بعد مرور 10 أيام على إعلان وزارة الدفاع الأميركية بدء حملة قصف جوي بطلب من حكومة الوفاق الوطني الليبية، قدم جنود من الوحدات الخاصة الأميركية للمرة الاولى إسنادا مباشرا للقوات الليبية في مواجهة تنظيم داعش في معقله بمدينة سرت شرق طرابلس.

ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» أمس عن مسؤولين أميركيين، طلبوا عدم كشف أسمائهم، أن جنود الوحدات الخاصة يعملون انطلاقا من مركز عمليات مشترك في أطراف المدينة الساحلية الواقعة على بعد 450 كلم شرق طرابلس، ويسيطر عليها التنظيم منذ يونيو 2015.

Ad

وبحسب الصحيفة، فإن الجنود الأميركيين يعملون بالتنسيق مع نظرائهم البريطانيين على تحديد مواقع للضربات الجوية، ويزودون شركاءهم بالمعلومات الاستخبارية.

مجموعات صغيرة

ولم يعلق «البنتاغون» مباشرة على هذه المعلومات، لكنه تحدث في الماضي عن وجود مجموعات عسكرية أميركية صغيرة في ليبيا، بهدف جمع معلومات استخبارية.

وقالت الناطقة باسم «البنتاغون» هنرييتا ليفين، في بيان، إن «الولايات المتحدة تقدم قدرات فريدة، وخصوصا استخبارات ومراقبة واستطلاع وضربات دقيقة ستساعد القوات الموالية لحكومة الوفاق على تحقيق تقدم حاسم واستراتيجي».

وأضافت أن «عددا صغيرا من القوات الأميركية يتوجه إلى ليبيا باستمرار لتبادل المعلومات مع القوات المحلية، وبذلك نعزز القتال ضد تنظيم الدولة وغيره من المنظمات الإرهابية».

عمليات مشتركة

وذكرت وزارة الدفاع أن الحكومة الليبية أقامت غرف عمليات مشتركة، لكنها أكدت في الوقت نفسه أن هذه المراكز بعيدة عن خطوط الجبهة.

ونقلت الصحيفة عن ضباط موالين للحكومة الليبية وعن مسؤولين أمنيين غربيين أن جنودا أميركيين وبريطانيين يرتدون الزي العسكري المرقط وسترات واقية من الرصاص شوهدوا مرات عديدة في سرت.

في منتصف يوليو اضطرت فرنسا إلى الاعتراف بوجود عسكري لها في ليبيا مع مقتل ثلاثة من جنودها في تحطم مروحية بالشرق الليبي.

وفي تطور لافت، أعلنت قوات حكومة الوفاق، مساء أمس، سيطرتها على مجمع جامعة سرت، المقر المركزي لـ«داعش» في المدينة الساحلية. لكنها فقدت طائرة حربية في المدينة.

وبينما قال المتحدث باسم القوات الحكومية، رضا عيسى، إنه ليس واضحاً بعد كيفية تحطم الطائرة، تبنت وكالة «أعماق» التابعة للتنظيم إسقاطها ومقتل قائدها.

القوات الأجنبية

وفي مقابلة مع صحيفة «كورييري ديلا سيرا» الايطالية نشرت أمس، أعلن رئيس الوزراء الليبي فايز السراج أن بلاده ليست بحاجة لقوات أجنبية على الأراضي لمساعدتها ضد «داعش».

وأكد السراج أن حكومته «طالبت فقط بضربات جوية أميركية جراحية جدا ومحدودة في الزمن والمكان، ودائما بالتعاون معنا»، مضيفا أنه «بإمكان جنودنا إنجاز المهمة وحدهم بعد الحصول على الغطاء الجوي».

«داعش» والهجرة

وحذر السراج من «خطورة داعش الذي يمكن أن يستخدم كل الوسائل لإرسال عناصره إلى إيطاليا وأوروبا»، مشيرا إلى أنه «لن يفاجأ اذا علم بأن مقاتلين من التنظيم اندسوا بين المهاجرين على الزوارق» المتجهة الى الشواطئ الإيطالية. وتشن قوات حكومة الوفاق الوطني حملة عسكرية منذ 12 مايو لاستعادة السيطرة على مدينة سرت الواقعة على البحر المتوسط، وتقوم الطائرات الأميركية بدعمها عبر ضرب مواقع للتنظيم منذ الأول من أغسطس.

السيطرة على النفط

في غضون ذلك، طالبت ألمانيا وإسبانيا والولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا والمملكة المتحدة، في إعلان مشترك، بأن تعود السلطة على كل المنشآت النفطية «دون شروط مسبقة ولا تحفظات ولا تأخير الى ايدي السلطات الوطنية الشرعية»، داعية «كل الأطراف الى الامتناع عن القيام بأي عمل عدائي، وتجنب أي عمل يمكن أن يضر بالمنشآت النفطية في ليبيا او يعرقل عملها».

وأعربت عن «قلقها إزاء التوتر المتصاعد قرب مرفأ الزويتينة النفطي»، حيث أهم البنى التحتية النفطية على الشاطئ الشرقي للبلاد على بعد نحو 80 كلم جنوب غرب مدينة بنغازي.

وهددت القوات الموالية للواء خليفة حفتر المتمركزة في شرق ليبيا، والمعارضة لحكومة الوفاق الوطني، بالتدخل في الزويتينة ضد حرس المنشآت النفطية في هذا المرفأ، و«ضرب» ناقلات النفط التي تتعامل مع سلطات طرابلس، وحشدت عشرات الآليات في مدينة أجدابيا (900 كلم شرق طرابلس) قرب الزويتينة، ما أثار مخاوف من نشوب معارك.