دليل عمليّ للتفكير الإيجابي

نشر في 13-08-2016
آخر تحديث 13-08-2016 | 00:01
No Image Caption
تتعدد التقنيات التي تسمح بممارسة التفكير الإيجابي وتكون فاعلة شرط أن نقتنع بها لأنها ترتكز عموماً على الإيحاء الذاتي. كوّن ملايين الناس حول العالم فلسفة حياة خاصة بهم لمحاربة المصاعب اليومية. بفضل نصائح الخبراء، يمكنك أن تضع خطتك بنفسك!
تشمل الخطة الفاعلة ثلاث تقنيات أساسية:

1 الاسترخاء

إنها تقنية فاعلة عند بلوغ المستوى الذي يتطلب تدريباً مكثفاً ومن الأفضل بدء البرنامج جماعياً. يرتبط الاسترخاء غالباً بالتخيّل كي يعطي المفعول المنشود على المستويين الجسدي (استرخاء عضلي، تنظيم إيقاع التنفس والقلب) والنفسي (هدوء دائم، توازن بين نصفَي الدماغ، تحسّن الذاكرة والتركيز). يحفّز الاسترخاء الدماغ الأيمن ويسمح بإقامة توازن بين الجزأين الأيمن والأيسر.

النوم شكل طبيعي من الاسترخاء، لكن يجب أن تقوم بتدريب طوعي على الاسترخاء المُفتعَل.

2 التخيّل

يقضي التخيّل بابتكار تجسيد دقيق في عقلنا ومشاهدة رغباتنا تتحقق وتركيز الانتباه على ذلك التجسيد حتى تحقيقه أو تلاشي الرغبة فيه. قد تختلف النتائج لكنها تبقى أفضل من التوقعات الأولية عموماً.

كي تبدأ مسار التخيّل، يجب أن تسترخي وتتخيّل مشهداً يجسّد الهدف المنشود وتسمع المشاعر التي تنتابك إذا تحقق الهدف، ثم تُرسّخ الصورة الشاملة وتنهي جلسة الاسترخاء بعد الاحتفاظ بتلك الصورة وتشغيل جميع العضلات.

3 التأكيد

التأكيد إعلان إيجابي عن وقوع حدث معيّن. يمكن ممارسة هذا التمرين بعد التخيّل مباشرةً، بصوت مرتفع أو بصمت، طوال 10 دقائق. من الأفضل البدء بتدريب احترافي قبل تطبيق التمرين في المنزل، كل يوم إذا أمكن.

أمثلة عملية عن تمرين التأكيد:

• قُلْ بصوت مرتفع: “أشعر بتحسن متزايد كل يوم على جميع المستويات”!

• لا تنكر الواقع ولا تتفوه بعبارات مثل “لا أشعر بصداع” إذا كنت تشعر بالألم، بل قُلْ “سيمرّ الصداع حتماً”.

• أَكِّدْ على حوادث واقعية: يجب أن تستعمل عبارات التوكيد لأن الوعي الباطني لا يسمع عبارات النفي. ويجب أن تركّز على ما تريد فعله بدل التشديد على الأفكار التي لا تريدها.

ممارسة يومية

• ضع أهدافاً ملموسة ومحددة.

• حدّد أثر الهدف على الآخرين وطبيعته ونظامه.

• حرّك الهدف عبر التخيّل.

• تحرّك باتجاه تحقيق الهدف.

• تصرّف بمرونة وغيِّر اتجاهك إذا واجهت حلولاً عدة أو أُعيق مسارك.

مسيرة تطورية

لا يكفي أن ترغب في تحقيق هدف معين إذا لم تكن تتمتع بروحية التفكير الإيجابي لأن الإرادة قد تعيق المسار في بعض الحالات. في جميع الظروف، يجب استعادة الاسترخاء. يستعمل التفكير الإيجابي أدوات وتقنيات محددة لكنه يرتكز على مسيرة سلوكية سليمة تجاه الذات والآخرين، بما يضمن التناغم مع قوانين الكون.

نحن مسؤولون عما يحصل معنا لذا يجب ألا نتذرّع بسوء الطالع أو نرمي المسؤولية على الآخرين. بل يجب أن نطوّر عقلية إيجابية. في نهاية كل يوم، أو في كل لحظة إذا أمكن، طبّق التمرين التالي: “هل كان ما قلتُه أو فعلتُه للتو إيجابياً؟”. حاول أن تتقبّل العبارات السليمة والبنّاءة في عقلك حصراً.

درس مهم

التفكير أهم آلية يستعملها البشر. نتعلّم على مر السنين أن نمشي ونتكلم لكننا لا نتعلم التفكير. مع ذلك، نميل إلى إهمال قدرات التفكير التي تؤثر في حياتنا اليومية وتُحسّن نوعيتها. التفكير طاقة بحد ذاتها ومع كل فكرة ننتجها، نستطيع التحكم بطاقتنا. حين نبث فكرة إيجابية، سنشعر براحة فورية.

ابدأ باستعادة الهدوء لأن أي رغبة تتشكّل وسط مشاعر الكره أو الانتقام تولّد الارتباك. يجب أن تحمل الفكرة التي تنقلها طاقة إيجابية وأن تستعمل زمن الحاضر لتسريع تحقيق الهدف. ويجب ألا تستعمل صيغة النفي لأن طاقة التفكير لا تتلقى عبارات النفي ولا تحللها أو تسجّلها لذا من الأفضل حذفها.

تعلَّمْ الطلب السريع!
حين تُشَغّل طاقة معيّنة، يجب أن تستعمل عبارة “فوراً” أو “سريعاً” لأن التفكير لا يحتسب الوقت بل يعمل كالحاسوب. يجب أن نقدّم له جميع المعطيات اللازمة كي ينجح البرنامج. لكن حين نمتنع عن تحديد مهلة زمنية، قد تظهر النتيجة النهائية خلال عشرة أيام أو شهر أو 16 سنة نظراً إلى غياب أي مؤشر زمني دقيق! يمكنك أن تقول مثلاً “في أقصر مدة ممكنة”!

حاول أن تعتاد منذ الآن على صياغة عشرات الطلبات يومياً. يكون الشك جزءاً أساسياً من تفكير كل شخص راشد يحترم نفسه لكنه يتحول إلى عامل مدمّر بالنسبة إلى مسار التفكير الإيجابي. حين تتمنى مثلاً أن تسير الأمور على خير ما يرام، يعني ذلك أنك تشكّك بحصولها وبالتالي قد تنهار آثار تفكيرك. في المقابل، يشعر الأولاد الصغار الذين لا يشككون بشيء بآثار التفكير الإيجابي سريعاً!

استعمل التفكير الإيجابي أيضاً للتحكم بهموم الحياة. إذا تشاجرت مع صديقك مثلاً، أرسل له باقة ورد في عقلك. سرعان ما تعود إليك تلك الموجات الإيجابية التي أرسلتها إلى صديقك وتتخذ شكل اعتذار أو زيارة شخصية. لا شيء يمنعك حينها من تقديم باقة حقيقية وإصلاح الوضع على أرض الواقع!

back to top