قدمت 4 أفلام في ليلة السينما على شاشة "ليلى غاليري"، ضمن مهرجان "صيفي ثقافي 11"، منها 3 تجارب ناضجة وواعدة، هي "الغريب" للمخرجة مريم العباد، و"الفجر" للمخرج يوسف القناعي، و"غشاش" للمخرج مساعد خالد، أما الفيلم الرابع "في داخلي" للمخرج عبدالعزيز البلام، فقد تجاوز مراحل البدايات، وصعد الي مراتب الجوائز والبطولات.

وقال البلام في فيلمه المتميز "في داخلي" كلاما كثيرا علميا وطبيا ونفسيا عن مرض الوسواس القهري الذي يصيب بعض الناس، ويجعلهم يتوهمون كثيرا من المواقف والرؤى التي لا توجد إلا في داخلهم، سواء عبر شخوص فيلمه أو أدواته التي أحسن استغلاله كالإضاءة وزوايا التصوير والتنقل ما بين المشاهد والأماكن، رغم أن الحيز كان ضيقا، وربما كان له العذر أو أنه متعمد، لأن شخصيته المحورية فنان تشكيلي معاق يتحرك على مقعد متحرك.

Ad

وأشار فيلم "في داخلي" إلى أن الأمراض التي نعيشها في حياتنا ليست تلك الأمراض الجسدية التي من الممكن معرفة أعراضها وتبعاتها، وإنما توجد أمراض نفسية أشد قسوة وقدرة على الفتك بنا وتمزيقنا من العمق، لأنها تنخر في الخيال وتسكن في الروح.

وسواس قهري

ويلقى فيلم "في داخلي" الضوء على مرض الوسواس القهري، وهو من أشد الأمراض النفسية، لأنه يجعل من مريضه يعتقد أن كل من حوله أعداؤه، ويحاول أن يخلق بيئة آمنة له بعيدا عنهم، لكنهم لا يتركونه، حتى يصل الأمر الى قتل نفسه.

ونبه فيلم "في داخلي" إلى ضرورة العلاج من مثل هذه الأمراض والإعلان عنها بصراحة، لأن 80 في المئة من علاجها اعتراف المريض نفسه، ولاسيما أن هذه الأمراض ليست وصمة عار، وأنه من الوارد أن يصيب أي أحد.

وقدم البلام خلال فيلمه "في داخلي" نفسه كمخرج متمكن يجمع بين الحداثة في التناول والعمق في التحليل، حيث جمع في فيلمه ثلاثية النجاح لأي فيلم يتناول هذه الجانب، وهي الميلودراما والغموض والغوص بأعماق النفس البشرية السوداوية، مجسدا وناقلا صراعها من الأعماق الى الشاشات.

أما على مستوى التمثيل، فقد جسد بطله الذي قام بدور الرسام المعاق الذي يعاني من نفسه ومجتمعه الذي يحيط به من دون مُبالغة، فجاء أداؤه رائعا. وقد ظهر كممثل متمكن في التعبير عن انفعالات الشخصية بالوجه والجسد والحركة، لدرجة أن مشهد الصراع مع سكان خياله الذي يعتقد أنهم متربصون به بدا كأنه حقيقي، وأنه كان مصابا بالفعل بهذا المرض النفسي القاتل.

الغريب والفجر

أما الأفلام الثلاثة الأخرى فكانت حسب ترتيب العرض على شاشة سينما "ليلى غاليري"، فكان الأول فيلم "الغريب" للمخرجة مريم العباد، وتدور أحداثه حول رجل مشوه الوجه بعين واحدة وطويل القامة وذي لون بني حاد وشعر كالنخلة يهرب من قرية إلى أخرى، إلا أنه عند ذهابه إلى القرية الأخرى تتعقد الأمور ويُطرد، وفي طريقه يرى حمارة القايلة ويتزوجها.

والفيلم الثاني حسب ترتيب العرض كان فيلم "الفجر" للمخرج يوسف القناعي، الذي تناول حقبة مهمة في تاريخ الكويت من خلال قصة مغامرة أطفال في بداية اكتشاف النفط.

والفيلم الثالث "غشاش" للمخرج مساعد خالد تناول معاناة الطالب سليمان في الصف العاشر، الذي يعتقد وكيل مدرسته أنه غش في الامتحان، فيحاول تبرئة نفسه أثناء الفرصة، حتى نجح في ذلك.