في وقت لم تهدأ جذوة الجدل النيابي - الحكومي بشأن قرار مجلس الوزراء بزيادة أسعار البنزين، وتصميمه على تطبيقه في موعده، ظهرت على الساحة أمس بوادر تأزيم جديد بين السلطتين، بإعلان النائب عبدالله المعيوف عزمه تقديم استجواب لوزير الصحة د. علي العبيدي «إذا تم التعاقد مع شركات لإدارة مستشفيي الجهراء والفروانية».

وخاطب المعيوف وزيرَ الصحة، في تصريح له، بالقول: «أشتم رائحة فساد في الوزارة، وأرجو أن توقفه، وإلا فستكون منصة الاستجواب جاهزة»، مشيراً إلى أن المستشفيين متهالكان، «فكيف تجهز لتوقيع عقد بـ150 مليون دينار لكل منهما، في الوقت الذي تصرح بأنك لا تستطيع توفير ميزانية علاج المرضى بالخارج؟».

Ad

وبينما طالبه بتعديل سلوكه، وتصحيح الأوضاع، «وإلا فإن استجوابك هذه المرة سيطيح بك»، أوضح المعيوف أنه تلقى اتصالات عدة من المرضى الكويتيين في الخارج يشتكون تأخير الوزارة في صرف مستحقاتهم، مستغرباً «كيف وافقت يا وزير الصحة على ذهاب المواطنين للعلاج بالخارج، وأنت لا تملك الميزانية الكافية؟».

ومن جهة أخرى، أكد رئيس لجنة الأولويات البرلمانية النائب د. يوسف الزلزلة، أن الحكومة تتخبط في قضية دعم المواطنين بخصوص البنزين، مشدداً على أنها «ملزمة بتطبيق الاتفاق مع اللجنة المالية البرلمانية، بشأن وجوب استمرار تقديم الدعم».

وقال الزلزلة، في تصريح أمس، إن توجه الحكومة لرفع الدعم ستكون له عواقب وخيمة على مستقبل العلاقة بين السلطتين، آملا أن «تعي جدية النواب في هذا الأمر».

واعتبر النائب د. عبدالرحمن الجيران أن بيان رئيس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك حول اتجاه الحكومة نحو القرارات غير الشعبية صائب.

وبينما قال الجيران لـ«الجريدة»: «إن كلام المبارك تأكيد لهيبة الدولة، وتعزيز ثقة المواطن بالحكومة، ويعكس جدّيتها بالبدء في برامج الإصلاح الاقتصادي»، رأى، في تصريح آخر له، أن رفع الدعم عن البنزين، وربطه بالأسعار العالمية في غاية الخطورة، وسيؤديان إلى زيادة التضخم.