بعد أيام من دعوة طرفي الانقلاب في اليمن إلى عقد اجتماع لمجلس النواب عقب تعليق مشاورات السلام التي عقدت بالكويت دون التوصل إلى أي نتيجة تذكر، توعد وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي كل من يستجيب لتلك الدعوة من النواب، معتبرا أن تلك الخطوة تمثل نسفاً لمسار الحل السلمي.وقال المخلافي في مؤتمر صحافي عقده أمس بالعاصمة السعودية (الرياض)، إن دعوة مجلس النواب للانعقاد في هذا الوقت تعد انتهاكا للدستور، وللسلم الاجتماعي، ويتحمل من دعا إليه المسؤولية عما سينتج عنه، وكل من سيحضره يتحمل التبعات القانونية.
وأكد أن إعلان "المجلس السياسي" من قبل جماعة "أنصار الله" وحلفاء الرئيس السابق علي صالح عرقل التوصل إلى حل سلمي، وأن إعلانه باطل دستوريا، ولا مشروعية له.
تحرير واعتراف
وثمَّن المخلافي دور التحالف العربي، بقيادة السعودية، ووقوفهم إلى جانب الشعب اليمني. وشدد على أن تحرير المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات المتمردية واستعادة مؤسسات الدولة أمر لا محالة منه.وأضاف وزير الخارجية أن جميع دول العالم لا تعترف بالانقلاب. وتابع: "حتى الحكومة السورية أكدت في اتصال لوزير خارجيتها، أن السفير الذي عينته الميليشيات لا يمثل اليمن ولم يستقبل كسفير أو ممثل لليمن".ولفت إلى أن الحكومة اليمنية لا تزال تؤيد حل الأزمة، من خلال المفاوضات، وتدعم جهود الأمم المتحدة "إذا كان هناك استعداد مسبق لدى الانقلابيين للتوصل إلى اتفاق"، مؤكداً أن خيار الحرب ليس خيار الحكومة الشرعية والرئيس عبد ربه منصور هادي.انتزاع شرعية
وكان الحوثيون والرئيس السابق أعلنوا تشكيل "مجلس سياسي" يتكون من 10 أعضاء مناصفة، وقالوا إنه يهدف إلى "إدارة شؤون الدولة، سياسياً وعسكرياً وأمنياً واقتصادياً وإدارياً واجتماعياً.وأفادت مصادر في العاصمة (صنعاء)، بأن الميليشيات ترتب لعقد جلسة مجلس النواب، السبت المقبل، بهدف انتزاع شرعية لمجلسهم السياسي الذي أعلنوا تشكيله وتسبب في عرقلة مشاورات الكويت، وقوبل بانتقادات إقليمية ودولية واسعة.جدير بالذكر، أنه في حال عقد البرلمان، المؤلف من 301 عضو، جلساته، فإن نواب المحافظات الجنوبية الخاضعة لسيطرة الحكومة والأحزاب المؤيدة للرئيس هادي، إضافة إلى ثلث نواب حزب "المؤتمر" المؤيدة للشرعية لن يحضروا، ما يؤكد أن أي قرار يتخذه المجلس لا يتوافر له النصاب القانوني.معارك وغارات
في غضون ذلك، نفذ التحالف بقيادة السعودية، أمس، غارات مكثفة في مناطق يمنية عدة ضد المتمردين، وسط تصاعد حدة المواجهات، في وقت تحدثت مصادر عن وصول نائب الرئيس اليمني الفريق علي محسن الأحمر إلى منطقة شرورة الحدودية، قادما من الرياض، لإدارة المعارك باتجاه صنعاء.وقالت مصادر عسكرية يمنية، إن معارك عنيفة تدور منذ أمس الأول على جبهات عدة، ولاسيما في محافظة تعز، حيث تحاول القوات الحكومية طرد المتمردين من ريفها وفك الطوق الذي يفرضونه على مدينة تعز منذ أشهر، وفي مديرية نهم شمال شرق صنعاء، حيث تحاول القوات الحكومية التقدم باتجاه العاصمة التي يسيطر عليها المتمردون منذ سبتمبر 2014.الطريق لصنعاء
وأفادت مصادر قبلية بأن طيران التحالف الداعم للرئيس هادي، استهدف معاقل للحوثيين والقوات الموالية لصالح في محافظة صعدة. كما دارت معارك بين الطرفين في حرض بمحافظة حجة الحدودية مع السعودية.وواصلت قوات الجيش والمقاومة الشعبية، وبمساندة من قوات التحالف، تقدمها باتجاه صنعاء، والسيطرة على عدد من المواقع بمديرية نهم على تخوم العاصمة.وقال مصدر عسكري إن "قوات الجيش والمقاومة استكملت تحرير منطقة الحول بشكل كامل، بعد معارك عنيفة مع الميليشيات عصر أمس الأول، وتم تطهير جبل القتب الاستراتيجي المطل على خط امداد الميليشيات الانقلابية المتمركزة في جبل المدفون، وتمكنت القوات من قطع إحدى طرق إمداد الميليشيات، واقتربت من الطريق الرئيسي الرابط بين محافظتي صنعاء ومأرب".اعتراض سعودي
وعند الحدود السعودية - اليمنية، أعلنت قيادة التحالف في بيان أمس، أن "قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي اعترضت صاروخين بالستيين تم إطلاقهما من الأراضي اليمنية باتجاه مدينتي أبها وخميس مشيط" بجنوب المملكة.وأضافت أن طيران التحالف قام "باستهداف مواقع إطلاق الصاروخين في ضواحي محافظة عمران" بشمال اليمن.وأفادت وكالة انباء "سبأ" التابعة للمتمردين عن إطلاق صاروخ باتجاه قاعدة خميس مشيط في جنوب السعودية، مشيرة إلى أنه "حقق هدفه بدقة". ولم تتحدث الوكالة عن إطلاق صاروخ ثانٍ.تجميد وتعيين
إلى ذلك، أكدت تقارير أميركية نشرت أمس، أن رئيس الحكومة اليمنية أحمد عبيد بن دغر طالب صندوق النقد الدولي بتجميد أرصدة البنك المركزي اليمني الخاضع لسيطرة الحوثيين، ورفض اعتماد توقيع محافظه محمد عوض بن همام.في هذه الأثناء، أصدر "المجلس السياسي" التابع للحوثيين وصالح توجيهات بتكليف شخصيات جديدة لإدارة صنعاء. ونقلت شبكة صوت الحرية عن مصادر وصفتها بالمحلية، أن المجلس كلف القيادي الحوثي علي العماد إدارة أمانة العاصمة، خلفا لعبدالقادر هلال.كما كلف القيادي الميداني في الميليشيات الحوثية أبوعلي الحاكم قيادة جبهات المعارك بصنعاء. وطالب المجلس مشائخ صنعاء بـ"تحمل مسؤوليتهم بالدفاع عن العاصمة".في السياق، بحث وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية أنور بن محمد قرقاش مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أمس، تطورات الوضع اليمني.وتناول اللقاء، الذي عقد بمقر وزارة الخارجية الإماراتية، آفاق الحل السياسي المستند إلى المبادرة الخليجية وآلياتها، وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، خصوصاً القرار 2216، إلى جانب اجتماعات الأطراف اليمنية في دولة الكويت.