وجّه مقاتلو المعارضة السورية ضربة لآمال الرئيس بشار الأسد باستخدام القوة الجوية الروسية لاستعادة مدينة حلب ثاني أكبر مدن سورية وعاصمتها الاقتصادية السابقة والإسراع بإنهاء الصراع المستمر منذ خمسة أعوام بكسرهم حصاراً للحكومة عليها. وفتح التقدم المفاجئ لمقاتلين من غرب سورية إلى مجمع عسكري في جنوب غرب حلب يوم السبت ممراً إلى المدينة، ليكسروا بذلك حصاراً مضروباً منذ أسابيع، ويوفروا قاعدة انطلاق لهجمات جديدة على المناطق، التي تسيطر عليها الحكومة.

وأظهرت الجماعات المختلفة التي تقاتل النظام وحدة نادرة في حين وجهت أيضاً ضربة للأسد وموسكو وحلفائهما المدعومين من إيران، الذين أسهموا بشدة في انتصار بالمدينة التي كانت أكثر المدن السورية سكاناً قبل الحرب.

Ad

وقال العميد أمين حطيط، وهو مؤيد للأسد في مقابلة بصحيفة الثورة السورية: «كان واضحاً أن معركة حلب ستكون المعركة الأقسى والأهم والأخطر والأطول في كل المعارك التي اندلعت».

وحلب مهمة ليس فقط بسبب حجمها، لكن أيضاً لموقعها القريب من تركيا وهي داعم قوي للجماعات المعارضة للأسد التي تعمل في المدينة. وبالإضافة إلى ذلك فإن المناطق التي تسيطر عليها المعارضة فيها هي المعقل الرئيسي لمعظم جماعات المعارضة خلافاً لتنظيم «داعش». وأعلنت وسائل الإعلام الحكومية أنها «أم المعارك»، في حين وصفتها ميليشيا «حزب الله» اللبنانية حليفة الأسد بـ«صراع وجودي». وتحدث مقاتلو المعارضة من جانبهم عن «معركة ملحمية لتحرير حلب» حاشدين الدعم بإشارتهم إلى محنة المدنيين المحاصرين في المدينة، التي تتعرض لغارات جوية تستهدف بانتظام المستشفيات والأسواق. وتشير حملة حلب، وهي حتى الآن أكبر هجوم منسق لجماعات المعارضة منذ بدء الصراع في 2011، إلى أنها عززت قدراتها على الرغم من تكبدها خسائر كبيرة منذ بدء الغارات الجوية الروسية ضدها قبل نحو عام. واقتحم ما يتراوح بين ستة آلاف وثمانية آلاف من مقاتلي المعارضة من جماعات مختلفة بعشرات الدبابات دفاعات الجيش التي تشبه الحصن في الراموسة في جنوب غرب حلب في بضعة أيام فقط، وقاد المفجرون الانتحاريون التقدم. بيد أن وحدة الجماعات المعارضة هذه المرة ولدت في الأغلب من رحم القلق من التقدم التدريجي للقوات الحكومية منذ دخلت روسيا الحرب.

وقال القائد العسكري في جماعة فتح حلب علاء الصقار: «اليوم كنا متفرقين متباعدين شوي وصرنا صف واحد. الهدف هو النظام ماعاد (ما عدا ذلك) فيش (لا توجد) مشكل (مشاكل) بيننا وما عاد (ما عدا) في حالة البعد والركون صار في عندنا عدو واحد ممكن يقضي علينا فصرنا كلنا يد واحدة».