل)؟

نكتسب من خلال الكوميديا محبة الجمهور سريعاً، خصوصاً أن هذا البرنامج هو انتقادي سياسي ساخر يحكي مشكلات الناس اليومية في البلد.

ما سبب التشبّث بهذا البرنامج طالما أن الأعمال العربية المشتركة تحقق لك إنتشاراً أوسع؟

لم أعد أعتبر هذا البرنامج عملا كونه أصبح جزءاً من حياتي اليومية العادية، لذا لا أستطيع التخلي عنه ولو حققت انتشاراً عربياً واسعاً.

ما رأيك بمضمون الأعمال التلفزيونية الساخرة، ألا تتخطى أحياناً الحدود الأخلاقية؟

منذ 21 عاماً، يستمرّ «بس مات وطن» عبر الشاشة وهو أول برنامج انتقادي ساخر انطلق في لبنان مع الكاتب والمخرج شربل خليل، لتنطلق بعده برامج مماثلة تخرّج معظم ممثليها من مدرسته، وقد تعلّمت منه التقنيات التمثيلية. ثمة برامج مهضومة أتابعها تتضمّن مواقف كوميدية مضحكة فيما تستفزّني برامج أخرى بمضمونها البذيء والمبتذل.

هل تتابعين أياً من البرامج المماثلة عربياً؟

بصراحة أحاول المتابعة، لكنني لا أفهم مضمونها دائماً لأنها تنطلق من تفاصيل مجتمعها وخصوصيته كما حال برنامجنا. مع الإشارة إلى أنني أحب شخصية «أبلة فاهيتا» مثلا.

ثمة برامج حوارية أسبوعية تتناول أحداث الأسبوع بسخرية، ألا تحلّ مكان برامج الاسكتشات خصوصاً أن المواضيع المطروحة بغالبيتها مشابهة؟

هذه البرامج المهضومة مختلفة عن برنامجنا، فكل منّا يعالج مواضيع البلد بطريقته الخاصة وبأسلوبه ومن منظاره، لذا لا أعتبر أن ثمة تكراراً في هذا الإطار بل على العكس.

لا للنمطية

هل كسرت صورة الممثلة الكوميدية التي طبعت انطلاقتك المهنية؟

طبعاً، وقد سعيت من خلال أعمالي الدرامية وتقديم شخصيات مختلفة جداً عن شخصياتي الكوميدية إلى تحقيق ذلك، خصوصاً أن تلك الصورة لازمتني زمناً ولم يكن سهلا تغييرها، لكنني سعيدة بتصديق الجمهور لأدائي الدرامي وبما حققته حتى الآن.

بعدما شاركت في أعمال درامية رمضانية، هل تغيّر مستوى الأدوار التي تُعرض عليك؟

طبعاً، فمستوى الأدوار ونوعيتها مرتبط بالخبرة التي نكتسبها في كل مرحلة مهنيّة، وبمقدار ما نتطوّر أداءً تتطوّر الأدوار المنوطة إلينا.

ثمة ممثلون ثابتون في مستوى معيّن لا يتطوّرون على رغم وفرة أعمالهم.

بصراحة، لا أشعر بعقدة تجاه البطولة أو الأدوار الأولى والثانوية، لأن الأهم بالنسبة إليّ كيفية تجيسيد الشخصية بإتقان لنترك أثراً لدى الجمهور بغضّ النظر عن أهمية الدور.

ما رأيك بالإنتقادات التي وجهّت إلى مسلسل «جريمة شغف» (كتابة نور الشيشكلي، إخراج وليد ناصيف)؟

يتعرّض أي عمل لانتقادات سلبية أو إيجابية، لأنه لا يمكن إرضاء كل الناس وتحقيق إجماع حول أمر معيّن. بالنسبة إليّ شخصياً، أحبّ الجمهور دوري لأنني أظهرت من خلاله قدراتي التمثيلية الدرامية، بالتالي تعرّف الجمهور إلى وجهي الآخر. فضلا عن أنني فرحة بما قدّمت لأنني عملت من كل قلبي وتعبت كثيراً.

كيف تصفين الثنائية مع الممثل قصي الخولي؟

هو صديق رائع على الصعيد الشخصي، أمّا مهنياً، فهو ممثل داعم للآخرين في موقع التصوير، وهذا ينطبق على الوقوف أمام الممثلة أمل عرفة والسيدة منى واصف.

ما الذي اكتسبته من الممثلة القديرة منى واصف؟

صحيح أن الحظ حالفني لأكون في هذا الموقع، لكنني شعرت بمسؤولية أمامها، خصوصاً أنني قادمة من عالم آخر بعيد من الدراما لأقف أمام أيقونة درامية. إلى ذلك عشقت الجلوس معها في فترة الاستراحة والتحدث إليها للتعلم من خبرتها الطويلة.

ما رأيك بالأعمال العربية المشتركة الرائجة راهناً؟

استفادت الدراما اللبنانية والممثل اللبناني من هذه الأعمال التي ساهمت في انتشارهما عربياً فضلا عن اكتسابنا خبرات من السوريين والمصريين.

ألا تعتقدين أن ضخامة الإنتاج وتوافر كل ما يلزم للممثلين السوريين والمصريين يدفعانهم لتقديم الأفضل؟

صحيح، فالإنتاج العربي أفضل مادياً من الإنتاج المحلي الذي حقق، رغم ذلك، تقدّمّاً في السنوات الأخيرة. برأيي من المهم كلبنانيين الإطلاع على طريقة العمل في الدراما العربية لنكتسب خبرات مهنيّة.

ما الذي يعزز موقع الممثلة اللبنانية عربياً ويضعها في أدوار متقدّمة؟

القدرات والموهبة والاحتراف في العمل كل ذلك يعزز موقعها في أي عمل عربي، ويفسح في المجال أمامها للمشاركة في أهم الإنتاجات والأعمال.

من يحتلّ موقعاً متقدّماً في الدراما العربية المشتركة، الممثل السوري أم المصري أم اللبناني؟

شعبية الممثل هي التي تجعله في موقع متقدّم وذلك لخدمة انتشار العمل وتسويقه أكثر. في هذا الإطار لا يمكن المقارنة بين شعبية الممثل المصري والممثلين العرب الآخرين، لذا يبقى الممثل المصري في موقع متقدّم عن سواه.

بالسلامة

حول أغنية «بالسلامة»، وهل تمهد لخوضها مجال الغناء توضح جيسي عبده: «منذ بضع سنوات عُرضت الأغنية عليّ حينما كنت أصوّر مسلسلا في الأردن، فسجلتها لكنني لم أطرحها في السوق، في انتظار التوقيت المناسب، وهي من كلمات محمد نور وألحانه، توزيع عادل عايش، تتناول قصة مصرية قصيرة مهضومة.

تضيف: «لست مطربة لكنني أحب أداء أغانٍ ملائمة لمستوى قدراتي الصوتية، أرغب في تقديم أغانٍ كوميدية استعراضية بجوّ مختلف عن السائد».

لا أشعر بعقدة تجاه البطولة أو الأدوار الأولى والثانوية لأن الأهم عندي كيفية تجسيد الشخصية بإتقان
back to top