حلب تتأهب لحسم المعركة... والأمم المتحدة لفرض هدنة فورية

• خطوط الكهرباء والماء مدمرة والخدمات الصحية معدومة
• خسائر لإيران وتحضيرات لاجتياح الحمدانية

نشر في 10-08-2016
آخر تحديث 10-08-2016 | 00:06
No Image Caption
مع اكتمال وصول التعزيزات العسكرية للنظام السوري وحلفائه وفصائل المعارضة إلى ساحة المعركة المصيرية، أطلقت الأمم المتحدة نداء عاجلاً دعت فيه إلى فرض هدنة فورية في حلب، ووقف تام لإطلاق النار للوصول إلى نحو مليوني مدني يعانون الحصار في كل أرجاء المدينة.
على وقع تأهب جيش الرئيس بشار الأسد وفصائل المعارضة لحسم المعركة المصيرية في ثاني أكبر مدن سورية، حذرت الأمم المتحدة، أمس، من أن أكثر من مليوني شخص معرضون للحصار في مدينة حلب، ودعت إلى "هدنة إنسانية" لتوفير ممرات آمنة الى المدينة التي تتعرض للقصف الكثيف وتشتد الاشتباكات عند أطرافها وتوحد سكانها المعاناة.

وطالب منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في سورية يعقوب الحلو والمنسق الإقليمي كيفن كينيدي، في بيان، "في الحد الأدنى بوقف تام لإطلاق النار، أو بهدنة إنسانية أسبوعية من 48 ساعة للوصول إلى الملايين من الناس الذين هم بأمس الحاجة في كل أرجاء حلب وإعادة تموين مخزونهم من الطعام والأدوية الذي تدنى الى مستوى الخطر".

وأكدت الأمم المتحدة أن "تكتيك الحصار يشكل جريمة حرب عندما يستخدم عمدا لحرمان السكان من الطعام والمواد الأخرى الأساسية لبقائهم"، محذرة من أن القصف ألحق أضرارا بالمستشفيات والعيادات وشبكتي المياه والكهرباء في المدينة، التي يقدر المرصد السوري لحقوق الإنسان وخبراء عدد المحاصرين في أحيائها الشرقية بـ300 ألف شخص وفي الأحياء الغربية بمليون و200 ألف نسمة.

شبكات الكهرباء

بدورها، ذكر المتحدث باسم منظمة الطفولة (يونيسيف)، كريستوف بوليراك، أن "القتال العنيف في حلب دمر خطوط الإمدادات ولاسيما شبكات الكهرباء المسؤولة عن ضخ المياه وعرقل جهود إصلاحها، ما أدى إلى انقطاع المياه عن المدينة بأكملها لأربعة أيام على التوالي".

ونقل بوليراك عن ممثلة "يونيسيف" في سورية، هناء سنجر، أن "أطفال وعائلات حلب يعانون في ظل موجة الحر كارثة انقطاع المياه، الأمر الذي قد يؤدي الى ارتفاع خطر إصابة الأطفال بالأمراض المنقولة عبر المياه".

الخدمات الصحية

في السياق، قال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، طارق ياشارفيتش، أمس، إن الحرب والعنف المتصاعد والحصار أدت إلى انخفاض توافر الخدمات الصحية في حلب، ولاسيما في شقها الشرقي، موضحا أنه تم "رصد عشرة هجمات مؤكدة على الأقل على مرافق صحية وبعضها تعرض للقصف مرتين في غضون 12 ساعة خلال شهر يوليو الماضي".

لا خرق جديداً

وبعد التقدم الذي حققته، أعلنت فصائل المعارضة مساء الأحد معركة للسيطرة على كامل مدينة حلب، وفي حال نجاحها تكون حققت أكبر نصر لها منذ خمس سنوات، إلا أن المعارك العنيفة احتدمت أمس عند أطراف المدينة الجنوبية، من دون أن يحقق أي من الطرفين خرقا جديدا. واستهدف قوات النظام المواقع التي سيطرت عليها الفصائل خلال الأيام الماضية، وتحديدا الراموسة والكليات العسكرية.

خسائر إيران

وأعلنت وسائل إعلام إيرانية مصرع 5 عسكريين من الحرس الثوري بمعارك حلب، بينهم الملازم علي نظري، قائد كتيبة "الحمزة"، التابعة للواء "المهدي" بمدينة جهرم من محافظة كرمان جنوب شرق إيران.

كما قتل كل من سيد غلام حسين موسوي من منتسبي الحرس بمدينة يزد، وناصر جليلي، من منتسبي قوات "الباسيج"، إضافة إلى محمد حسن قاسمي، وهو طبيب إسعاف من منتسبي الحرس باشتباكات مع الجيش الحر، وفق وكالة "مشرق" الإيرانية.

الميلشيات الشيعية

وفي حين شيعت إيران فريد كاوياني من "الباسيج" في بلدة لرد، بمدينة خلخال التابعة لمحافظة أردبيل، والذي قتل أثناء معارك فك الحصار عن حلب، أفادت وكالة "فارس" التابعة للحرس الثوري، بأن قوات إيرانية مع ميليشيات "حزب الله" اللبناني و"العراقي" و"فدائيي فلسطين" و"الدفاع الوطني" والجيش السوري، تستعد للهجوم على مناطق جنوب غرب حلب، تحت غطاء الطيران الروسي، الذي كثف غاراته خلال الـ12 ساعة الماضية على مناطق الراموسة وأطرافها وعلى النقاط التي حررتها المعارضة.

