رحماكم بالشباب من فضلكم!
في الآونة الأخيرة ضربت العالم حالة من الركود الاقتصادي الثقيل، وكانت بلادنا إحدى الدول المتأثرة بتلك الأزمة الاقتصادية الطاحنة، لأنها جزء من العالم يتأثر ويؤثر بما يدور وما يحدث فيه، وبسبب انهيار أسعار النفط والتباطؤ الاقتصادي العالمي بات الأمر صعبا علينا في مواجهة مشروعاتنا الطموحة ونفقاتنا المتزايدة، ونحن نحمد الله على أننا في دول الخليج جرينا بخطى سريعة مستغلين عائدات النفط الهائلة في بناء صروح اقتصادية وتجارية تضاهي مثيلتها العالمية. لكن المدقق بعين الفاحص يجد أن عجلة الاقتصاد الكويتي تباطأت عن قبل، فرغم محاولات إيجاد البديل من الحكومة فإن هذا البديل لا يؤتي ثماره بين عشية وضحاها، بل يأخذ أياما وسنين ودهورا لكي يختمر، ويعطي أكله، والسبب أنه لا خطة واضحة فتلجأ الحكومة إلى رفع الدعم عن أشياء ما كان ينبغي أن ترفعه عنها؛ لأن هذا الدعم، مع أنه يوفر عوائد للحكومة، عبء على كاهل المواطن الذي لديه من المسؤوليات والمهام ما لديه.
والأسرة الصغيرة هي دويلة صغيرة لها اقتصادها ونفقاتها ودخلها ومصروفها الذي تنفق فيه بعض نفقاتها، وبما أنها اعتادت العيش في مستوى اقتصادي واجتماعي معين ما كان لها أن تنزل عنه نزولا دراميا، كإجراءات الحكومة بفرض الضريبة، وإزالة الدعم عن المحروقات والبنزين وخلافه. هناك حلول اقتصادية للحكومة تستطيع من خلال عائدات النفط أن تنمي الاستثمارات أو حتى تتجه بتلك العوائد إلى الاستثمار في بعض الدول، أو التصنيع والتنمية وخلافه، فهذه الحلول ستلغي فكرة النظر إلى ما في يد المواطن. هناك نواب الشعب الذين يتاجرون بتلك القضية لكي يجنوا مزيدا من الأصوات، وبعد أن يضمنوا مقاعدهم في الدورة الجديدة تراهم صائمين عن الحديث في تلك القضية، وهنا مكمن الخطورة، أليس هؤلاء النواب هم ممثلو الشعب في مواجهة الحكومة؟ فماذا لو كان النواب في ركاب الحكومة؟ هنا ما للشعب إلا الله سبحانه وتعالى. حينما نستعرض هذه المشكلة نجد تقصيرا ممن بيدهم مقاليد الاقتصاد في الحكومة، فنجد إجمالي إيرادات الدولة 13.2 مليار دينار كويتي وإجمالي المصروفات 18.2 مليار دينار كويتي، مما يعني أن عجز ميزانية الكويت لعام 2015 الفعلي بلغ 5.9 مليارات دينار كويتي، وهو رقم مخيف فعلا، وذلك رغم زيادة إنتاج النفط، مما يترتب عليه إجراءات تقشفية على بعض الفئات وخصوصا الشباب، وهذا رغم ثبات الأجور، فرحماكم بهؤلاء الشباب الذين يريدون أن يجدوا فرصة كريمة في الحياة. ظنكم لكم وحسن نيتي لي ورب البيت كريم.