6/6 : يا أمة ضحكت من جهلها الأمم

نشر في 12-08-2016
آخر تحديث 12-08-2016 | 00:19
 يوسف الجاسم بداية ننعى فقدنا للعالِم العربي الوحيد الذي شرَّفنا كعرب عالمياً، بنيله للمرة الأولى في تاريخنا جائزة نوبل في الكيمياء، وهو المرحوم، بإذن الله تعالى، د. أحمد زويل، الذي وضعنا على خريطة الاحترام الأممي.

مرصد الفتاوى التكفيرية التابع لدار الإفتاء المصرية تصدى مشكوراً للرد الحازم على تكفير مَن يُطلق على نفسه (الداعية) المصري وجدي غنيم، للعالم المصري الراحل المرحوم د. أحمد زويل، حيث لم يخجل غنيم في ممات القامة الإنسانية الكبيرة من الإفتاء في إحدى الفضائيات: "لا أقول إن زويل مشرك، لا بل هو كافر، ولا يجوز الترحُّم عليه".

وأكد المرصد في بيان له، أن التكفير دائماً وأبداً هو سلاح المتطرفين للنيل من خصومهم وتشويه صورتهم وتبرير الاعتداء عليهم واغتيالهم، جسدياً ومعنوياً، كما يُعد السبب الرئيسي والمباشر لمعظم عمليات القتل والتصفية التي تلاحق رموز ورؤوس العلم والفكر في المجتمع العربي وغيره، فتحقير المرحوم د. أحمد زويل واغتياله معنوياً بعد وفاته، وتشويه صورته، يتساوى في الجرم مع تكفير مفتي مصر السابق د. علي جمعة، ومحاولة اغتياله ومنعه من ممارسة رسالته في التنوير والتحديث وإيصال العلم الشرعي الوسطي المنضبط إلى المسلمين في داخل مصر وخارجها، ومن قبله أول الحائزين العرب على جائزة نوبل الأديب الكبير نجيب محفوظ، وتعرضه لمحاولة الاغتيال بسكين شاب من المخدرين بفتاوى القتل.

‎إن العالم اليوم أصبح أكثر وعياً بمخاطر التكفير والتفسيق واستخدام الدين في الصراعات والنيل من الخصوم، نظراً لما جرَّته لغة الإقصاء والتسفيه والتحريض واستخدام الدين في الصراعات الأيديولوجية من خراب ووبال على الأمتين العربية والإسلامية، ولما لحق بالكثير من الدول والمجتمعات العربية، التي قارب الكثير منها على الانهيار أمام طوفان العنف المدجج بالفتاوى الدينية، ما يعني أن استمرار استخدام سلاح الفتاوى الدينية التكفيرية والإقصائية هو محاولة مستمرة من قبل البعض لتعريض أمن الأوطان واستقرارها للخطر، ودفعها إلى مهالك السوء التي تنتشر في المنطقة، وعلينا جميعاً واجب محاربة تلك التيارات واللغة التكفيرية المتطرفة التي تسعى إلى نشر نار الصراعات الدينية المسلحة في المنطقة بأسرها، ومنعها من توظيف الفتاوى الدينية المتشددة في النيل من خصومها وتوضيح خطورتها، وما يستتبعها من استباحة للدماء والأعراض والأموال.

‎دعاة الشر زرعوا ولا يزالون بفتاواهم الهمجية أرضية ما نشهده اليوم من حالات الصرع الإرهابي التي تجتاح أطراف الكرة الأرضية باسم الدين، وتزرع في كل عمل إرهابي بذرة جديدة من بذور كراهية الآخرين للدين الإسلامي والمسلمين، وها هم يؤكدون مناهضتهم من جديد للإبداع والتميز العلمي، بعد أن أفشوا حقدهم وحربهم وتحريضهم من قبل على المبدعين وتكفيرهم في كل مكان، متجاوزين قول الله تعالى: (إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم) صدق الله العظيم.

شاعر العرب (أبوالطيب المتنبي) قال قبل ما يزيد على ألف عام وهو يهجو قوم كافور الإخشيدي:

(أغاية الدين أن تحفّوا شواربكم يا أمة ضحكت من جهلها الأممُ)!

***

ملحوظة: سقطت طباعياً وسهوا كلمة "المفكر" من لقب المفكر السعودي الكبير عبدالله القصيمي رحمه الله، ووجب الاعتذار.

back to top