تصرف اضطراري صحيح وخطأ في التعبير
المطلوب هو الحديث بصراحة، والصراحة هنا تعني أننا نمر بأزمة كبيرة ينبغي أن يعرفها الناس، وينبغي أن يعرفوا أبعادها وتأثيراتها والمدى الزمني لها، ومع إعلامهم بأبعادها يجب أن نشرح لهم كيف ستتعامل الدولة معها، والأسلوب المتبع في الحل، والوسائل المستخدمة، والإمكانات المتاحة بصراحة دون تطبيل أو تهليل.
![عبداللطيف المناوي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1459078147207955600/1459078157000/1280x960.jpg)
وكان الخطأ هنا الذي قصدته، هو ذلك الترويج والتهليل للجوء إلى التفاوض مع صندوق النقد الدولي، والتعامل مع هذا اللجوء باعتباره انتصاراً اقتصادياً، إذاً فالقرار صحيح والترويج للقرار خاطئ.انخفض سعر الدولار في السوق السوداء، بعد اتخاذ هذا القرار، والإعلان عنه، وهنا أيضاً الخطأ الآخر في التعامل مع هذه القضية تحديداً باعتبارها انتصاراً، عندما تحدثت بعض وسائل الإعلام عن انهيار "الأخضر" في مواجهة الجنيه المصري، وكان الانهيار المزعوم هو انخفاض عن أعلى سعر وصل إليه الدولار مقابل الجنيه، مع أن هذا السعر يرتفع عن السعر الرسمي للجنيه بنسبة تتجاوز 30 في المئة.المسألة ببساطة، هي أن المطلوب هو الحديث بصراحة، والصراحة هنا تعني أننا نمر بأزمة كبيرة ينبغي أن يعرفها الناس، وينبغي أن يعرفوا أبعادها وتأثيراتها والمدى الزمني لها، ومع إعلام الناس بأبعادها يجب أن نشرح لهم كيف ستتعامل الدولة معها، والأسلوب المتبع في الحل، والوسائل المستخدمة، والإمكانات المتاحة بصراحة دون تطبيل أو تهليل، ويجب أن يخبر الناس بذلك خبراء متخصصون يعون حقيقة الموقف، وخبراء يتحدثون عن الحلول التي يجب أن يعرفها الناس، وأن يتم ذلك من خلال أساليب علمية في التواصل مع الجماهير، وإيصال الرسالة، حتى يمكن أن تتحول هذه الأزمة من عائق محبط إلى دافع وطلقة عمل. ملحوظة أخيرة في هذا الإطار: ليس من المفهوم أن يقود عربة واحدة حصانان مختلفان متناقضان في التوجه والتفكير، بل يكادان أن يكونا متخاصمين، وأنا هنا أقصد عربة الاقتصاد المصري، أما الحصانان فلكم التخمين.