بعد يومين من تعهده باتخاذ إجراءات مضادة وفرض المزيد من الإجراءات الأمنية لتأمين الحدود البرية في القرم، أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، بنشر منظومة الدفاع الجوي الصاروخي «إس-400» في شبه الجزيرة القرم التي انتزعها من أوكرانيا في 2014.

ووسط دعوات أميركية لضبط النفس وتجنب التصعيد، جمع بوتين كبار مسؤوليه في الكرملين، تمهيداً لاتخاذ إجراءات إضافية لضمان أمن مواطني القرم والبنى التحتية الحيوية، بعد إعلان أجهزة الاستخبارات الروسية إحباطها «اعتداءات» خططت لها أوكرانيا، التي وضعت منذ يومين قواتها في حال تأهب على طول خط التماس مع القرم.

Ad

وفي تطور مفاجئ، أجرى الرئيس الروسي، أمس، تغييراً كبيراً في إدارته الرئاسية، فاستبدل مدير الإدارة الرئاسية الذي كان يشغله حتى الآن أقرب حلفائه سيرغي إيفانوف، والآتي مثله من أجهزة الاستخبارات السوفياتية (كي جي بي).

وتشكل إقالة إيفانوف الذي استبدل، كما قال بوتين، بناء على طلبه، بمساعده أنطون فاينو بموجب مرسومين، تغييرا على أعلى المستويات منذ سنوات في الكرملين.

وتأتي بعد اسبوعين من سلسلة تعيينات لمسؤولين في الأقاليم رأى فيها خبراء أنها طريقة لتنظيم الصفوف قبل معركة الانتخابات التشريعية التي ستجرى في 18 سبتمبر، وكذلك الانتخابات الرئاسية في 2018، وذلك وسط أزمة اقتصادية وتوترات مع البلدان الغربية.

وكان سيرغي إيفانوف، وزير الدفاع السابق (63 عاماً) عين ممثلا خاصا للرئيس للمسائل المتصلة بالبيئة والنقل. وخلال لقاء مع الرجلين بث وقائعه التلفزيون، أعرب بوتين عن «ارتياحه» لعمل إيفانوف الذي كان مديرا للإدارة الرئاسية منذ 2011، أي قبل بضعة أشهر من عودته إلى الكرملين في 2012.

ويعتبر إيفانوف حليفاً مقرباً جداً من بوتين. ومثله، عمل لحساب الاستخبارات السوفياتية وخصوصاً في لندن التي طرد منها في 1983، ثم في الدول الاسكندينافية وكينيا.

والنقطة المشتركة الثانية التي تجمعه ببوتين، وكان يعد خليفة محتملا له، هو أنهما يتحدران من مدينة سان بطرسبورغ ثاني مدن البلاد والعاصمة السابقة لروسيا القيصرية.