ما إن هلت بشائر ذهبية بطلنا فهيد الديحاني حتى ازدحم حولها صاغة المجلس والحكومة وتلاقفوها ليعرضوها في "فاترينة" تصريحاتهم، هذا يريد صوغها كقلادة تطوق رقبة إنجاز وهمي لمجلسه، وهذا يبغي تحويل تبرها إلى خاتم خطوبة يربط التنمية مع حكومته بزواج مسيار، وهذا يحلف متثائباً و"عيونه منفخة" بأنه لم يذق النوم لأسبوع كامل انتظاراً لفجر الذهب الأولمبي، وكلٌ يدعي وصلاً بذهب فهيد... والذهبية لا تقرّ لهم بذاك.

فهؤلاء من "مصرحي الغفلة" هم من تسبب أصلاً في وقف النشاط الرياضي الذي حرم فهيد وغيره من غيمة وطن تدعى "علم" تظللهم عند اعتلاء منصة التتويج، وهؤلاء هم ذاتهم من هدد فهيد وغيره إن شاركوا بغير صفة رسمية، وهؤلاء هم من وضع العراقيل البيزنطية عناداً وتصفية حسابات أمام عربة رياضتنا، وهم من وضع حصان القوانين الداخلية قبلها، فلا العربة سارت إلى حيث ألقت رحلها أمّ "أولمبيك" ولا الحصان صهل عالياً في ميادين القوانين الرياضية العالمية.

Ad

أتمنى من مجلسنا حكومة ونواباً ألا يدعموا "فرحة" الشعب بإنجاز بطله الديحاني، فآخر ما نريده هو أن يأتي يوم تقول لنا فيه الحكومة: "زمن الوناسة انتهى"، فيرد عليها المجلس على استحياء: "فرفشة المواطن البسيط لن تمس" ليغير كلامه بعد يومين، ومع سبق المساس والترصد، ولا نريد أن يتحفنا وزير بتصريح صالوني يقول فيه: موس لكل الـ"jokes"، تطرح بعده الحكومة "وثيقة الإصلاح الوناسي"، فيمررها المجلس الطريف مكركراً لأنها وثيقة حلوة وجديدة وتموّت من الضحك، وستساهم في ازدهار "اقتصاد الوناسة"، لتخصص بعدها النكات العامة، ويرفع الدعم عن "لتر القهقهات" و"فولت الضحكات"، وتزداد رسوم الابتسامات أضعافاً مضاعفة، لنتحمل كمواطنين بسطاء لوحدنا تكاليف "ضيقة الخلق". لا، لا نريد دعمكم لفرحتنا فلا يلدغ المواطن من "وثيقة" مرتين.

بورك لبطلنا الديحاني بذهبيته وإنجازه أما الإنجازات الصوتية فقد ذهبت مع الريح.