روسيا تفشل في فرض الهدنة بحلب وتنفذ مجزرة بالرقة

● الأمم المتحدة تريد وقف إطلاق النار 48 ساعة
● كرّ وفرّ بالراموسة ومقتل العشرات بينهم قائد «المجاهدين»
● الأحياء الشرقية تتنفس الصعداء وأطباؤها يحذرون أوبام
● «أمن الدوما»: «سي آي إيه» تخطط لاغتيال روس

نشر في 12-08-2016
آخر تحديث 12-08-2016 | 00:05
سوريان أصيبا في قصف الغاز على حي الزبدية يتلقيان العلاج في مستشفى القدس أمس  (رويترز)
سوريان أصيبا في قصف الغاز على حي الزبدية يتلقيان العلاج في مستشفى القدس أمس (رويترز)
لليوم الثاني عشر على التوالي، تواصل القتال العنيف في حلب رغم دخول وقف يومي لإطلاق النار مدة ثلاث ساعات حيز التنفيذ، حددته موسكو بدءاً من العاشرة صباحاً حتى الواحدة ظهراً، بهدف تيسير توصيل المساعدات إلى الأحياء المتضررة، تزامناً مع قيام سلاحها الجوي بتنفيذ مجزرة في مدينة الرقة معقل تنظيم «داعش».
استمر القتال المحتدم في حلب منذ بدء فصائل المعارضة هجومها الواسع لفك الحصار عن الأحياء الشرقية يوم الأحد قبل الماضي، رغم مرور موعد وقف لإطلاق النار لمدة ثلاث ساعات يومياً أعلنته روسيا اعتباراً من العاشرة صباح أمس حتى الواحدة ظهراً بهدف تيسير توصيل المساعدات.

ونفى المتحدث باسم «جماعة جيش الأنصار» محمد رشيد سريان وقف إطلاق النار، مشيراً إلى أن قوات النظام حاولت صباحاً التقدم باتجاه منطقة الراموسة وسط تصعيد كبير من جانب الطائرات الحربية الروسية.

وإذ أكد المتحدث باسم حركة «نور الدين زنكي» أن القتال ما زال مستمراً، أفاد شاهد من حلب قريب من خط المواجهة بين القطاع الشرقي تحت سيطرة المعارضة والغربي الموالي للنظام باستمرار القتال بعد الساعة العاشرة والنصف صباحاً.

وأفاد التلفزيون السوري أمس، بأن الجيش أحرز تقدماً ليل الأربعاء- الخميس تحت غطاء جوي باتجاه مواقع بالقرب من مناطق استولى عليها المعارضون الأسبوع الماضي.

فشل الهجوم

لكن تحالف «جيش الفتح» و»غرفة عمليات فتح حلب» أوضحا في بيان مشترك، أن الفصائل تصدت لمحاولة التقدم نحو حي الراموسة ومشروع 1070 واستعادت مبنى البلدية والكازية العسكرية والكراجات، كما صدت محاولة للمليشيات الموالية للأسد، التقدم على أطراف منطقة الدباغات. وإذ أسفرت المواجهات الدامية عن مقتل أكثر من 60 عنصراً من النظام بينهم ضباط، وتدمير دباباتين في معمل الأسمنت بصواريخ موجهة، خسر «جيش المجاهدين» قائده العسكري يوسف زوعة.

غاز الكلور

وفي تطور خطير، قتل 4 مدنيين وعانى العشرات صعوبات في التنفس جراء قصف بغاز الكلور استهدف مساء أمس الأول حي الزبدية بحلب.

وقال مدير مستشفى القدس حمزة الخطيب، إن المستشفى سجل أربع وفيات ناجمة عن التسمم بالغاز و55 إصابة. وما زال سبعة أشخاص يتلقون العلاج، مبيناً أنه يحتفظ بقطع من ملابس المصابين وشظايا من البراميل المتفجرة كدليل يمكن الاستعانة به للفحص والتحليل.

الحل العسكري

وفي مؤتمر صحافي حول الأوضاع الإنسانية، شدد المبعوث الأممي ستيفان ديميستورا، على أن «الحل العسكري لن يحل الأمر في سورية أو حلب»، مؤكداً عزمه استئناف مفاوضات السلام نهاية هذا الشهر. واعتبر ديميستورا، أن «المدنيين من جهتي النزاع في حلب يتعرضون للخطر جراء الحصار والمعارك العسكرية»، معتبراً أن»الهدنة الروسية لمدة 3 ساعات يومياً غير كافية لإيصال المساعدات والمنظمة تحتاج 48 على الأقل».

