«البوابة الغربية» تزيد المخاوف من تسلل إرهابيين
أدى التوتر الزائد بين الأطراف المتنازعة في ليبيا إلى ارتفاع وتيرة المخاوف من عودة العمليات الإرهابية إلى الأراضي المصرية، عبر تسلل عناصر إرهابية من الحدود المشتركة بين مصر وليبيا، في ضوء سيطرة تنظيم «داعش» الإرهابي على عدة مدن ليبية، وسط معارك يخوضها الجيش الليبي خلال الأيام الماضية مع عناصر التنظيم المسلح في مدينة «سرت» على ساحل البحر المتوسط.إلى ذلك، كشف مصدر مصري رفيع المستوى لـ»الجريدة» أمس، أن مصر رفضت الاستجابة لضغوط غربية وأميركية، للمشاركة في توجيه ضربات جوية لتنظيم «داعش» في ليبيا، علماً بأنها من أكبر المتضررين من سوء الوضع الأمني في ليبيا «البوابة الغربية للحدود المصرية»، فمازال مسلسل خطف العمال المصريين مستمراً، حيث تم اختطاف 23 عاملاً مصرياً الأحد الماضي على يد مسلحين في ميناء «البريقة» الليبي.ويتعرض الجيش المصري من آن لآخر لهجمات إرهابية عند الحدود الغربية المتاخمة لليبيا، آخرها استهداف دورية تابعة لقوات حرس الحدود بمنطقة الفرافرة يوليو الماضي، ما أسفر عن مقتل 6 من قوات الجيش.
ويعكس القلق المصري ما قامت به الحكومة المصرية من تكثيف جهودها للتوصل إلى حل للأزمة الليبية، حيث استقبل وزير الخارجية سامح شكري الأحد الماضي، 40 نائباً في البرلمان الليبي، كما استقبل أمس الأول، نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي أحمد معيتيق، لتقريب وجهات النظر بين الأطراف الليبية.وصرح عضو الوفد الليبي ورئيس مجلس إدارة اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة الليبي محمد الرعيض، بأنه تم التأكيد خلال اللقاء أن البرلمان هو الجسم الرئيسي التشريعي لحلحلة كل المشاكل الليبية، وبالتالي سيتم قريباً، بمساعدة مصر، عقد جلسة للبرلمان، حتى يستطيع منح الثقة للحكومة الليبية أو يرفضها.من جانبه، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبوزيد، إن شكري أكد خلال اللقاء وحدة المصير والتحديات المشتركة التي يواجهها البلدان، لاسيما في ظل تصاعد خطر الإرهاب، مؤكداً أن أمن ليبيا يرتبط عضوياً بالأمن القومي المصري.من جانبه، وبينما حذَّر خبير مكافحة الإرهاب الدولي، اللواء رضا يعقوب، من خطورة استمرار الحظر الدولي المفروض على تسليح الجيش الليبي، أكد مساعد وزير الخارجية الأسبق، أحمد القويسني، أن ما يحدث حالياً في ليبيا من تفاقم الأوضاع الأمنية، يمثل خطراً داهماً على الأمن القومي المصري، مطالباً بضرورة مراقبة عناصر تنظيم «داعش» ومصادر تمويله، لاسيما بعدما أعلن تنظيم «أجناد الأرض» في سيناء ولاءه لـ»داعش».