وذكرت وكالة "فارس" الإيرانية، أن ميليشيا "حركة النجباء" العراقية استقدمت 2000 مقاتل إلى حلب، كما روجت أن قوات "الرضوان" من نخبة "حزب الله" وصلت إلى منطقة الحمدانية، استعدادا لاجتياحها.

المرحلة الرابعة

في المقابل، أكد القيادي في "جيش الفتح" زاهر أبوحسان، لموقع "أورينت نت"، وصول تعزيزات عسكرية كبيرة أمس من ريفي حلب وإدلب، بهدف تحصين المناطق المحررة، واستكمال تحرير بقية المدينة، كاشفا عن وجود "مرحلة رابعة وخامسة من معركة ملحمة حلب الكبرى، هدفها القريب فك الحصار بشكل كامل وتأمين المناطق، وبعدها سيكون كلام جديد".

استراتيجية الغوطة

وعلى جبهة أخرى، كشف "جيش الإسلام" في الغوطة الشرقية بريف دمشق، أمس، عن استراتيجية جديدة لتكبيد النظام أكبر خسائر بشرية، تشمل شن سلسلة من الكمائن والهجمات، والعودة إلى القواعد.

وأطلقت أمس الأول عملية عسكرية جديدة في الغوطة حملت اسم "ذات الرقاع"، بهدف "الإغارة" على نقاط النظام على طول الجبهة الممتدة من مطار مرج السلطان العسكري إلى مبنى البحوث الزراعية.

وأكد عضو المكتب السياسي في "جيش الإسلام" محمد بيرقدار، لقناة "أورينت نت"، أن المعركة الجديدة بدأت بهجمات "انغماسية" منسقة استهدفت مواقع عسكرية قرب كازية المرج والنقاط المجاورة لها، الواقعة على الطريق الرئيس للغوطة الشرقية، إلى جانب تمركزات "حزب الله" بمحيط مطار مرج السلطان العسكري، وأسفرت عن مقتل 25 مواليا.

الجبهة الجنوبية

وفي درعا، أكد القيادي في المجلس العسكري العميد عبدالهادي الساري، أن "الحالة المعنوية" لقوات النظام "مزرية"، موضحا أن "انتصارات جيش الفتح في حلب، وفلاحه في كسر الحصار المفروض على أجزاء منها، ألحق هزيمة عسكرية ومعنوية بها".

وأوضح الساري، في تصريحات لصحيفة "اليوم" السعودية نشرت أمس، أنه" تزامناً مع تقدم الثوار في حلب ومدنها وقراها تبذل جهود على نطاق واسع لإحياء الجبهة الجنوبية"، التي أسست العام الماضي وتضم نحو 54 فصيلا سوريا قوامها 35 ألف مقاتل، يتوزعون على مناطق حوران والقنيطرة ودمشق وريفها.

وفي دير الزور، سقط عدد من القتلى والجرحى في قصف لطائرات التحالف الدولي لبئر نفط قرب مدينة الميادين، حيث كانت عشرات الشاحنات تنقل النفط، وفق عضو حملة "دير الزور تذبح بصمت" أحمد الرمضان.

قوات بريطانية خاصة تتقدم خطوط المواجهة
رصدت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، لأول مرة، وجود قوات بريطانية خاصة تقاتل في خطوط المواجهة الأمامية في سورية، للدفاع عن قاعدة لجيش سورية الجديد، وهو ما اعتبر دليلاً على المشاركة المباشرة للقوات الخاصة البريطانية، وعدم اقتصار مهامها على تدريب مسلحي المعارضة فقط.

ونشرت "بي بي سي" صورا حصرية تظهر عدداً من القوات البريطانية الخاصة على متن 4 سيارات عسكرية مجهزة بالسلاح، مبينة أن الصور تم اتخاذها على الفور بعد هجوم لعناصر "داعش" في جنوب شرق قاعدة التنف.

ورغم التوضيح الذي قدمته الإذاعة البريطانية عن دور القوات الدفاعي، فإنها ظهرت مزودة بترسانة من المعدات، بما في ذلك بنادق القناصة والرشاشات الثقيلة والصواريخ المضادة للدبابات ومركبات مخصصة للأماكن ذات التضاريس القاسية والمفضلة لدى القوات الخاصة البريطانية.

واعتبرت صحيفة تليغراف، أن "الصور التي التقطت في يونيو الماضي تمثل أول أدلة مباشرة على تورط القوات البريطانية في سورية، بدلا من مجرد تدريب المعارضين في الأردن".

ووفق صحيفة "ذي تايمز"، فإن القوات البريطانية الخاصة تعبر الحدود بين سورية والأردن بشكل مستمر، لمساعدة وحدات جيش سورية الجديد، الذي يسيطر على قرية التنف الحدودية بعد طرد "داعش" منها.

ونقلت "التايمز" عن الملازم أول محمود الصالح الضابط المنشق عن القوات الخاصة السورية والعامل ضمن فصيل الجيش الجديد، أن "القوات البريطانية ساعدت فصيله المكون من القوات السورية الخاصة، ويدافع عن قرية التنف ومعبرها الحدودي مع العراق الذي سيطرت عليه في مايو الماضي".

«جيش الإسلام» يعلن استراتيجية جديدة في الغوطة و«الجبهة الجنوبية» تتوعد النظام بهزيمة مدوية
back to top