إدخال المساعدات

وحذر مستشار مبعوث الأمم المتحدة يان إيغلاند، من أن «الأوضاع الإنسانية في سورية، لا يمكن أن تكون أخطر مما هي عليه الآن»، مؤكداً أنه «حتى الآن لم نحصل على تصريح لإدخال المساعدات للمناطق المحاصرة».

وأكد إيغلاند، «أننا نحتاج هدنة مدتها 48 ساعة لإدخال كميات كبيرة من المساعدات، وروسيا أبدت استعدادها لمناقشة برنامج إغاثي في حلب»، لافتاً إلى أنه «نريد استخدام طريق الكاستيلو لنصل إلى شرق المدينة».

الأحياء الشرقية

وللمرة الأولى منذ قرابة شهر امتلأت أسواق الأحياء الشرقية بالخضار والدواجن والسجائر بعد أن حققت الفصائل تقدماً مكنها من فتح الطريق أمام السيارات المحملة بالبضائع والوقود. وظلت متاجر أحياء المعارضة فارغة من البضائع عدة أسابيع بعد محاصرتها من قبل القوات الحكومية، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار ونقص في الطعام والمؤن.

نداء لأوباما

وفي رسالة مؤثرة إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما، اتهم أطباء سوريون من القلة المتبقية في الأحياء الشرقية لحلب إدارته بالتقاعس في مواجهة العنف والمآسي في المدينة، وحذروا من تداعيات مأساوية لإعادة فرض قوات النظام الحصار عليها.

وقالت الرسالة الموقعة من 15 طبيباً من أصل 35، إن واشنطن لم تقم بـ»أي جهد لرفع الحصار أو حتى استخدام نفوذها لدفع الأطراف إلى حماية المدنيين»، مضيفة: «لسنا في حاجة إلى ذرف الدموع أو التعاطف أو حتى الصلوات، نريد أن تتحركوا. فما أن يتم فتح شريان حياة حقيقي الى حلب، حتى تحاصرنا قوات النظام مجدداً، ويفتك الجوع، وتجف مستلزمات المستشفيات تماماً». وأكد الأطباء أن «أكثر ما يؤلمنا، أن نجبر على اختيار من سيعيش ومن سيموت»، مضيفين: «يحضرون لنا أحياناً أطفالاً صغاراً الى غرف الطوارئ، مصابين باصابات بليغة، فيتعين علينا أن نبدّي عليهم من لديه فرص أفضل للنجاة».

قصف الرقة

وفي الرقة، قتل أمس، ثلاثون شخصاً بينهم 24 مدنياً على الأقل وأصيب سبعون آخرون، 15 منهم يعانون جروحاً بليغة وبتر أطرافهم، في قصف جوي روسي عنيف، أوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان، أنه استهدف مواقع لتنظيم «داعش» موجودة في مناطق مدنية، بينها محيط مبنى أمن الدولة في وسط المدينة ومحطة للمياه شمالها.

وأكدت وزارة الدفاع الروسية تدمير مصنع للأسلحة الكيميائية ومخيم تدريب للجهاديين، ومقتل «عدد كبير» من القتلى في صفوف «داعش»، موضحة أن ست قاذفات من طراز توبوليف انطلقت من قاعدة عسكرية في روسيا ونفذت هذه الضربات.

الاستخبارات الأميركية

وفي تطور لافت، اتهمت رئيسة لجنة شؤون الأمن ومكافحة الفساد في مجلس الدوما إيرينا ياروفايا أمس وكالة الاستخبارات الأميركية «سي آي ايه» بالسعي إلى تنفيذ عمليات اغتيال تستهدف القوات الروسية والإيرانية في سورية.

وذكرت ياروفايا، أن نائب رئيس وكالة الاستخبارات السابق مايكل موريل، الذي دعا إلى قتل الروس والايرانيين في سورية، اعترف بإمكانية قيام قوات أميركية متخفّية بأقنعة إرهابيين بالاغتيالات سرًّا من أجل تنفيذ مُخطّطاتها المُدمّرة، ويكون بذلك قد سرّب جزءاً من المعلومات السرية جداً من الخطة الحالية لـ»سي آي ايه».

جبهة منبج

وعلى جبهة أخرى، أعلنت «وحدات حماية الشعب» الكردي أمس، مقتل الأميركي جوردان ماكتغارتن في المواجهات الدائرة مع «داعش» في مدينة منبج ومحيطها بريف حلب الشرقي.

وبذلك يكون جوان ثاني أميركي يقتل في منبج بعد أن نعت وسائل إعلام كردية أخيراً مواطنه ليفي جوناثان شيرلي، بالإضافة إلى البريطاني ديان كارل في 21 يوليو الماضي والسلوفاني مارتن كرودان في 27 من الشهر الماضي.

وفاة 4 وإصابة 55 في قصف بالغاز ومقتل ثاني أميركي في منبج
back to top