نجاد قلق على أوباما وروحاني أفشل مخططاته

قام الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد بكتابة رسالة إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما مليئة بالنصائح، وأن من مصلحته الإفراج عن ملياري دولار من الأموال الإيرانية المحتجزة في الولايات المتحدة.

وكان الكونغرس الأميركي قد صوّت على قرار يفسح المجال أمام المحاكم الأميركية مصادرة أموال إيران (وباقي الدول) المحتجزة في الولايات المتحدة، لمصلحة أميركيين تضرروا من عمليات إرهابية ضدهم من قبل المنظمات المدعومة من إيران، في حين حكمت محكمة في الولايات المتحدة بمصادرة ملياري دولار من أموال إيران المجمدة بشكل سندات خزينة في المصارف الأميركية لمصلحة ذوي جنود أميركيين قتلوا في حادث تفجير السفارة الأميركية في بيروت عام 1983.

وألقت حكومة الرئيس حسن روحاني باللائمة على حكومة أحمدي نجاد لشرائها سندات الخزينة هذه، وإيداعها الولايات المتحدة في حين كان بإمكانها نقل الأموال إلى إيران قبل العقوبات، التي كانت متوقعة.

وانقسم الإعلام والشارع الإيراني بين مؤيد ومعارض لتصرف أحمدي نجاد، المعروف بتصرفاته العشوائية المدروسة، حيث إن المتابع للشروط السياسية الداخلية الإيرانية، يعلم أن من المستحيل على أي شخص عادي في إيران أن يقوم بهكذا تصرف دون التنسيق مع الجهات المعنية، ولا يتم اعتقاله على الفور.

وقال أحد كبار مستشاري الرئيس السابق «للجريدة»، لم يشأ ذكر اسمه، إن أول رسالة تمت كتابتها من قبل رئيس جمهورية إيراني إلى رئيس جمهورية أميركي رسمياً كانت رسالة أحمدي نجاد إلى جورج بوش منذ نحو عشر سنوات، وكانت من عشرين صفحة مليئة بالنصائح.

ووقتها، قام العديد بالنظر إلى هذه الرسالة بسخرية، لكن الرسالة الأصلية وصلت إلى الأميركان، ومفادها بأن إيران مستعدة للارتباط المباشر. وتوالت الرسائل السرية والعلنية بين إيران والولايات المتحدة، حتى أعلن أحمدي نجاد أنه مستعد لمباحثة أوباما في نيويورك في أي مكان يريده، وأمام وسائل الإعلام والجمهور. حينها أيضاً واجه كلام الرئيس السابق السخرية من قبل العديد، لكن الرسالة وصلت إلى الأميركان، «وكانت أننا (الإيرانيون) مستعدون للمفاوضات المباشرة».

وأضاف المستشار: «في الواقع أن المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة، قد تمت في عمان وجنيف ولندن أيام حكم أحمدي نجاد، ووصل الطرفان إلى نتيجة ترضي الطرفين، لكن مراكز القوى في إيران عارضت بشدة توقيع الاتفاق من قبل أحمدي نجاد، وحتى هجموا على السفارة البريطانية في طهران لافشال هذه المفاوضات، إذ إن التوقيع على الاتفاق مع الولايات المتحدة كان يمكن أن يضع أحمدي نجاد في موقع قوة لا يمكن التصدي لها خصوصاً إبان الانتخابات الرئاسية، لهذا ماطلوا حتى يأتي الرئيس الجديد.

وأضاف المستشار، أن أحمدي نجاد كان مصراً على توقيع الاتفاق مع الولايات المتحدة مباشرة إذ إنه كان يعتبرها العراب، ويعتبر أن الدول الباقية في الـ 5+1 تدور في فلك العراب، لكن بعد إتمام دورة رئاسة جمهوريته بات الاتجاه في إيران، هو التوقيع على الاتفاق مع «السداسية».

وحسب مستشار الرئيس السابق، فإن روحاني أفشل جميع جهود أحمدي نجاد للوصول إلى اتفاق يرضي إيران، لهذا يجب أن يعود أحمدي نجاد كي يرّجع القطار إلى سكته الصحيحة.

وأكد هذا المصدر أن احمدي نجاد سيرشح نفسه أو أحد المقربين اليه لانتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة وانه متاكد من إمكانية فوزه في الانتخابات، إذ إن الشعب تعب من وعود روحاني، وهذه الرسالة لها دلالات يفهمها الأميركيون أنفسهم، كما فهموا الرسائل السابقة لأحمدي نجاد.

وكان أحمدي نبدأ حمله الانتخابية فعلياً منذ أكثر من ستة أشهر أي حوالي العام من الوقت القانوني لترشح المرشحين أو الاذن ببدء الحملة الانتخابية، مما يشير إلى أنه مطمئن من الاذن له بالترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة، واستطاع أحمدي نجاد تحويل جميع خطاباته إلى عروض انتخابية كبيرة في المدن والقرى المختلفة، مما أثار حفيظة الإصلاحيين ومؤيدي الرئيس روحاني، حيث إنه لا يسمح لهم حتى بإجراء اجتماع صغير في المدن النائية.

وحسب القوانين الإيرانية، فان أي شخص يقوم بإقامة حملة انتخابية قبل تاييد ترشحه للانتخابات من قبل مجلس صيانة الدستور يتم إقصاؤه من الانتخابات.